2012/07/04

الأغاني والأشعار الوطنية.. هل هي رسائل إعلامية للمناسـبات فقط؟
الأغاني والأشعار الوطنية.. هل هي رسائل إعلامية للمناسـبات فقط؟


هيثم صالح - تشرين


للأغنية والشعر خصوصية وجدانية لدى الإنسان فضلاً عن أنهما رسالة ذات مغزى عميق في النفس البشرية, ولاسيما إذا كانت تركز على قيم متأصلة كالوطنية والانتماء والموروث الثقافي والمعرفي للأمم والشعوب.

وما يؤكد هذا القول هو التفاعل الجماهيري الكبير في الأغاني والأشعار الوطنية بعدما بدأت قنواتنا الفضائية بثها خلال برامجها ونشراتها الإخبارية, بل إن بعض الأقنية الفضائية الوطنية كرست بثها بالكامل لهذه الغاية كقناة «سورية بلدنا» فاستقطبت جمهوراً واسعاً يتفاعل معها من خلال الرسائل الكثيفة التي تمر على شريطها المخصص أسفل الشاشة. ‏

ولو لم يكن الأمر كذلك لما استمرت في بث هذه الأغاني والأشعار ولما أنفق القائمون عليها أموالهم بلا طائل. ‏

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تستخدم الأغاني والأشعار الوطنية كرسائل إعلامية في المناسبات وأوقات الأزمات فقط, أم إنها يجب أن تكون حاضرة في كل الأوقات لتكريس ثقافة المواطنة وقيم الدفاع عن الوطن وعدم الانزلاق إلى ما يسوءه ويؤذيه؟. ‏

الملاحظ أن هذه الرسائل الإعلامية المهمة لم تعط حقها خلال الفترات الماضية لتكون وسيلة جذب لجمهور عريض يؤثر في مشاعره وعواطفه الوطنية ولاسيما جيل الشباب الذي ترك لفترة طويلة لقمة سائغة للأغاني الهابطة, فلم يعد كثيرون يهتمون لأمسية شعرية أو حفلة غنائية تتناول قضايا وطنية. وحتى الشعراء والمطربون والفنانون ابتعدوا عن ذلك ليجاروا أذواق الجمهور فانتشر ما «هب ودب» من الأشعار والأغاني التي لا معنى لها ووجدت رواجاً منقطع النظير بين شرائح الشباب والناشئة المفترض أنهم من يرسمون مستقبل الوطن ويساهمون في بنائه وتقدمه. ‏

في الحقيقة لقد فتحت الأزمة التي تعاني منها سورية حالياً الأعين على الكثير من القضايا والأمور التي كان يتم تجاهلها وكشفت مدى أهميتها في حياة الفرد والمجتمع وعلى رأسها القيمة الفائقة لتوظيف الثقافة والفن في بناء الإنسان وإبعاده عن التطرف من جهة والفلتان الأخلاقي والقيمي من جهة ثانية والممازجة بين العاطفة والعقل وربطهما بجغرافية المكان. فكم كان رائعاً أن يسمع الجمهور قصيدة الشاعر الكبير عمر الفرا وهو يقول «الوطني يابني.. ما هو لفلان وابن فلان الوطن يا بني رقم واحد وبعد مية يجي العالم» أليس ذلك ترسيخاً لمحبة الوطن وأين كان ذلك قبل سنوات؟ وكم كانت القلوب ترقص طرباً عند سماع أغنية: ‏


من قــــاسيون أطل يا وطني فأرى دمشق تعانق السحبا ‏

آذار يدرج في مرابعهــــــــــــا والبعث ينشر فوقها الشـهبا ‏

أو بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب.


بالنتيجة نتمنى على قنواتنا الفضائية ألا تعدّ هذه الوسائل الإعلامية المهمة جداً مجرد ردة فعل تجاه أزمة معينة تغيب وتنتهي بمجرد انتهاء الأزمة أو المناسبة وأن يكون هناك حضور دائم ومنظم للشعر والأغنية الوطنية مستقبلاً. ‏