2013/05/29

الشهادة .. نبض حياة
الشهادة .. نبض حياة


الثورة – سينما

عديدة هي الأعمال الفنية والدرامية التي تغنت بالشهادة فمنذ أيام (الأبيض والأسود) هناك أعمال لا تُمحى من الذاكرة جسدت مواقف وطرحت أفكاراً ماتزال حاضرة إلى يومنا تتعلق في كيف تزف الأم ابنها الشهيد وكيف يستبسل المقاتلون على الجبهة للدفاع عن الوطن

فلا يأبهون للثمن حتى وإن كان حياتهم ، وكيف يتعامل الناس مع مفهوم الشهادة (الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) فالشهيد مأواه الجنة ، كما أبرزت الصفات التي يحملها الجندي السوري الذي لا يهاب الموت يسعى إلى الشهادة للذود عن أرضه وحماية أبناء بلده فيقدم نفسه قرباناً على مذبح الفداء للوطن الغالي ، يحمل قضيته بين ضلوعه مؤمناً بمبادئه ورسالة وجوده ، لا ترهبه أقاويل وإشاعات قد تُطلق هنا وهناك رافضاً أن يكون صدى أو رد فعل ، مؤكداً دائماً أنه هو من يصنع الفعل ومن يقول كلمة الحسم في أرض الوغى .‏

تلك المعاني الخالدة المتجددة كل يوم شكّلت الزاد للعديد من الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية والمسرحية والغنائية والاستعراضية .. ولعل أبرز سامتها صدقها وحميمتها . وقد عمد صناع الأعمال الدرامية السينمائية والتلفزيونية إلى إنجاز مجموعة من الأعمال التي تحاكي بطولات وتضحيات الجندي السوري مظهرة أهمية الشهادة ومكانة الشهيد ، وهناك مشاهد لا تنسى مما تم تقديمه ، منها مشاهد زفة الشهيد والزغاريد التي تُطلق عندما تعرف الأم نبأ استشهاد ابنها في ساحة المعركة ، فتحول فعل الشهادة إلى عرس وطني ، هذا المشهد الذي كان دائماً جزءاً من كل ، وخط من أصل المحور الأساسي للحكاية المطروحة ، ولا بد من الاشارة إلى أن الأعمال التي حاكت موضوع الشهادة كأساس محوري ومنطلق لها تبقى قليلة . وعلى الصعيد السينمائي هناك العديد من الإعمال التي حاكت موضوع الشهادة بشكل أو بآخر إن كان فترة العثمانيين أو الفرنسيين أو لدى مقارعة العدو الصهيوني ، وفي الدراما التلفزيونية أيضا هناك أعمال لامست هذا الموضوع منها تمثيليات تلفزيونية مثل (العريس) لشكيب غنام وبطولة صلاح قصاص وأحمد عداس وسلوى سعيد عام 1975 و (شجرة الورد) تأليف وإخراج محمد الطيب عام 1981 ، كما تم إنجاز مجموعة من المسلسلات التي أضاءت على البطولات والتضحيات التي قدمها الجيش .‏

يضاف إلى تلك الإبداعات أعمال يقدمها عادة أبناء الشهداء في هيئة مدارس أبناء الشهداء عبر هذه المناسبة (عيد الشهداء) لتشكل عربون محبة وإخلاص ووفاء لمن سقت دماؤهم الطاهرة أرض الوطن ، تلك الأعمال الفنية حملت فيما حملت معاني مُتجددة دائماً شكّلت النواة الأساسية لها تجسد معاني البطولة والشهادة وأهمية المقاومة .. وتأتي مشاركة أبناء الشهداء في هذه الأعمال لتمنحها زخماً أكبر وحميمية أعمق تجعلها أكثر مصداقية وقرباً للوجدان من خلال عيشهم لروح الكلمات التي ينشدون وهم الجيل الواعد الذين روى آباؤهم بدمائهم الطاهرة أرض الوطن ، فنقلوا عبر ما أنجزوا من أعمال الصورة النبيلة التي يقدمها المقاتل السوري ، ومما تم تقدميه نذكر: أوبريت (شمس الأحرار) ، الفيلم الأوبرالي الغنائي (جولاننا وجداننا) ، أوبريت (سورية أم الناس) ، أوبريت (زفاف استشهاد نجمة) .‏

وتحكي أوبريت (شمس الأحرار) قصة المقاومة من عهد الاستقلال وصولاً إلى حرب غزة ومقاومة أهلنا في الجولان المحتل وحرب عام 2006 في لبنان ، وضم العمل مشاهد تمثيلية أدتها الفنانة نجاح حفيظ مجسدة دور أم المقاوم الشاب المندفع باتجاه الشهادة وذلك من خلال لحظة وداع مؤثرة مع ابنها حيث زفّته هو ومجموعة من المقاومين وكأنهم يذهبون لعرس الشهادة ، عرس النصر . أما الفيلم الأوبرالي الغنائي (جولاننا وجداننا) فمما تناوله محور ثقافة المقاومة والاستشهاد في سبيل الوطن وتحرير الأرض راصداً المواقف البطولية التي قام بها شهداؤنا الأبرار وصولاً إلى النصر . وتدور قصة الفيلم الأوبرالي حول بطل يذهب ليقوم بعملية استشهادية وفي طريقه يلتقي المقاومين أصدقاءه ويضعون الخطة ويتم تنفيذ العملية بنجاح . وبعد الهجوم على نقطة إسرائيلية وتحريرها ورفع العلم السوري يعود ويتم رصده من قبل الاسرائيليين فيقتحمون المكان الموجود فيه بواسطة بعض العملاء فيستشهد ببسالة . ويتم تشييع الشهيد بالزغاريد ، وبعد تشييعه تنطلق دفعة جديدة من المقاومين .‏

أما أوبريت (سورية أم الناس) فتحكي عن نضال شعبنا منذ الثورة السورية الكبرى حتى وقتنا الحاضر مروراً بنضال أهلنا في الجولان المحتل ، وتجسد أوبريت (زفاف استشهاد نجمة) معاني الشهادة في سبيل الوطن وتحرير الأرض وكيف يُزف الشهيد بعرس من الزغاريد والأهازيج ، مبرزة ثقافة المقاومة ونضال شعبنا مظهراً قوة اللحمة الوطنية والتعايش الرائع في سورية .‏