2013/05/29

«الحياة المسرحية» موسم حافل.. ونصوص جديدة في عهدة المخرجين
«الحياة المسرحية» موسم حافل.. ونصوص جديدة في عهدة المخرجين

نجوى صليبة – تشرين


لن نبدأ حديثنا عن الحياة المسرحية من حيث ابتدأ «جوان جان» مدير تحريرها افتتاحيته بل سنبدأ من حيث أنهاها، يقول:

«وبعد..أيحق لنا أن نسأل اليوم عن الدور الذي من الممكن أن يقوم به المسرح في ضوء المستجدات الطارئة على الساحة العربية ووسط الركام الهائل من الجهل والتخلف والتمترس وراء قناعات جوفاء لم تفعل شيئاً سوى أنها عملت على تشويه صورة الإنسان العربي مرة واحدة إلى الأبد»..

مع كل هذا الركام ومع تنكّر معظم الفنانين السوريين لمن يسمونه دائماً بيتهم وعشقهم الأول -تحت شعار نريد العيش الهني وتلبية متطلباتنا المتزايدة- تحرص مجلة الحياة المسرحية الفصلية في كل إصدار لها على التعريف بمجمل الأعمال المسرحيّة التّي تمّ عرضها على خشبات المسارح السورية، فضلاً عن الاهتمام بآخر الدراسات المتخصصة بالفن المسرحي والإشكاليات التي تعتريه في سورية خصوصاً والوطن العربي عموماً..

نماذج من الموسم

شهدت خشبات المسارح في سورية عروضاً مسرحية لابأس بها من حيث العدد بعضها لاقى القبول والحضور الجيد وبعضها الآخر لم يحالفه الحظ ربما أو لعل الظروف الحاضرة حالت دون وجود الحضور المناسب من هذه العروض ما تناولها جوان جان في مقالته «نماذج مختارة من الموسم المسرحي» حيث يقدم نقداً شاملاً لثلاثة عروض مسرحية هي «هاملت» للمخرج عروة العربي و«حكاية بلاد مافيها موت» للمخرج كفاح الخوص عرض رأى فيه الكاتب أنه نقد اجتماعي في توقيت خاطئ رغم الاتفاق مع جرعة النقد المقدمة، أما المسرحية الثالثة فهي «أناتول فيلد» التي يخرجها الدكتور منتجب صقر..«ماتا هاري» عرض مسرحي من تأليف رياض عصمت وإخراج الفنان هشام كفارنة, وصفته نور الموسى بالقول: «في ماتا هاري تكاملت فكرة النص مع أسلوب الإخراج مع أداء الممثلين فكنا أمام لوحة تشارك في وضع تفاصيلها فنانون مبدعون»..

«ليلة الوداع» مونودراما قدمتها الفنانة فيلدا سمور وأخرجتها سهير برهوم أما التأليف فكان لجوان جان...

أدب الطفل المسرحي

تضمن إصدار «الحياة المسرحية» أيضاً دراسات كثيرة نذكر منها «تشكيل الاستعارة في المعالجة الإخراجية» للكاتب سمير رياض ممدوح، و«تطور الشكل في العرض المسرحي» للكاتب عباس عبد الغني، ومن الدراسات أيضاً «مفهوم المتعة في العرض المسرحي» للدكتورة ميسون علي، وكلها مواضيع غنية ومتخصصة جداً لكننا اخترنا الموضوع الأهم, الذي نفتقر إليه في المسرح السوري ألا وهو مسرح الطفل, تحديداً أدب الطفولة المسرحي, المقالة مأخوذة عن الأدب الغربي كتبها روجيه ديلديم, وترجمها عوض الأحمد.

يؤكد ديلديم كما نؤكد ومعنا معظم الكتاب السوريين المهتمين بمسرح الطفل على ضرورة أن تتعلق الأمور بقضية قليلة التعقيد وبسيطة, لذا وجد من الضروري المقارنة بين المفاهيم المتعلقة بإبداع العروض المسرحية والمتمثلة بالتالي..

