2012/07/04

الفنان نضال سيجري
الفنان نضال سيجري

-         أتعلم من الكبار إذ أشاهد لحظات تألقهم، وأيضاً أسرق لحظات ممن يصغروني، فآخذ من حماسهم وإيقاعهم.. -    إذا ما أحب الناس الشخصية التي لعبها الممثل عليه ألا يتكبر ويتفذلك عليها، عليه أن يبقيها ببساطتها وعمقها. هنا يمكن أن يستمر المشروع. -         البساطة والحب.. هذه أكثر العناصر التي تحقق النجاح للعمل الفني..   دمشق-بوسطة علي أحمد لا يختلف اثنان على موهبة الفنان نضال سيجري، فأينما وجد يأتلق ويبدع ويترك أثراً له سواء كان على العمل ككل أو على مستوى الشخصية التي يؤديها، فهو لا يستهين بأي دور يسند إليه مهما كان صغيراً، أو مهما كان نوع العمل تاريخياً أو اجتماعياً أو كوميدياً، فهو يبحث عن التميز والإقناع والصدق. نضال سيجري يحضر هذه الأيام للدخول في الجزء الثاني من مسلسل ضيعة ضايعة، عن هذا الموضوع وآخر نشاطه الفني كان هذا اللقاء معه.                               تشارك مع المخرج ماهر صليبي في مسلسل "مرسوم عائلي" ماذا عن هذه التجربة؟ عمل من نوع (السيتكوم) أهم ما يميز العلاقة الأسرية التي تحصل بين فريق العمل، وهذا ينعكس على الشاشة كما حصل معنا في مسلسل "ضيعة ضايعة". أمثل في العمل شخصية مجيد وهو ضيف على العائلة الأساسية في العمل، ويكون (ابن حما) الزوج، ويفترض أن يكون قادماً لبيتهم لمدة يومين، وإذا به يبقى لخمس أو ست سنوات فيكون ضيف ثقيل الظل، ويخرب البيت من خلال مقالب خفيفة. ومجيد رجل فضولي يتدخل في كل شيء ويعتبر نفسه فهمان مع أنه هو سبب المشاكل. العمل كنص يتحدث عن القوانين السورية وترهلها واهترائها، وكيف يمكن أن تغير هذه القوانين. مع أن العمل بسيط فهو يعتبر كمحاولة ومغامرة من دون تكلف وهو كوميديا خفيفة لا تدعو لقهقهة وإنما للابتسامة وسعادة المشاهد. ما الفارق بين مرسوم عائلي وضيعة ضايعة؟ في الضيعة نركز أكثر على العمل في الكراكترات والغوص في الحالة، بينما في المرسوم مقالب خفيفة وهي تشبه الكثير من العائلات العربية التي يبحث أفرادها عن أحلامهم وطموحاتهم. ما أكثر ما يميز ضيعة ضايعة؟ البساطة والحب وهذه أكثر العناصر التي تحقق النجاح للعمل الفني، وهذا العنصر حاضر في مرسوم عائلي، والحب ينعكس على الشاشة أو خشبة المسرح للجمهور. ألم يكن هناك منافسة بين الشخصيات العمل في ضيعة ضايعة؟ لم يكن هذا التفكير في العمل، وأنا ضد ذلك، وضد سباق الأحصنة وضد من يستيقظ قبل ومن هو الأشطر، فبقدر ما يكون (كاست) العمل متماسك ومتعاون أكثر يكون الشغل أفضل وأجمل ويكون الجميع جيدين. هناك من يرى أن شخصيتك في العمل كان جذابة أكثر من شخصية باسم ياخور؟ وهناك من يرى العكس، وهذا من الطبيعي أن يرى المشاهد ما يحبه وما يجذبه، وأميل لفكرة أن يكون الكل يتقاطع مع بعضه وبنفس السوية ويساهمون مساهمة فعالة كي ترتفع سوية العمل، فعندما يكون ممثل جيد والباقي سيئين، فهذه كارثة، ولا يمكن أن يشاهد العمل ويتابع. فالمهم أن العمل جيد ثم يأتي الانتقاء والحذف، وتبقى التفاصيل على شغل الممثل. ألا تجد أن العمل فيه مبالغة في الشخصيات وحتى الأحداث؟ العمل من جنس (البوتسك)، وهو الغوص إلى آخر درجة والمبالغة بالكراكترات وتقدم شيء مفترض وليس بالضرورة أن يكون من الواقع، وأن تبرر للمشاهد ما تقدمه، وحتى عندما يقال أن هناك مبالغة، فلا أعترض على ذلك، سيما أن المبالغة هي فن الديلاتيه أو الكاركتير في ايطاليا أي تسليط الضوء عليها. هل كنت تتوقع أن يحقق مسلسل ضيعة ضايعة هذا النجاح الذي حققه؟ لا أحد يتوقع النتائج عندما يشارك في عمل ما، فهو يقدم المطلوب منه بصدق وحب وجدية، وكل ذلك عندما يخلط مع بعضه ما بين فنيين وفنانين حتى أن عامل الشاي والقهوة إذا كان مزاجه سيء يؤثر على مزاج العاملين، فكل فريق العمل يفترض أن يكون منسجم حتى نحقق نتائج جيدة. في الضيعة كيف تمت عملية البناء على الشخصية؟ الشخصية تشبه بجانب ما شخصيات تشيخوف " موت موظف" أو "قضية الصامولة" تجد هؤلاء الرجال الصغار يتشابهون ويتقاطعون في كثير من الصفات، ثم تحدث طرافة على الشخصية، فليس بالضرورة أن تبحث لحظات الحزن الزائدة، مع أنها موجودة في الواقع. وللعلم أنني لم أقدم هذه الشخصية حتى تكون كوميدية، فقد بحثت عن البساطة وماذا تريده، الآن وهنا وبكل لحظة من لحظاتها وبالتعاون مع المخرج الليث حجو من خلال النص الذي كتبه ممدوح حماده وبظل وجود شريك باسم ياخور منسجم وفعال، وبوجود شركاء آخرين زهير رمضان وفادي صبيح وتولاي هارون وأمال سعد الدين وجرجس جبارة وعبد الله الشيخ خميس وحسين عباس وسوسن عطاف وناصر وغادة بشور، والكل يعمل ولا يتجزأ، وتصبح القصة بالعدوى، فعندما ترى أي ممثل أخر يعمل بصورة جميلة تصاب بالعدوى منه، وتحاول أن تجسد الشخصية بنفس السوية، فلا تحاول أن تحبطه، وتبدو كأنك غير منتبه، بل على العكس تثني على أدائه وأتمنى أن أقدم نفس المستوى. وشكل الشخصية؟ أجرينا أكثر من تيست على شكل الشخصية حتى وصلنا إلى ما هي عليه، وكان ذلك بالتعاون مع الليث حجو والماكييرة ردينة ثابت. كيف بدأ المشروع؟ العمل مشروعنا الليث وباسم ونضال، وكنا نبحث عن منتج له، ونعرف ما هو وماذا نقدم من خلاله، فقبل أن يظهر بقينا ثلاث سنوات نحضر له،  ومن أختار المكان الذي صور فيه العمل؟ الليث اقترح المكان ووجدنا أنه مناسب للعمل. اليوم أعلن عن التحضير لجزء ثاني؟ سوف أسافر مع الليث لنلتقي مع الكاتب ممدوح، وندرس الموضوع، وعندما نجد أننا نسير بنفس الإحساس الخفيف يمكن أن نتابع المشروع، سيما أن أعمال السيتكوم ليس فيها أجزاء، هي يمكن أن تكون سلسلة قد تصل إلى مئة حلقة أو مائتين، المهم أن تبقى بنفس الإحساس والبساطة والعفوية. وإذا ما أحب الناس الشخصية التي لعبها الممثل عليه ألا يتكبر ويتفذلك عليها، عليه أن يبقيها ببساطتها وعمقها. هنا يمكن أن يستمر المشروع. اليوم هل لك شروط خاصة  من أجل المشاركة؟ هي ليست شروط معقد أو خاصة، إنما أقف عن نص العمل والمخرج الذي يلفتني شغله، بالإضافة إلى الشركاء المشاركين في العمل، فمثلاً سبق أن اعتذرت عن المشاركة في عمل، فبعد أن أجرينا بروفات طاولة، وجدت أن المخرج لا يعرف أين يسير ولا الممثلين بمحلهم وملعبهم، وشعرت أنه من الأفضل مغادرة المكان. هل تشعر أن تورطت في أعمال شاركت فيها؟ نعم وحتى أنني لن أعيد الكره مع بعض المخرجين، بعد أن شاهدت النتائج "بست التوبة"، فهذا  سقف هؤلاء المخرجين فالنتائج لا تصل لمستوى طموحي وأحلامي، فكان من الأفضل ألا أكرر التجربة مرة أخرى. هل وصلت لمرحلة أنك لم تعد بحاجة للتجريب؟ أجرب كممثل، فشغلي قائم على التجريب، فأحب التجريب والمغامرة، ففيها شيء من الغواية للممثل، لكن عندما أجرب مع مخرج وأجد النتائج متهدلة وضحلة، أقف عندها، حتى أن الأمر يتضح من النص المنتقى أو الممثلين المشاركين، فمثلاً إذا عرض عليّ مخرج شخصية طالب بكالوريا  مؤكد أن هناك خلل في التركيب فمن سيكون والدي قصي خولي، أو أن أكون والد غسان مسعود. فبت أعمل ضمن محترف وهذه الحياة الإحترافية تعلمني، فأنا ما أزل أحبو وأتعلم وأجرب. ممن تتعلم؟ من الكبار أشاهد لحظات تألقهم، أيضاً أسرق لحظات ممن يصغروني، فأخذ من حماسهم وإيقاعهم وطرق شغل الفن الحداثي، وأجيرها لمصحة الشخصية التي أعمال عليها. ثم يضيف: أحاول أن أكون متأني في خيارتي، فقد وصلت لمكان بات الناس تراقبني وتصدقني ويهمها خيارتي وأعني لها، فهذا يجعلني أحترم عقل وذهن الناس، وإلا أكون غير مبالي وأسير بتخبط شمال ويمين. شكراً نضال