2012/07/04

الفنانة سلاف معمار
الفنانة سلاف معمار

خاص بوسطة علي أحمد        ـ الدراما السورية امتازت بمقاربتها للواقع وبتشريحها الاجتماعي الدقيق للحالات والشخصيات التي تتناولها.      ـ غالباً ما يكون أهل الضيع متحررين أكثر من أهل المدينة.      ـ لم يبقى أحد من الحاضرين في جائزة التلفزيون إلا وتم تكريمه     تتوقف الفنانة سلافة معمار كثيراً عند الشخصيات والأدوار التي تؤديها، فلم يصدف إلى الآن أن ظهرت سلافة في أي مشاركة لها كانت فيه غير مقنعة حتى إن كان العمل ضعيفاً، وأكثر ما يميز أداءها عفويتها وبساطتها، فهي بعيدة عن التشنج والمبالغة. سلافة تشارك في أكثر تجربة درامية تعرض على القنوات الفضائية، معها كان هذا اللقاء:   * هل ترين أن مسلسل "العار" فيه جرأة بالطرح لفكرة العار والفضيحة؟ ** مع أن العمل فيه طرح جرئي، لكني لا أحب أن أقيم الموضوع بهذه الطريقة.   * ولماذا؟ ** لأنه يفترض أن تكون هذه حالة الدراما السورية التي امتازت بمقاربتها للواقع، وبتشريحها الاجتماعي الدقيق للحالات والشخصيات التي تتناولها. لذلك عندما نريد أن نقيمه بأنه جريء، وأننا بصورة طبيعية نطلق حكم ما، على موضوع شائك وكأننا نخترق تابوه ومنظومة علاقات وتقاليد تخصنا. ومن هذا المنطلق لا يفترض أن نرى الموضوع من هذا المنظار، فعندما نريد أن نتناول هذه الحالة يجب أن نراها على حقيقتها، وهذا هو حالة الفن.   * يلاحظ على أعمالك أن المخرجين يختارونك للأدوار التي تحمل إشكاليات ما؟ ** لا أعرف إذا ما كانت خيارات المخرجين لي لأداء هذه الشخصيات الشائكة والتي تطرح حالة خاصة جداً، هو مقصود، أو لا أو قد تكون الصدفة هي التي أدت لذلك، وأنهم يشعرون أنني قادرة على لعب هذه الأدوار أكثر من غيري، فأترك ذلك لرأي المخرجين الذين أعمل معهم، وعلى كل الأحوال، هذا الموضوع هو من حظي وأنا محظوظة بهذه الخيارات.   * برأيك هل هناك دافع وراء ذلك؟ ** بصرف النظر عن الدافع التي أدت لاختياري لهذه الشخصيات، أقول أنني محظوظ بهذه الشخصيات، فما يهمني النتيجة أكثر من الأشياء الأخرى.   * دورك في العار هل يتشابه مع ما قدمته في مسلسل "الانتظار"؟ **الشخصيتين مختلفتين، ففي "الانتظار" الشخصية تنتمي للأحياء الشعبية سكان العشوائيات، بينما في "العار" الشخصية تنتمي لسكان منطقة المهاجرين القدماء ذوي الدخل المحدود، كما أن هناك خلاف واضح بين حالة ومشاكل ومزاج الشخصية في "الانتظار" عنه في "العار"، ودوافع كل شخصية يختلف عن الأخرى  قد يكون هناك تشابه في الأجواء العامة للعملين، وقد يكون ذلك لأن نصي العملين لنفس الكاتبين.   * كأن الشخصية في الانتظار كانت فتاة لعوب؟ ** لم تكن لعوب بقدر ما كانت تعمل على خلق حياة جديدة، والخروج من الأجواء العشوائية، فهي تشاهد على شاشات التلفزيون اهتمام الفتيات بالموضة، وهي مثل أي بنت من هذه البيئة الفقيرة، وبهذا السن يكون لديها فضول باكتشاف هذا العالم، وفي خضم الأحداث تقع في مشكلة، ما بين رغبتها في الحصول على المال أو البحث عن رجل أحلامها الذي قدم لها رؤية مختلفة للحياة، والذي يغلب فيه الجانب المعنوي على المادي. لذلك فأن دوافع الشخصية في مسلسل "الانتظار" يختلف عنه في مسلسل "العار" الذي تدافع عن أبسط حقوقها الشخصية والإنسانية، وتعيش مشاعر المرأة.   * لاحظنا أن مسلسل "الانتظار" قدم الإثارة من خلال بعض الشخصيات النسائية، مع أن هؤلاء الفتيات من عائلات فقيرة؟ ** هذا الأمر كان مقصوداً، لأن في هذه الأحياء بهذه الصورة تعيش معظم الأسر، وتلك الفتيات هن مطمع لشباب الحارة، فغالباً ما تكون الأسر التي تعيش في العشوائيات قادمة من الريف فلا يكونون متعصبين ومتشددين مع أنهم فقراء، لكن غالباً ما يكون أهل الضيع متحررين أكثر من أهل المدينة، فمثلاً في منطقة "الدويلعة" يعيش العديد من الطوائف فهناك المسحيين والدروز والعلويين، ولهم نمط حياة مختلف، فتفاجئك الفتيات، فهن يرتدين ملابس على الموضة، لكن رخيصة وفقيرة، وليس بطريقة راقية و"كلاس" فهاتي البنات عينهن على الدنيا ولسن منغلقات، وهكذا كان الشخصيات مطروحة في مسلسل "الانتظار".   * إذاً كان الأمر مقصوداً؟ ** بكل تأكيد، لأن هذه هي الحقيقة، وحتى أن المنطقة التي كنا نصور فيها، كانت الفتيات بهذه الصورة، والثياب التي استخدمناها كانت مشتراة من المنطقة نفسها.   * كنت تحضرين للمشاركة في تقديم برنامج تلفزيوني؟ ** اعتذرت عن هذا المشروع .   * لم تعجبك فكرة التقديم؟ **لست ضد هذا المجال، والفكرة مغرية وهي تجربة أتعلم منها أشياء جديدة، خاصة عندما يكون البرنامج يتناول حياة الناس، ويمكني أن أقول رأي من خلاله، في ظل وجود منبر مختلف، غير الشخصيات التي أقدمها في الأعمال الدرامية، إنما الظرف العام للعمل لا يناسبني ولا يحقق طموحي، سيما أن خطواتي العملية يفترض أن تكون مدروسة بتأني. وأتمنى أن يوفق أصحاب البرنامج.   * أود أن أسألك عن الفائدة التي يحققها الممثل من تقديم برنامج تلفزيوني؟ ** أي تجربة تضيف للممثل، خاصة أن لدى الممثل ميزة، أن يظهر بحالات جديدة وظهور مختلفة، وعلى أن تكون هذه الخطوة مدروسة، فإذا كانت تجربة التقديم لا تضيف لي جديدة، تشكل عندي مشكلة، لذلك لا أقبل بالدخول بأية تجربة عملية.    * كيف تجدين العرض الرمضاني؟ ** كممثلين نعاني من مشكلة عرض الأعمال التي ننجزها طيلة العام، فهناك أعمال لا تعرض في فترة رمضان وأعمال يؤجل عرضها إلى وقت آخر وهناك أعمال لا توفق بزمن عرضها، وهذا ما يحكم الحضور الرمضاني للأعمال وبالتالي لحضور الممثل على الشاشة.   * ما رأيك بمسابقة أدونيا والجوائز التي تقدمها للأعمال الدرامية؟ ** أشجع هذه الظاهرة، وهذا الحدث يفترض أن يوجد مثله عشر فعاليات  في سوريا، قياساً بكم الإنتاج التلفزيوني، وبالنسبة لي ومع كل الأخطاء التي يعلق عليها المهتمون بهذه المسابقة، والتي تبقى آراء وأمزجة لا يمكن تعميمها، إنما تبقى أدونيا تشكل ظاهرة حضارياً ضمن الحالة الفنية في سورية، وتشجع الفنانين وتخلق جو من المنافسة بينهم.    * هل أزعجك عدم ترشيحك لتكوني بين المنافسات على الجوائز؟ ** علمت أنني كنت مرشحة، لكن بتجميع العلامات لم أصل لأن أكون بين الأربع المرشحات النهائيات، وقد كنت مرشحة من قبل وحصلت على جائزة، ولا يعقل أن أكون مرشحة في كل عام، وربما لو تم عرض "طوق الياسمين" لكنت حصلت على جائزة. كما قلت هناك من يقول أنه يفترض أن يتم ترشيحه، مع أنه يمكن أن يكون تم ترشيحه، لكنه لم يصل للأدوار النهائية، لكن علينا أن نكون موضوعين في أحكامنا، لكن أن وسطنا الفني معتاد على التكريم بالجملة، ولا ينقصنا إلا يأتي الممثل بأهل كي يتم تكريمهم.   * مؤكد أن هذه الجوائز لن ترضي الكل؟ ** طبعاً، فهناك من يريد أن يكون هو الفائز بالجائزة ويتذمر من اختيار غيره، وكما يقولون "إرضاء الناس غاية لا تدرك" فمن الصعب إرضاء كل الناس.   * وهل تابعت الجوائز التي قدمها التلفزيون السوري؟ ** لم أستطيع متابعة مسابقة التلفزيون ومعرفة الفائزين، لكنني سمعت تعليق أن الجوائز تنتمي لنفس مدرسة الجملة، فلم يبقى أحد من الحاضرين إلا وتم تكريمه.   * في المرحلة القادمة هل هناك مشاريع سينمائية جديدة؟ ** لا يوجد أي مشروع سينمائي، حيث تقتصر مشاركتي على تجربتين واحد مع المخرج سمير ذكرى "علاقات عامة" ومع نضال الدبس "تحت السقف".