2012/07/04

«الشعب يريد»
«الشعب يريد»


مالك القعقور – دار الحياة

قدّم المسلسل الكوميدي السوري «الخربة» في حلقته الـ 16 التي عرضت ليل أول من أمس، بعض الأجوبة عن أسئلة كثيرة طرحت بعد اندلاع الاحتجاجات في الدول العربية، حول ما ستقدّمه الدراما السورية لهذا الموسم وهل تتطرّق إلى الأحداث التي تشهدها سورية أو تنأى بنفسها عنها.

وبينما نأت كل المسلسلات السورية على أهميتها وحرفيتها عن الإتيان على تلك الأحداث، تجرّأ مسلسل «الخربة» للفنان دريد لحّام، على ذكر رمز الثورات العربية التي غدت تعرف من شعارها «الشعب يريد تغيير...». تلك الجملة التي أنتجتها الثورة المصرية وعمّت العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، جداً وهزلاً.

وعلى رغم أن استخدام تلك الجملة في المسلسل جاء في إطار كوميدي، فإن فيه جرأة كبيرة لأن سبب اندلاع الأحداث في سورية بدءاً من مدينة درعا - وفق ما تناقلت وسائل الإعلام - هو تكرار بضعة فتيان هذه الجملة وخطّها على جدران مدرستهم، ظنّاً منهم أنها لعبة يمكن اللعب بها كما يفعل الناس في ميدان التحرير وسط القاهرة... لكن وكما أصبح معروفاً لم يسمح لهم باللعب فكبرت الأمور وفلتت من عقالها وليس واضحاً متى وكيف تنتهي.

استخدام تلك الجملة في «الخربة» كان بالشكل والمضمون، موفقاً كمعظم سياق المسلسل الذي ألفه ممدوح حمادة وأخرجه الليث حجو وشارك فيه عدد من النجوم السوريين في مقدمهم لحّام ورشيد عساف.

يتناول المسلسل حياة قرية قرب مدينة السويداء، فيها عائلتان متنافستان هما من تبقّى فيها بعد أن هجرها معظم سكانها للعمل والعيش في المدينة أو المهجر.

القرية تبقى كما تركها سكانها المهاجرون بعلاقاتها وبساطتها وبساطة مشاكلها. ثم تحدث الأزمة الاقتصادية العالمية وتبدأ الصعوبات بالظهور لسكان المدن وتبدأ هجرة معاكسة إلى القرية ويبدأ المهاجرون العودة ومعهم ما اكتسبوه من أفكار وعادات في المدينة، كلٌّ يجلب معه عاداته التي تغير بساطة القرية... وتؤثر في العلاقات السائدة فيها حتى تغيرها نهائياً. كل ذلك يحدث ضمن قصص منفصلة عبر طبائع مختلفة لها مشارب فكرية وسياسية.

وفي هذا العمل محاولة لرصد نمط آخر من القرية هو ذلك الذي تأثر بالمدينة كما أن القرية هنا تنعم بكل منتجات التكنولوجيا التي تضطر الأجيال المتقدمة للتعامل معها صاغرة.

وفي هذا الجو من الحياة القروية البسيطة والجميلة بأزيائها ولهجتها، يتسلل شعار «الشعب يريد تغيير...» إلى أهلها وناسها، غيرة من سكان قرية مجاورة زارها مسؤول كبير.

يندفع الناس مرددين أنهم يريدون تغيير المسؤول، ثم في الطريق يعدلون شعارهم خوفاً ويريدون تغيير رئيس البلدية، ثم يعدلون إلى البلدية، ثم إلى شخص بعينه أقل شأناً، وحين يصلون إلى مقر المحافظة يصبح مطلبهم تغيير ميكروفون. يحصلون على مطلبهم لكنهم يجهلون كيف يستخدمونه، كما أنه يغدو سبباً إضافياً لخلاف العائلتين... والتتمة في الحلقات المقبلة.