2013/06/21

الدراما الشبابية .. بين العمق والسذاجة
الدراما الشبابية .. بين العمق والسذاجة


فؤاد مسعد – الثورة


يبدو أن شريحة الشباب والمراهقين قد بدأت تأخذ حيزاً من الأهمية فيما يُنتج من أعمال درامية مؤخراً ، فبات يُنجز حولها مسلسلات خاصة بها تتناول همومها ومشكلاتها وآمالها وآلامها ..

إضافة إلى تفاصيل ومفردات حياتها ، وفي نظرة سريعة لما ينتج هذا العام نجد أن هناك أكثر من عمل خصص لهذه الفئة عبر رصد واقعها المعاش الحالي وسط ما تمر سورية من أزمة ، ولكن هل ترقى تلك الأعمال بمجموعها لواقع الشباب حقاً ؟ هل تغوص في حياتهم ومشكلاتهم بشكل حقيقي ؟ هل تنقل تلك المفردات والتفاصيل بحميميتها ودفئها ؟ هل تثير الأسئلة المسكوت عنها بأسلوب فني عالي المستوى ومضمون يلامس واقعهم الحقيقي ؟..‏

عبر نظرة سريعة لما تم عرضه حتى الآن نجد أنه جاء في غالبيته دون المستوى ولم يستطع الوصول إلى بر الأمان ، لا بل غرق في مستنقعات ومطبات السطحية والصراخ والكوميديا (الرخيصة) ، فلا أعتقد أن أهمية تلك الأعمال يمكن أن تستنبط من طريقة (التهكم بأستاذ المدرسة) على سبيل المثال ، الأمر الذي قد يجذب إليه شريحة الطلبة وصغار السن ولكن بالوقت نفسه يُظهر مدى اسفاف العمل وضعفه ويعريه أمام الجمهور عامة ، كما لن تأتي أهميتها من خلال الطرح الجريء المصطنع غير المبرر لمشكلات الطلبة في حين يمكن تناول مشكلات حارة وجريئة حقيقية بأسلوب راقٍ ويحوي الفائدة والتوعية معاً . واذكر أنه منذ ثماني سنوات تقريباً تم تقديم مسلسل (أشواك ناعمة) إخراج رشا شربتجي وتأليف رانيا بيطار ، ولدى مقارنته بعدد مما ينتج من أعمال تتناول الشريحة العمرية نفسها تقريباً نلمس علو كعبه ، وبالتالي الفارق يظهر للمتلقي سريعاً بين الغث والسمين .‏

وبشكل عام يحسب لتلك الأعمال قدرتها على التقاط فكرة أهمية التوجه لهذه الشريحة بالذات ، ولكن الفارق فيما بينها أن بعضها كان هدفه تسليط الضوء عليها لما تحتله من حيز هام في المجتمع ، وبعضها الآخر اكتفى بهدف التسويق وإرضاء بعض المحطات .. ويبقى أن نشير إلى أهمية توظيف (التقاط الفكرة) التي تحدثنا عنها بالشكل الصحيح لما يحمله ذلك من قوة تأثير على شريحة واسعة من مجتمعنا ، متمنين أن تكون الأعمال التي تندرج ضمن هذا الإطار وتعرض في رمضان القادم بالسوية المرجوة منها .‏