2012/07/04

الفنانة  جيني اسبر
الفنانة جيني اسبر

أخطأت كثيراً عندما وضعت ثقتي بناس لا يستحقونها. لا أنكر أنني فقدت جزءاً من عفويتي وصراحتي. أنا متأسفة على نفسي.   بوسطة-علي أحمد هي أكثر من امرأة جميلة، فهي في فترة ما كانت أجمل عارضة أزياء في سوريا، وفي فترة لاحقة اقتحمت الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح فكانت على قدر المسؤولية، وتجاوزت موضوع الشكل وباتت تنافس نجمات الدراما التلفزيونية السورية ويحسب لها الحساب. جيني أسبر مع كل ما ذكرنا عنها والأهم من ذلك هي إنسانة في غاية الشفافية البساطة، فلا أعتقد أن هناك أحد يعرفها يستطيع أن يحقد عليها أو تترك عنده أثراً يسبب أدنى انزعاج. ولنعرف أكثر عنها كان لنا معها هذا اللقاء:   هل وضعت ثقتك بأحد ولم تكن هذه الثقة في مكانها؟ نعم وخاصة في مرحلة البداية، لم يكن لديّ خبرة في الحياة فأخطأت كثيراً، عندما وضعت ثقتي بناس لا يستحقونها، والمشكلة في هذا الزمان أن قلائل هم الأشخاص الذين تطمأن لهم وتعطيهم ثقتك، ومن الأفضل أن يكون المرء حريصاً ولا يضع ثقته بالآخرين بسرعة. وهل أسأت لأحد وندمت على ذلك؟ غالباً ما أكون مظلومة ولست ظالمة، فأحرص على ألا أظلم أحد، وأكون طيبة مع الناس، وربما أن طيبتي الزائدة ارتدت عليّ ودفعت ثمن ذلك. والطيبة في هذا الزمان لم تعد تنفع خاصة معي ومعك. الناس لا تتفهم البساطة والعفوية؟ نعم هذا صحيح، ولا يختلف ذلك عن فهم الناس للصراحة، فمنهم من يعتبر ذلك وقاحة وجرأة زائدة. كأنك تريدين أن تقول أنك لم تعودي صريحة؟ لا أنكر أنني فقدت جزءاً من عفويتي وصراحتي، وبت أدرس خطواتي أكثر، حتى كلامي أفكر فيه أكثر قبل البوح به، وربما يرتبط ذلك بنضجي ووعي وخبرتي في الحياة. هل كان لديك مشاعر تجاه أحد وشعرت أن الفرصة فاتت منك؟ تقصد مشاعر حب أم صداقة! حب أو صداقة. يمكن أن يكون قد مرّ في حياتي لحظات كان من الأفضل الإفصاح عن مشاعري، وأستطيع كسبهم، لكنه في أحيان كثيرة لا يتجرأ الإنسان على البوح أو الإفصاح عن مشاعره، ويكون القطار قد فات. وردات فعلك؟ أحاول أن أضبط ردات فعلي، وحريصة على تعاملي مع الناس، فعندما أكون معصبة ومستفزة أسعى لضبط مشاعري كي لا يؤثر ذلك على علاقتي مع الناس ولا يحصل سوء فهم لأي شيء. هل جرحت أحد وتؤدين أن توجهي له اعتذار؟ عندما أخطئ بحق أحد أعتذر منه فوراً ولا أجعل الوقت يمضي لتتكون الأحقاد في النفوس. فلا أحتمل أن يوجد أحد زعلان مني. هل فقدت أحد من المقربين لك وكنت تودين أن تبوحي له بشيء؟ الحمد لله أن كل أهلي وأقربائي بخير. ما هو الشيء الذي ندمت عليه؟ ربما يكون هذا الموضوع مرتبط بالثقة التي وضعتها في أشخاص لا يستحقونها، وكنت طبيعية مع أشخاص تفكيرهم محدود، فلا يستحقون أن يكون المرء طبيعياً معهم، فيبدو أن على الإنسان أن يمثل حتى في الحياة، كي تشكل الناس عنه صورة مثالية، فمجرد أن يكون الإنسان على طبيعته تبدأ الناس تتحدث يميناً وشمالاً، فأنا متأسفة على نفسي في بداياتي عندما كنت بيت طيبة وعفوية وهذا أذاني. هل يعود ذلك لتربيتك؟ لقد تربيت في عائلة من دون عقد ومشاكل، ودخلت على الوسط شبعانة. هل عشت حالات إحباط؟ طالما أنني وصلت إلى هذه المرحلة من عملي في التمثيل، فهذا بحد ذاته يؤكد أنني متفائلة وعندي طموح كبير لتحقيق نتائج أفضل. والإحباط بعيد عني ولا أدع مجالاً للفشل أن يسيطر عليّ. ما رأيك بمسلسل "صبايا"؟ التجربة جديدة من نوعها في الدراما السورية، وهو عمل اجتماعي لايت خفيف، لا نستطيع أن نسميه كوميدي أو دراما، فهو يلامس هموم الصبايا بأسلوب بسيط وقريب على القلوب، وأعتقد أن العمل جماهيري وفيه جوانب حياتية تحصل بين الصبايا. فكثر هن البنات اللواتي يأتين من مدن أخرى ويسكن في الشام، ويحملن أحلامهن وطموحاتهن الخاصة. والعمل يلامس أحلام الفتاة المتحرر في 2009 بطريقة ملتزمة، فنرى الفتيات في هذه المرحلة العمرية بعيدات عن أهلن يواجهن المشاكل، ويحققن أحلامهن من دون أن يقعن في الخطأ ويحافظن على شرفهن وكرامتهن، ويبقين على قناعتهن وطيبتهن.  أين أهمية مشاركتك في مسلسل "ممرات ضيقة"؟ في مسلسل "ممرات ضيقة" الجميل في الشخصية التي أديتها أننا بيـّنا فيها الجانب الإنساني والعاطفي، فلم يكن هدفها استغلال ضابط الشرطة الذي ساعدها للهروب من السجن، فكان هدفها الخروج لتثبت للناس أنها فتاة بريئة، لذلك بقيت أمينة لكلمتها ولحبها له. المشاهدين لم يعتادوا أن يروك في هذا النوع من الأدوار؟ في الفترة الأخيرة تعددت مشاركاتي، وجيني القديمة ذهبت، فقد قطعت شوطاً كبيراً بهذا الاتجاه، وإذا لاحظت أن مشاركات في السنوات الأربع كانت مختلفة وجديدة ومتنوعة، فلعبت شخصية البنت الفقيرة والبسيطة والمظلومة. والممثل الناجح هو الذي يتحول من شخصية إلى أخرى.    لكننا لم نشاهدك في أعمال البيئة الشامية؟ هذه خيارات المخرجين، ولكل واحد طريقته في اختيار ممثليه. هل تجدين أن في شكلك شيء مختلف قد لا يناسب الشخصيات النسائية الشامية؟ أبداً فشكلي يشبه شكل العديد من الممثلات السوريات، والمرأة الشامية سحنتها بيضاء، وعلى كل تبقى هذه رؤية المخرج، ولا أستطيع أن أحدد لماذا لا يختاروني في الأعمال الشامية. هل لديك رغبة بالعمل في الأعمال الشامية؟ رغبتي تشبه رغبة أي ممثلة تتمنى المشاركة في كل أنواع الدراما، وخاصة الأعمال الشامية، وإنشاء الله يغير أحد المخرجين رأيه ويقتنع بمشاركتي. أيضاً جربت العمل في الدراما البدوية؟ كانت أصداء مشاركتي في الأعمال البدوية إيجابية، وحتى أن أهل الخليج الذي ينتمون للبيئة البدوية أشادوا بمشاركتي. وأنت هل وجدت أنك تناسبين هذه النوعية من الأعمال؟ طبعاً ولماذا لا، خاصة أنني لا أفعل شيء إذا لم أكن مقتنعة به، وقد كانت لهجتي وأدائي متقنين، فلماذا لا أكون مقتنعة بذاتي، وفي أي جانب غيري من الممثلات هن أفضل مني؟ في البداية كانت عندي عثرات لكن بعد أن كبرت أصبحت لي تجاربي وخبرتي. ولمعلوماتك في هذا الموسم قدمت لي فرصة البطولة لعمل بدوي في الأردن. ولماذا رفضتها؟ لارتباطي بأكثر من تجربة، فلم أستطيع المشاركة في العمل، فكان يحتاج لتفرغ كبير ولا أحب أن أضغط على نفسي كثيراً. وماذا كانت هذه المشاركات؟ شاركت في مسلسل صبايا ومنمنمات وشتاء ساخن وقاع المدينة مع المخرج سمير حسين ومع تامر إسحاق في الحرب والسلم.      شكراً جينا