2012/07/04

الأفلام القصيرة فاكهة عروض تظاهرة النادي السينمائي بطرطوس
الأفلام القصيرة فاكهة عروض تظاهرة النادي السينمائي بطرطوس


محمد حسين - الثورة


يعرف الجميع أن طرطوس الآن مدينة بلا سينما (عامة أو خاصة) .. وأن الكثير من عشاق هذا الفن يسافرون إلى العاصمة أو المدن المجاورة لحضور فيلم ، وكذلك يعرف الجميع أن في طرطوس نادياً سينمائياً متميزاً ،

يحاول بشتى الطرق ترميم هذا الغياب بأسابيع سينمائية متكررة وفي الأسبوع الأخير كان عشاق هذا الفن على موعد مع أحد هذه الأسابيع ، ورغم الأمطار الغزيرة وتقنين الكهرباء الذي غير أوقات العرض ورغم التجهيزات (المتعثرة) كانت الكراسي الموجودة في صالة طرطوس القديمة تمتلئ عن بكرة أبيها بجمهور متعطش ومتابع لا يكتفي بالمشاهدة فقط بل ويقدم رأيه فيما يرى ، يناقش ويحاور وشعاره (لا نكتفي بالمتعة فقط بل نسعى للفائدة ولما هو أفضل) .‏

وخلال هذا الأسبوع خصص يوم للأفلام القصيرة، تعثر العرض وتبعثرت العروض حيث عرض فيلمان فقط في ذلك اليوم وعرض فيلم قبل ذلك كل فيلماً طويلاً في الأيام التالية . ولا بد من الإشارة أن حضور المخرج جود سعيد الذي تابع الأسبوع بكامله ولم يكتف بالحضور فقط يوم عرض فيلمه الطويل . ومساهمته في حل المشكلات التقنية التي حدثت ، وكذلك في إقامته لورشة عمل .. أمر يستحق عليه أكثر من الشكر .‏

الأفلام القصيرة المعروضة هي : (حكي سمك) إخراج علي رمضان (طرطوس) ، إنتاج 2010 مدته (18) دقيقة ، وجميع الممثلين فيه من طرطوس وهذه هي التجربة السينمائية الثانية له فسبق وأخرج فيلماً قصيراً بعنوان (كل الأحاديث) وعرض في النادي السينمائي ضمن تظاهرة أفلام شباب طرطوس ولاقى استحساناً وتقديراً متميزين من المشاهدين يتميز المخرج علي رمضان بموهبة غنية وطموحات كبيرة فهو ممثل ومخرج مسرحي كما شارك كممثل في عدة مسلسلات .‏

أما الفيلم الوثائقي (البرزخ) فهو من إخراج المهند كلثوم إنتاج 2012 شريط تسجيلي يسلط الضوء على العودة الفلسطينية من خلال شخصية حوّلت حلم العودة إلى حقيقة مؤقتة لتؤكد أن العودة ليست حلما بل حقيقة .‏

الفيلم القصير (نخاع) إخراج وسيم السيد وتأليف علي وجيه وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي (مدته عشر دقائق) وقد شكل العمود الفقري فيه الصراع الأزلي بين المرأة والرجل حيث تحوّل سرير الزوجية إلى ساحة للحرب بينهما ، المرأة تسن أسلحتها الأنثوية بينما الرجل يمارس البصاق والنهم والشره بذكورية ، وحتى عندما تتحول هذه الحرب من باردة إلى ساخنة بأسلحة بيضاء حقيقية تتحول تلقائياً إلى واقعة جنسية تنتهي أيضاً بأن يبقي كل منهما يده على سلاحه وكأن الصراع بدأ للتو . اللافت في الفيلم الموسيقا التصويرية التي حلت محل الحوار الصامت لكن سذاجة الرموز والمبالغة فيها وتكرارها أساء للعمل بشكل عام كما حدث مع الذكر في تكرار كسره لقارورة الماء استنكاراً وكذلك مع المرأة في التكرار المجاني لاعتنائها بأظافر قدميها .‏

وهذا الصراع كان حاضراً أيضاً  في فيلم (ليس مجرد تفاحة) فالغواية كانت المرآة التي عكست هذا الصراع فجاء الفيلم محاولة لتعرية المجتمع من خلال دقيقة سينمائية غارقة بالرموز والمفاتيح ومتروكة للمشاهد لفكها وفتح أبواب الواقع بها ، وهو من إخراج سيمون صفية (طرطوس) وإنتاج 2012 ويمكن إدراجه تحت عنوان الموجة الجديدة لأفلام الدقيقة الواحدة وقدمه المخرج بمجهود فردي وبتجربة رائدة فهو من المواهب المتميزة التي يراهن عليها النادي السينمائي في تطلعاته . كما عرض الفيلم القصير (تاريخ الإنتاج 29/2/2008 صالح لغاية .. لا نهاية ) إخراج دانيال الخطيب إنتاج 2008 ومدته دقيقة ونصف حائز على جائزة من مسابقة أفلام الشباب في دمشق هو الفيلم الثاني للمخرج بعد (البندول) ويعتبر الخطيب من المواهب التي راهن عليها النادي السينمائي منذ عام 2007 وقدم عدة مسرحيات ناجحة .‏