2012/07/04

السينما تفضح سر مصرع المرحومة أسمهان
السينما تفضح سر مصرع المرحومة أسمهان

نحن ندق ناقوس الخطر... فحذار العروبة الحقة لا تدعوكم لمحاربة (أهل الشام) أيها الفنانون المصريون نحن نغذي أفلامكم من دمائنا وتحاربوننا وسنقابل الحرب بالحرب لقد أوجدنا لكم المسرح والسينما لكنكم خنتم الأمانة السينما تفضح سر مصرع المرحومة أسمهان   يسوؤنا، ونحن نمسك القلم لنسطر هذه الكلمات، أن نكتب ما نكتبه.. يسوؤنا، والحالة تتطلب أن نتعاون تعاوناً وثيقاً لنجابه السينما السكوب والأفلام الأجنبية، وننهض بالسينما المصرية كما تطلقون عليها، العربية كما ندعوها نحن، أن نكتب مهاجمين إقليميتكم الضيقة.. ولكنكم اضطررتمونا إلى ذلك اضطراراً، وجررتمونا إلى المعركة انجراراًً.. وما كنا معتدين.. بل مدافعين عن حقنا وفننا، خوفاً من أن نظل أذلاء لديكتاتوريتكم العمياء. إننا أشد ما نكون حرصاً على طيب العلاقات الفنية وغير الفنية بيننا وبين الشقيقة الكبرى مصر. ولكنكم كنتم من الظلم بحيث رحتم تناوئوننا وتحاربون فنانينا وفناناتنا، بلا ترو، ولا تقدير الأخوة التي تجمع بيننا. إن بعض الفنانين المصريين – بل أكثرهم – يحاول السيطرة على دنيا السينما والفن، رغم ضعف إمكانياتهم الفنية، ومواهبهم الخرقاء التي لا تلقى التقدير من الجماهير.. ولكنهم يفرضون أنفسهم فرضاً عل جمهور السينما والإذاعات العربية.. دونما رحمة بالمستمع ولا شفقة بالمشاهد ومع ذلك فهم دائماً يستجدون المعونة والمساعدة، بقولهم نحن أخوان في العروبة واللغة، ونحن لطيبة قلوبنا، نمدهم بما يرجون.. متحملين كل ما ينتجون من سخافات وتفاهات يسمونها أفلاماً وأغان ومسرحيات.. ثم يتبين لنا – ويا للهول – أنهم يستخدمون كلمة (العروبة) لمصالحهم الخاصة غير مهتمين بمدلول هذه الكلمة العظيمة.. إن هذا البعض من الفنانين لا يهمه عروبة ولا وطنية بقدر ما يهمه تعبئة جيوبه بالمال، والمال الكثير.. وبعدهم الطوفان.. إنهم يتسببون في خيانة هذه العروبة التي نضحي في سبيلها بكل شيء.. عكسهم تماماً.. كما أدرك كل لبناني وعراقي وسوري وأردني وكويتي وغيرهم.. حتى ومصري أيضاً لأن الفرد المصري العادي يعلم أنهم خانوا هذه العروبة، بمحاربتهم الفنانين العرب غير المصريين. وهم حين يقولون عن الفنان غير المصري، أنه أجنبي، يحاربون بذلك كل مقتضيات العروبة ومدلولاتها. ولو عدنا إلى التاريخ.. بل على وجه التحديد عام 1848، يوم ولد المسرح العربي. لقرأنا ، على العالم أجمع، أن أول فنان في بلاد العرب، كان (مارون نقاش) من صيدا، إحدى المدن اللبنانية المشهورة في وقت لم يكن فيه مصري واحد قد أدرك معنى كلمة (فن) أو مسرح!.. فنحن إذن الذين أوجدنا لهم المسرح، وقدمناه لهم أمانة... فخانوا الأمانة، وراحوا يحاربوننا في فننا.. فناً نحن خلقناه، وابتدعناه، فكان لهم المورد العذب، ومن ورائه بنوا القصور وسكنوا الفيلات، وامتطوا الكاديلاك والبويك والطائرات! ثم، بعد المسرح، كانت السينما.. وكان تأسيسها على أيدينا نحن اللبنانيين، وضحينا بأموالنا، ودمائنا، وما تملكه أيدينا، حتى أوجدنا هذا الفن الشامخ الكبير. وكانت على يد اللبنانيين هذه النهضة الجبارة. فكان اخوان نحاس، وآسيا داغر، وتلحمي، وجورج أبيض، واخوان لاما، وماري كويني، وأنور وجدي وبشارة واكيم ونجيب الريحاني (عراقي) وهنري بركات، وأسمهان وفريد الأطرش ونور الهدى وصباح وغيرهم وغيرهم مما يعرفهم كل ناطق بالضاد. نسيتم كل هؤلاء أيها السادة الأدعياء.. ونسيتم كيف ذهبت أسمهان من هذه الدنيا، نتيجة مؤامرة خطيرة، قيل أن سببها الملك المخلوع فاروق.. ولكننا نعلم أن وراء مصرعها يد مطربة كبيرة سناً وفناً.. يعرفها كل قارئ. وراحت السيدة (أم كلثوم) تحارب نور الهدى وصباح وسعاد محمد، وغيرهن.. لتبقى عجوزاً على عرش الطرب.. ناسية أن الجماهير قد (قرفت) من رؤيتها وسماعها.. والأعجب والأغرب أن تظهر التركية الدلوعة السخيفة (فاطمة شاكر) الملقبة بشادية، وما هي بشادية، في الميدان وتعلن الحرب على المطربات اللبنانيات.. ثم تبدو هدى سلطان ونعيمة عاكف البهلوانة، وغيرهما فيشتركن في المؤامرة.. ولكن!.. ثم ها هو الموسيقار المتصابي محمد عبد الوهاب والمايع المخنث الرقاص محمد فوزي الحو.. وغيرهما من المطربين المصريين، يحاربون المطرب فريد الأطرش، ويعلنون أنه ما دام فريد الأطرش (شامي)... فيجب إبعاده عن مصر بأية طريقة. ولكنهم باءوا  بالفشل... بالفشل الذريع.. فقد استطاعوا إسقاطه في انتخابات نقابة الموسيقيين.. ولكن هل يستطيعون إسقاطه من قلوب المعجبين والمحبين؟.. لا.. وألف مرة لا، (ده شامي). فهل يعني الشامي أنه ليس عربياً؟. وأين ما أنتم تقولونه عن الأخوة في العروبة؟ أم أنكم تتآمرون على خيانة العروبة.. وأنتم مدفوعون بأيد أجنبية؟.. إن على رجال الثورة البواسل هؤلاء الأبطال الذي نعهد فيهم الإخلاص للشعب، والعروبة.. أن يحققوا في هذه التصرفات التي يبديها فنانون مصريون، أو أشباه فنانين، حتى نستطيع أن نعرف كيف نسير بالسينما العربية إلى مدارج الرقي والتقدم والخلود. السينما والعجائب 1955.