2012/07/04

«الجزيرة»: اللاعب الأبرز فـي ثـورة «مصـر»
«الجزيرة»: اللاعب الأبرز فـي ثـورة «مصـر»

ماهر منصور - السفير

لولا دور موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، وما تركه من ظلال على «ثورة 25 يناير» المصرية، بدءاً مما كتبه المدون الشاب وائل غنيم

«كلنا خالد سعيد»، وصولاً إلى الخبر الذي تناقلته صفحات الموقع عن «تنحي مبارك»، لأمكن اعتبار ثورة شباب «الفيسبوك» في مصر، ثورة

لقناة «الجزيرة». لقد كانت القناة الإخبارية القطرية اللاعب الأبرز إعلامياً في أحداث الايام الثمانية عشر من عمر ثورة الشعب. وكانت شريكته

في تقاسم معاناة القمع، وعناد المواجهة والصمود، وأخيراً فرحة الانتصار

منذ بداية الاحتجاجات الشعبية، بدت قناة «الجزيرة» ناطقاً رسمياً باسم ثورة متظاهري «25 يناير»، حتى أن المتظاهرين نصبوا للقناة

شاشات ضخمة في «ميدان التحرير». ولم يتوان عدد من المتحدثين على القنوات الفضائية من التنويه بدورها الفاعل في نقل الأحداث. فيما

خرج متظاهر في اليوم الأخير من أحداث الثورة، ليحمل لافتة كتب فيها: «عاشت قناة الجزيرة.. يسقط التلفزيون المصري

وبين شعارها الأول «الشعب يريد إسقاط النظام»، إلى شعارها الأخير «مصر..الشعب ينتصر» كانت «الجزيرة» تستغني عن مسارها

البرامجي المعتاد، فلا نشرات أخبار أو برامج دورية، لتخلي مساحتها لبث حي ومباشر من مدن المحروسة، وتسجل انتصارها الإعلامي لا

لثورة الشباب المصريين وحسب، وإنما على نظم الحجب والمنع التي مورست عليها أيضاً، بدءاً من إغلاق مكتبها وإلغاء تراخيص عملها في

مصر، فحجب بث قناتي «الجزيرة» و»الجزيرة مباشر» عن قمر النايلسات»، وصولاً إلى حالات القمع والاعتقال التي طالت مراسليها

كل ذلك جعل من نقل الحدث المصري الى العالم تحدياً أساسياً للقناة، فاستعانت «بجيش» من الصحافيين والمدونين والناشطين

السياسيين والحقوقيين لنقل الأخبار الميدانية، وبثت عبر أقمار فضائية أخرى، وسارعت قنوات فضائية أخرى لتبتي بثها، جزئياً أو كلياً

وباستثناء خطابات الرئيس المخلوع وأركان نظامه والبيانات الرسمية للجيش المصري، التي كان مصدرها الرئيسي التلفزيون المصري، كانت

«الجزيرة» أشبه بوكالة الأنباء الخاصة بأحداث الثورة المصرية. وعنها كانت تنقل بعض الفضائيات العربية والعالمية، بما فيها الفضائيات

الرسمية، وذلك حتى الساعات الأولى التي أعقبت تخلي «مبارك» عن الحكم، ومتابعة مظاهر الفرح التي عمت المحافظات المصرية والمدن

العربية من المحيط إلى الخليج، كما أوردت «الجزيرة» في شريط متتال وسريع من الأخبار العاجلة

... ولعل الخبر العاجل الوحيد عن «أفراح .. الانتصار» الذي لم تورده «الجزيرة»، هو خبر فرحها هي.. وقد كانت الرابح الأكبر إلى جانب شعب

مصر.. على الأقل بانتصارها الإعلامي