2012/07/04

التميُّز والفنان.. من منهما يبحث عن الآخر؟!!
التميُّز والفنان.. من منهما يبحث عن الآخر؟!!


هفاف ميهوب - الثورة


سؤالٌ, من الطبيعي أن نطرحه في عصرٍ مثلما انهال علينا بالفضائيات العربية, انهال أيضاً بالقنوات والأعمال الدرامية. تلك الأعمال التي باتت تحتاج إلى إحصاءِ عدد ما يُعرض منها ونوعيَّته ومدى نجاحه أو فائدته.

تماماً كما تحتاج أعداد الفنانين الصاعدين, إلى دراسةٍ تساعدنا على التمييز بين فنانٍ وآخر لطالما لم تعد المشكلة بأعدادهم وإنما بتشابههم لتشابه أدوارهم وبما يجعلنا لا نُدرك إن كان التميُّز هو الذي يبحث عن الفنان أم أن الفنان هو من يبحث عن التميُّز, ودون أن يمتلك موهبة أو ربما النصُّ الجيد الذي يمنحه (في حالِ كان موهوبا) فرصة الاختيار..‏

إذاً.. هل يمكن القول بأن المشكلة هي مشكلة نصوصٍ وبأنَّ الفنان يضطرُّ لقبولِ أي دورٍ يقدَّم له لأنه بات يقيناً بأن رفضه لأيِّ عملٍ درامي يُقدَّم له سيلاقى بـ «ليس بالإمكان أفضل يا فنان»..‏

ربما.. وهو أمرٌ يتعلق بمدى قبول الفنان بتأدية أي دورٍ, ولأسبابٍ قد يكون منها, الاعتقاد بأن ظهوره بأكثر من عملٍ ودور هو سبيله إلى التميُّز في ظلِّ تزايد أعداد الفنانين. أو ربَّما لحاجة مادية تدفعه لقبولِ كل ما يتأتى له من أدوارٍ ينتظر بأن تحمل له النجومية والتميُّز ولو بعد حين..‏

كل هذا من المفترض أن يكون محطَّ اهتمام القائمين والمهتمين والمنتجين للأعمال الدرامية, ومن أجل ألا تذهب المواهب الفنية المتصاعدة وغير القابلة للتقلُّص أدراج إهمال الكتَّاب أو تقاعسهم أو سعيهم لتقديم ما يرتدُّ عليهم بأسرع مردودٍ ممكنٍ, أو حتى عدم خبرتهم..‏

لاشكَّ أن الأمر يتطلب إيجاد حلولٍ جديدة ومفيدة وقادرة على إخراج الفنان السوري من دورٍ أكثر ما نلاحظه يكرِّر دون ابتكار, شخصية العاشق غير المتَّزن والمتهوِّر أو الطالب اللامبالي والمستهتر, وسواه مما يُجسَّد لأكثر من مرة وبأكثر من عملٍ ولفنانين وإن فُرض عليهم تقديمه, إلا أنهم وسواء قبلوا أو رفضوا لا يقدمون فيه إلا الصورة ذاتها للشخصية وتصرفاتها مثلما طموحها وأفكارها ومشاغباتها..‏

أيضاً. من الأدوار التي باتت تؤديها فنانات صاعدات أو ربَّما ممن يحاولن ورغم تقديمِهن لأكثر من عملٍ أن يكنَّ شهيرات, شخصية الفتاة الطموحة والجريئة والباحثة عن ذاتها وحريتها وباختلاف ثقافتها وبيئتها ومكانتها, وضمن أجواءٍ لا يقودها اقتحامها إلا إلى نهاياتٍ بائسة عليها أن تختار منها الضياع أو الانهيار..‏

وهنا.. أليس من حقِّنا وبعد عجزنا عن التفريق بين عملٍ درامي وآخر بسبب تشابه العنوان والمضمون والأداء الذي يؤديه فنان قد يكون في الوقت ذاته يؤدي أكثر من دور أن نتساءل أيضاً:‏

لِمَ استطاع بعض الفنانين وخلال فترة وجيزة أن يقبضوا فيمتلكوا القدرة على تجسيدِ أدوارٍ استثنائية ومعقدة وفيها الكثير مما يتطلبه الفنان الحق كي يصعد إلى النجومية؟..‏

سؤال ليس برسمِ الإجابة لطالما المشاهد يعرف جوابه جيداً, وبعد متابعته لأدوارٍ أقنعته فأبهرته ومنها دور الأخرس والمعتوه والحشَّاش والمُجسِّد لشخصية سياسية أو فنية أو أدبية ولكل ما جعله على يقين بأن: من اجتهدَ وجد ومن ارتدى تفاصيل وعمق وأبعاد الشخصية التي سيجسّدها, لابدّ أن يتميَّز و يسطع نجمه دون الاتِّكاء أو إلقاء اللوم على أحد..‏