2013/05/29

          الشائعات تصيب أهل الدراما بسهامها   البعض يطلقها على نفسه والبعض الآخر يكون ضحيتها
الشائعات تصيب أهل الدراما بسهامها البعض يطلقها على نفسه والبعض الآخر يكون ضحيتها

 خلدون عليا – دار الخليج

 

كثيرة هي الأخبار أو الأنباء التي تتناول حياة نجوم ونجمات الفن: أعمالهم، استعداداتهم، حياتهم، مشروعاتهم وغيرها من التفاصيل المتعلقة بالمهنة، وهناك أخبار أخرى أصبحت أكثر انتشاراً وحضوراً في المحطات الفضائية والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، تتناقل أخباراً ليست على مستوى من الدقة أو المصداقية، مثل الطلاق والزواج و اعتزال الفن والوفاة أو الإصابة بمرض عضال، وهذه الأخبار تندرج تحت بند “الشائعة”كونها ليست ذات مصداقية . اللافت أن هذا النوع من الأخبار ازداد في الآونة الأخيرة بشكل كبير حيث تحول نجوم ونجمات الدراما السورية إلى مادة دسمة لهذا النوع من الأخبار نتيجة الأزمة التي تعيشها البلاد منذ عام ونصف العام، عدا شائعات أخرى لا علاقة لها بالظروف والتي تتناول جوانب لا تتعلق بالوفاة أو المرض .

ما جديد هذه الشائعات التي أصبحت “خبز الدراما السورية”ومن تطال بسهامها؟

 

المعروف عادة أن وراء كل شائعة أسباباً عدة، إلا أن الأسباب الثلاثة الرئيسة تكون بهدف الإساءة  للفنان من قبل بعض من يريدون تصفية حساباتهم معه، وبالأخص من زملاء المهنة من فنانين ومخرجين ومنتجين، أو لهدف آخر يتمثل باستعادة الشهرة وتذكير الناس بحضور الفنان أو الفنانة بعد غياب عن الساحة الفنية، فتكون شائعة الوفاة أو طرح اسم الفنان لبطولة عمل ما، رغم عدم صحة ذلك، ليتم بعدها نفي “الشائعة”من قبل الفنان نفسه ليكون اسمه مادة أساسية للكثير من وسائل الإعلام وهكذا يتحقق الهدف المرجو .

هناك سبب ثالث يتمثل برغبة عدد من وسائل الإعلام وخصوصاً الباحثة عن شهرة كبيرة في ظل الزحمة الإعلامية، بالتفرد بخبر حصري يجذب الجمهور إليها فيكون السبب بانتشار اسمها وتداوله نتيجة الشائعة التي تم نشرها، وفي ظل تطور وسائل الاتصال ومعها وسائل الإعلام، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد “فيس بوك”و”تويتر”تعد الوسيلة الأساسية لنشر الشائعات وخصوصاً في ظل غياب الرقابة على المحتوى ومدى مصداقيته من عدمها وهو ما رصدناه بشكل أساسي بالنسبة للوسط الفني السوري حيث كان موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”الأداة الرئيسة لنشر الكثير من الشائعات التي طالت عدداً من نجوم الدراما ومنهم الراحل خالد تاجا، بسام كوسا، تامر إسحاق، مصطفى الخاني، نسرين الحكيم، نسرين طافش وغيرهم .

البداية كانت مع الخبر الذي شغل الأوساط الفنية والصحفية السورية والعربية والمتمثل بوفاة النجم السوري بسام كوسا التي انتشرت بداية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”انتشار النار في الهشيم وتم تداول الخبر بشكل واسع جداً قبل أن يتم التأكد من عدم صحته، ليقوم النجم السوري بنفي الخبر بنفسه مؤكداً عدم مصداقيته .

كذلك كانت الحالة الصحية للنجم الراحل خالد تاجا موضوعاً أساسياً لإطلاق الكثير من الشائعات وخصوصاً مع رقوده في أحد مشافي العاصمة دمشق لحوالي الأسبوعين، حيث كان لا يمضي يوم من أيام إقامته في المشفى إلا ويترافق مع نشر خبر عن وفاته ليقوم المقربون منه بنفي الخبر إلى أن جاء الخبر الصحيح حين نعته عائلته والوسط الفني السوري والعربي مؤكدين وفاته .