مسرح الاقتباس الذي يتناول المواضيع التقليدية في الأدب، ويذكر الكاتب النموذج الفني لهذا الأمر رواية «رونار» المقتبسة عن «مآثر الثعلب رونار» من قبل آرثر فوكيز لمسرح اللورين في فرنسا ولمسرح الطفولة في بلجيكا، أما نجاح الاقتباس فمرهون بأمرين حسب الكاتب هما اختيار القصة ونقلها مسرحياً وكما يرى أن المقتبسين يستخدمون الحكايات بشكل «واسع» لكن بطريقتين متمايزتين الأولى اقتباس قصة جيدة والثانية استخدام القصة كنموذج بنيوي..

أما مسرح التأليف فيقدم مسرحيات مصممة خصيصاً لجمهور من الأطفال، لكنه نوع من العروض التي تفتقر المؤلفين ولتفادي هذه المشكلة تمنح المنظمة الدولية الآستيج –الجمعية الدولية لمسرح الطفولة والشباب المؤسسة عام 1965- كل سنتين مكافأة لعمل مسرحي غير مطبوع من شأنه تقديم الجديد لمسرح الطفل، كما تضمن نشر النص الفائز باللغات الفرنسية والروسية والانكليزية..

ريادة الفكر الطفولي مايسعى إليه مسرح الحركة, هذا الشكل من الريادة رأى النور في فرنسا بمبادرة من كاترين داستي, وهي امرأة مسرحية بامتياز يعرض الكاتب تاريخها الحافل بشكل مفصل من باب إعطاء هذا الشكل أصالته، أما فوائد هذا المسرح فكثيرة, إنه يسمح للأطفال بالمشاركة في النشاطات الإبداعية والتعاون مع الأطفال الآخرين، كما يسمح باكتشاف إمكانات غير مرتبطة بالتعليم التقليدي الشفهي والمتعقل مساعداً الطفل بذلك على التوازن باستدعاء إدراكه, مقابل كل هذه الفوائد وجدت كاترين حسبما يقول الكاتب أنه لابد من الحذر فإجبار مخيلة الطفل على العمل يمكن أن تؤدي إلى نتائج مشؤومة على الصعيد النفسي السلوكي..

في عهدتهم


«يشتكون ندرة النصوص المسرحية الصالحة لأن تكون عرضاً يعتلي خشبة المسرح» كتبت «الحياة المسرحية» وأضافت: «بعض المخرجين المسرحيين يتخوفون النصوص الجديدة, فيفضلون الاتكاء على النصوص المضمونة المتمثلة بالأدب المسرحي العالمي ونحن نضيف عليها الاتكاء على المجرب من النصوص المحلية أيضاً، فيعيدون عروضاً أكل الزمن عليها وشرب، وهاهي «الحياة المسرحية» تقدم نصوصاً جديدة تضعها بين أيدي مخرجين فليقدموا ما أرادوا من حجج, النصوص هي: (الليلة نلعب، أحداث اليوبيل الذهبي، الجنون متأخراً) ثلاثة نصوص  للكاتب وليد إخلاصي وإصدار وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب /سلسلة من المسرح دمشق/..

(الفصل الثالث، البيت يهتز) نصان للكاتب عبد الفتاح قلعة جي, أيضاً من إصدارات الهيئة العامة للكتاب/سلسلة من المسرح/..

(نورا، الأميرة والناسك، المدار) ثلاثة نصوص للكاتب أحمد اسماعيل اسماعيل/ منشورات أدب الطفل/..عندما يفسد الملح للكاتب نصر يوسف/ اتحاد الكتاب العرب سلسلة المسرح.

(مساءً في بيت عارف, التكريم, المخترع، المحارب) أربعة نصوص للكاتب تمام العواني من إصدارات اتحاد الكتاب العرب..

(الرخام) ابراهيم حساوي من إصدارات الهيئة العامة لمسرح في الشارقة- الإمارات العربية..