2012/07/04

السكريبت شيرين زركلي: لا أحد بشطارتي
السكريبت شيرين زركلي: لا أحد بشطارتي

خاص بوسطة - يارا صالح عندما دخلت هذا المجال صدفة.. لم تكن تعرف أنها ستصبح من أهم الأسماء في مهنة السكريبت في الدراما السورية.. شيرين زركلي.. التي تقول إنه لم تتعلم المهنة من أحد، تؤكد أن كل عمل يضيف لها شيئاً جديداً، ويعلمها المزيد.. حساسة جداً، لدرجة أنها تبكي إذا أخطأت.. وتحاول قدر الإمكان أن تستفيد من كل دقيقة تقضيها في موقع التصوير. بوسطة التقتها في موقع تصوير مسلسل "الهروب"، وكان لنا معها هذا اللقاء..   كيف دخلت هذا المجال؟ بطريق الصدفة، فقد كان الفنان عصمت رشيد موجود عندنا في البيت يعزينا بوفاة والدي، وهو جارنا، وكان يتحدث عن موضوع المسلسلات، وعن طريق المزح قال لي أنه سيتصل مع عماد سيف الدين حتى يعلمني أصول العمل، وذهبت إليه، وكان صديق عمي، فقبـِل أن يعلمني قليلاً، وعلمني السكريبت على قدر استطاعته لأنه كان مشغولاً، ولم أكن أعرف شيئاً في الوسط التلفزيوني قبل ذلك. عملت أولاً في مسلسل "السفينة"، من إخراج عماد سيف الدين وصورناه في اللاذقية، في العام 2002، وكان المخرج المنفذ فادي رغيب، وبعده عملت مع التلفزيون في "شرقيات" مع محمد الشياح، وبعده "الرياح الأبدية" مع محمد بدرخان، ثم عملت مع باسل الخطيب خارج التلفزيون في ثلاثة أعمال، هي "نزار قباني" و"أسد الجزيرة" الذي لم يعرض نتيجة خلافات بين السعودية والكويت، و"رسائل الحب والحرب"، كما عملت مع ناجي طعمة ومع سيف سبيعي ورامي حنا وعملت معه سهرة تلفزيونية، وعملت مع مهند فرزات وهو مخرج جديد درس في إيطاليا، عملت معه بايلوت لحكم العدالة، واشتغلت مع مخرج في دبي. وهل يمكن أن تشرحي لنا ما هي مهنة السكريبت؟ تنسيق موضوع ملابس الممثل في كل راكور، فمثلاً يصور الممثل مشهداً ما اليوم، ويصور تتمته بعد شهر مثلاً، فمهمتي أن أحفظ ماذا كان يرتدي الممثل وكيف كان شعره ومكياجه، أنا أدل الماكيير كيف يضع الماكياج للمثل كي يبدو بنفس الصورة، وبالتالي هو يعرف بمجرد أن أريه الصورة ماذا كان شكل الممثل وبالتالي يعيد له نفس الهيئة. وهل تسجلين الملاحظات كتابة؟  بالكتابة والصور. بالكتابة أعرف المشهد، فقد تتكرر الملابس مثلاً في أكثر من مشهد ولكن في راكور مختلف، وبالتالي الدقة مطلوبة، والصورة تساعد أيضاً في إيصال الفكرة إلى الماكيير. هل المهنة صعبة؟ طبعاً صعبة، والخطأ فيها مشكلة بالنسبة للمثل، فهناك الكثير من الممثلين أخبروني أنه بسبب أخطاء في الراكورات تم حذف الكثير من مشاهدهم، كما أنها تسبب إشكالية في المونتاج، وهذه مسؤوليتي أنا كسكريبت، وليست مسؤولية المخرج أو مساعده فكل منهم له عمل آخر، والعمل في هذه المهنة يحتاج إلى دقة ملاحظة، والتسجيل والصور مهمون جداً فالذاكرة وحدها لا تكفي. وهل شعرت بالخوف عندما علمت بهذه المسؤولية؟ لا، ففي العمل الأول لم أكن أعرف، لكنني مع مرور الوقت أصبحت أكثر احترافية ومسؤولية. إلى من تنسبين الفضل في تعليمك المهنة؟ لم يعلمني أحد، الأستاذ عماد أعطاني رؤوس أقلام، لكنني لاحقاً علمت نفسي بنفسي عن طريق الملاحظة، فكل عمل يعلمني شيئاً جديداً. هناك أنواع مختلفة من الأعمال، المودرن، التاريخي، البيئي. أي عمل أحسست أنه أصعب؟ بصراحة المودرن، فالتاريخي لا يغير الممثل ملابسه كثيراً، لكنني لا أشعر بالتعب في كليهما، فأنا أتابع بالملاحظات وبالصور. حدثينا عن تجربتك في "صبايا".. مسلسل "صبايا" كان متعباً بالنسبة لي، بمعنى كان يوجد في العمل ست ممثلات، والبعض منهن تتطلب شخصيتهن وضع العديد من الإكسسوارات، وهناك بعض المشاهد التي يتواجدن فيها جميعهن، وبالتالي كان الأمر متعباً لهم ولي شخصياً. ما هو أصعب عمل قمت به؟ "صبايا" لأنه كان فيه راكورات كثيرة، وتبديلات كثيرة. لماذا تحبين هذه المهنة رغم صعوبتها؟ أنا أحببت هذه المهنة منذ أن بدأتها، ولهذا والحمد لله أنا ناجحة فيها، وأنا سعيدة جداً فيها، ولا أحب أن أبدلها، وأمامي الآن فرصة لأكون مخرجاً منفذاً، لكنني لا أحب أن أغيرها، ومن النادر أن تجد شخصاً بشطارتي فيها. هناك أحد المسلسلات التي طلبوني منها من دبي حيث كنت أعمل، والعمل هو "أسد الصحراء"، فالحمد لله بات اسمي معروفاً والجميع يرغبون أن أعمل معهم. ما هو أكثر عمل أحببته؟ ربما أول عمل قمت به "السفينة" هو ما جعلني أحب المهنة، وكان عملاً كوميدياً ظريفاً خفيفاً، وهو عمل كنت سعيدة فيه كثيراً وعملت فيه مع أشخاص ظريفين جداً. هل هناك صعوبات في التواصل مع الإنتاج في مهنتك؟ في الواقع أنا لم أمر في هذه القصص، فمثلاً لو قلت لمسؤولي الإنتاج قولوا للمونتير كذا فهم يلبونني فوراً، وهم مضطرون لذلك حتى لا تنتقل المسؤولية إليهم، (ضاحكة) أنا لا أتعب في العلاقة مع الإنتاج. والصعوبات الأخرى، ألا تزعجك ساعات العمل الطويلة، والسفر؟ بالنسبة لي كفتاة عازبة، فالسفر ليس عائقاً إلا في مسألة البعد عن الأهل، لكن لو كنا متزوجات لاختلف الوضع، أما بالنسبة لساعات العمل فهي متعبة لكننا عملياً لا نعمل أكثر من 12 ساعة، وهو أمر متعب لكننا اعتدنا عليه. كيف يتم التنسيق بينك وبين الماكيير ومسؤول الملابس؟ أنا أنسق لنفسي، فالمسؤولون في الإنتاج دوماً يقولون لك أن تأتي قبل بساعة أو ساعة ونصف، لكنني دائماً أحضر مع الطرفين مسبقاً وخصوصاً لأول مشهد، وأعرف متى آتي. أنا لا أتأخر ولكنني لا أضيع وقتي. وهل تشعرين أنك تحصلين على حقك المعنوي؟ طبعاً، بعد الاسم الذي بنيته في الوسط أشعر أنني أنال حقي المعنوي، ومادياً أشعر أنني أحصل عليه وهو حقي، لو لم أكن أحصل عليه لما عملت في هذه المهنة. الناس لا يعرفون سوى أسماء النجوم المشهورين، هل يضايقك ذلك؟ لا بالتأكيد، فأنا يهمني أن أكون معروفة في الوسط، لأنني أعمل معهم، ولو عرفني الجمهور فهم لن يمنحوني الأوسكار، فمديح أبناء الوسط لعملي هو أكبر جائزة بنظري. كما لا يضايقني أن بعض من هم وراء الكاميرا لا ينالون جوائز، فأنا لا تعنيني هذه الجوائز المالية، ولا أفكر فيها، مع أنه أكثر من يتعب بعد المخرج هو السكريبت. ومن من المخرجين كنت مرتاحة معهم؟ جميعهم، أنا لم أعمل مع مخرج ولم أكن مرتاحة معه. هل يمكن أن تروي لنا قصة عن موقف معين لن يمحى من ذاكرتك؟ لم يحدث شيء من هذا القبيل معي، لأنني عملت مع ممثلين مريحين جداً، وجميعهم يسمعون ما أقول وينفذونه بكل روح رياضية. لكن في هذا المسلسل، أنقذتني نادين تحسين بك في راكور، وقتها كنت أعاني من مشكلة صحية تشغل فكري، فقرأت رقم المشهد بشكل خاطئ بدل 108 قرأته 180، ولبستها على هذا الأساس، وفي البروفة انتبهت فأعدت إعداد الملابس، وهي مشكورة نبهتني على ذلك، واعتذرت مني لاحقاً لأنها قالت لي بطريقة معينة أنني أخطأت لكنني لم أزعل منها، كنت لأشعر بالحزن الحقيقي لو تم تصوير المشهد بطريقة خطأ، فأنا في هذه الحالات أبكي، ولقد حدثت معي مرة وبكيت، لكنه كان خطأ إخراجياً، حيث تم تبديل مشاهد دون علمي، لكن تم تعديل الوضع أثناء المونتاج وحذف بعض اللقطات ولم يظهر الخطأ على الشاشة.ما هو طموحك في هذه المهنة؟ أنا أحب مهنتي، وأنا لا أستطيع أن أقوم بعمل المخرج المنفذ لأنني أعاني من وضع صحي معين وهو عمل يحتاج الكثير من الجهد الذي لا أستطيع تقديمه، ولو كنت في وضع صحي مناسب لقمت بهذا العمل. والوصول إلى الإخراج؟ لم أطمح يوماً إلى ذلك، لأن عمل المخرج متعب كثيراً. ونحن نتمنى لك كل التوفيق في مهنتك.. ودوام الصحة..