لم يسلم المخرج السوري تامر اسحاق الذي حقق حضوراً متميزاً خلال السنوات القليلة الماضية من الشائعات، حيث انتشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”خبر وفاته ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى نشر صورته وحولها شريط أسود كدليل على حالة الحداد، وكان السبب وراء هذه الشائعة هو تعرض المخرج السوري لوعكة صحية أدت إلى دخوله المشفى لعدة ساعات وقيامه بكتابة تعليق على صفحته الشخصية على الموقع المذكور مكون من كلمة واحدة “سامحونا”قبل أن يقوم مدير المكتب الإعلامي للمخرج إسحاق وكذلك هو نفسه بنفي الخبر ووضع حد لانتشاره .

الفنان الشاب وائل شرف الذي اشتهر بدور “معتز”في مسلسل “باب الحارة«، طالته الشائعات أيضاً حيث انتشرت شائعة تفيد بتعرضه لإصابات خطرة أثناء عبوره الحدود السورية التركية، لتقوم نقابة الفنانين السوريين بنفي الخبر جملة وتفصيلاً وليظهر الفنان الشاب بعدها بمدة وجيزة في تشييع والده الفنان الراحل صبحي الرفاعي .

بدوره الفنان مصطفى الخاني لم ينجو من فخ الشائعات أيضاً حين انتشر خبر تعرضه لمرض عضال تسبب في غيابه عن الساحة الفنية لتقوم نقابة الفنانين بنفي الخبر أيضاً وليؤكد الخاني نفسه عدم صحة الخبر، في تصريح صحفي لعدد من وسائل الإعلام .

الفنانة السورية نسرين طافش كان لها نصيب كبير من حملة الشائعات وقد تناولت أكثر من جانب، منها ما يتعلق بطلاقها من زوجها وهو رجل أعمال إماراتي ومن ثم توالي الأنباء عن إغلاق شركة الإنتاج التي تملكها وهي “ميراج«، قبل أن يتبين عدم صحة هذه الاخبار بعد نشر أكثر من تصريح على لسان طافش تؤكد فيه عدم دقة هذه الأخبار ليكون الخبر الوحيد الدقيق إلى حد ما هو إغلاق المجلة الفنية التي تملكها وليتبين أنها تنوي بيعها بالفعل أو إغلاقها لحين تبيان حال البلاد .

ومع الانقسام الحاصل في مواقف الفنانين السوريين نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد وتصريح بعضهم بموقفه علانية وتفضيل البعض الآخر الصمت، تناولت الكثير من الشائعات مواقف هذا الفنان أو تلك الفنانة ومن ثم ما يتعلق بسفرهم لخارج البلاد أو حتى اعتزالهم التمثيل، ومنهم على سبيل المثال الفنان باسل خياط والذي يقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ العام الماضي، إذ انتشر خبر يفيد باعتزاله الفن نهائياً قبل أن يعود ويؤكد أنه توقف عن التمثيل في الموسم الماضي نتيجة قيامه بالعديد من الدورات التدريبية الأكاديمية في إمارة أبوظبي .

أما الفنانتان هبة نور ونسرين الحكيم فقد طالتهما نفس الشائعة والمتمثلة بانتشار أخبار تؤكد زواجهما من ثريين عربيين، لتؤكد الفنانتان عدم صحة الخبر في أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني .

الفنانة صفاء سلطان كان لها نصيب من شائعات الزواج عندما انتشر خبر ارتباطها بالفنان طارق مرعشلي والذي نفته سلطان نفسها قبل مدة قليلة .

وبالطبع لا تقتصر الشائعات التي تطال الفنانين والفنانات عند هذه الموضوعات بل هناك شائعات يمكن تسميتها بالشائعات الترويجية والمتمثلة بالحديث عن إسناد دور البطولة في فيلم أو عمل درامي ما، وبالطبع الأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر ما تم تداوله عن لعب النجمة السورية سلاف فواخرجي دور البطولة إلى جانب الفنان عابد فهد في الفيلم السينمائي المصري “إسلام حنا”من تأليف وإخراج صفي اليد حسن، قبل أن تؤكد فواخرجي في حديث خاص ل”الخليج”عدم دقة الخبر وأنها لا تعلم شيئاً عن الموضوع وأن كل ماحدث هو حديث مع زميلها الفنان عابد فهد حول الفيلم أثناء قيامهما بلعب دور البطولة في فيلم “مريم”للمخرج باسل الخطيب .

وأخيراً فإن الحديث عن عودة المسلسل الشهير “باب الحارة”بجزء سادس في الموسم المقبل ربما يكون مصدراً أساسياً للشائعات وخصوصاً في ما يتعلق بالخلافات أو عودة واستبعاد هذا الفنان أو ذاك .