2013/05/29

المخرجون السوريون في الموسم الدرامي 2012 نجوم غابت وحركة تنقلات من خلف الكاميرا إلى أمامها
المخرجون السوريون في الموسم الدرامي 2012 نجوم غابت وحركة تنقلات من خلف الكاميرا إلى أمامها


أوس داوود يعقوب – تشرين


منذ الانطلاقة الأولى للدراما السورية في منتصف الستينيات، لم يقتصر دور نجومها على التمثيل أو الإخراج فقط، حيث عمل العديد منهم في مجالات إبداعية مختلفة، ومنهم من جمع بين مجالين مختلفين أو أكثر (تمثيل، إخراج، غناء، إنتاج، كتابة درامية).

وقد شهد الموسم الدرامي الحالي مشاركة عدد من المخرجين كممثلين في الأعمال التي قام بإخراجها زملاء لهم، أو قاموا هم بإخراجها، حيث انتقل عدد من المخرجين إلى التمثيل إضافة إلى الإخراج، علماً بأن عدداً لا بأس به منهم هم بالأساس ممثلون، انتقلوا بعدها ليخوضوا تجربة الإخراج.

كذلك شهد هذا الموسم غياب الكثير من صناع الدراما المحلية من ممثلين ومخرجين وكتاب دراما، وشركات إنتاج أيضاً.

في هذه المقالة سيقتصر حديثنا على المجال الإخراجي فقط، حيث شهد هذا الموسم غياب عددٍ كبيرٍ من المخرجين، إما غياباً تاماً وإما للوقوف أمام الكاميرا بدلاً من تحقّيق العمل الدرامي إخراجياً، من هؤلاء: علاء الدين كوكش، ونجدة إسماعيل أنزور، وبسّام ومؤمن الملاّ، وباسل الخطيب، وفراس دهني، وإيناس حقي، ووائل رمضان، ومروان بركات، وصفوان مصطفى نعمو، وعبد الغني بلاط، وحسان داود، وسامر برقاوي، والممثل القدير أيمن زيدان، الذي حقّق في الموسم الماضي مسلسل «ملح الحياة»، وإياد نحاس، الذي قدّم «أيام الدراسة» في الموسم الماضي والتزم عملاً في السعودية قبل الاتفاق على الجزء الثاني من المسلسل ليحل مكانه المخرج مصطفى برقاوي, وسيف الدين سبيعي وحاتم علي اللذان اختارا الوقوف أمام الكاميرا.

ورغم قلة الإنتاجات الدرامية السورية نسبياً في موسم 2012م، فإن الموسم الدرامي شكلَّ فرصة لعودة بعض من المخرجين للعمل في هذا الموسم بعد غياب، ويأتي في مقدمة هؤلاء المخرج هشام شربتجي الذي تصدى لإخراج عمل نوعي حمل عنوان «المفتاح» إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج، للكاتب خالد خليفة الذي قدم روائع من أعمال الدراما السورية منها: «زمن الخوف»، و«ظل امرأة».

كما عاد المخرج فهد ميري عبر مسلسل «المصابيح الزرق» عن رواية للأديب حنا مينة وسيناريو وحوار محمود عبد الكريم، والمخرج عمار رضوان إلى الدراما السورية من خلال الجزء الثاني من مسلسل «أبو جانتي»، والمخرج سيف الشيخ نجيب من خلال الجزء الرابع من مسلسل «صبايا» .

تراجع  غير  مسبوق لشركات إنتاج  وغياب نجوم الإخراج السوري

تقف خلف غياب عدد من المخرجين في هذا الموسم الدرامي أسباب عديدة، منها ارتباط بعضهم بأعمال خارج البلد، أو للاستراحة، كما صرح بعضهم. لكن السبب الأبرز والأكثر وضوحاً هو تراجع عجلة الإنتاج الدرامي في سورية، نظراً للأزمة التي تمر بها البلاد، حيث توقفت شركات إنتاج عن العمل في الفترة الأخيرة، ومنها شركة (غراند بروداكشن) التي أنتجت مسلسل «صايعين ضايعين» في موسم 2011م، و(دانة) التي أنتجت مسلسل «توق»، و(الجابري) التي أنتجت مسلسل «السراب»، و(مسار) التي أنتجت مسلسل «سقوط الأقنعة»، و(غزال) التي أنتجت مسلسل «رجال العز»، وشركة (فراس إبراهيم) التي أنتجت مسلسل «في حضرة الغياب»، إضافة إلى شركة (عاج) التي أنتجت مسلسلي «الغفران» و«دليلة والزيبق»، والتي ستكون حاضرة في الجزء الثاني من المسلسل الأخير الذي صوّر في الموسم الماضي.

وفيما تراجع إنتاج بعض الشركات، مثل «سورية الدولية» من أربعة أعمال إلى ثلاثة، و«بانة» من ثلاثة إلى عملين, وحدهما شركتا (كلاكيت) و(المؤسسة العامة للإنتاج) حافظتا على وتيرة إنتاجهما، في حين تراجع زخم عدد من المخرجين الذين اعتادوا أن يقدموا عملين في الموسم الواحد إلى عمل واحد فقط، على رأسهم تامر اسحق الذي قدم مسلسل «الأميمي» فقط. ووحدها المخرجة رشا شربتجي زادت من وتيرة عملها لتقدم عملين في موسم واحد، هما «ساعات الجمر- الولادة من الخاصرة 2» و«بنات العيلة».

أما من غاب من المخرجين هذا الموسم الدرامي فلكل منهم أسبابه في الغياب وخياراته التي أبعدته عن هذا الموسم، وربما تكون هذه الأسباب غير معلنة كما في حالة المخرجين بسّام ومؤمن الملا اللذين حضرا عبر خماسية «باب الحارة» ومن خلال مسلسل «الزعيم» في السنوات الست الأخيرة, حيث كان متوقعاً - بعد ما راج أن اتفاقاً تم مع المحطة المنتجة لخماسية «باب الحارة» على إنجاز جزء جديد منه للموسم الحالي وجزء آخر للموسم المقبل 2013م لتصل أجزاء المسلسل إلى سبعة، إلا أن المشروع تم تأجيله للعام المقبل وسيكون تحت إدارة المخرج بسام الملا في حين أن شقيقه (مؤمن) اعتذر عن إخراج مسلسلي «زمن البرغوت» و«طوق البنات» وهما ينتميان للبيئة الشامية.

كذلك كان سبب بعض الغيابات مفهوماً ومبرراً كما هو في حالة المخرج نجدة إسماعيل أنزور، الذي انشغل بعمله السينمائي «ملك الرمال»، الذي يتناول سيرة مؤسس المملكة السعودية الراحل، والناطق باللغة الانكليزية, إلا أن ما هو غير مفهوم هو سبب عدم عرض عمله «شيفون» الذي كان جاهزاً للعرض منذ الموسم الرمضاني الماضي، من دون أن يوضح مخرج العمل أسباب عدم عرض العمل في الموسم الحالي أيضاً.

كذلك كان خيار المخرج باسل الخطيب سينمائياً أيضاً لهذا الموسم حيث حقّق فيلم «مريم» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وذلك بعد خلافه مع الجهة المنتجة للمسلسل اللبناني «الغالبون» الذي أخرج الجزء الأوّل منه في موسم 2011م، ليصبح الجزء الثاني من المسلسل في عهدة المخرج رضوان شاهين.

أما أبرز الغائبين عن خريطة الموسم الدرامي الحالي فكان المخرج القدير علاء الدين كوكش، الذي لم ينجز الجزء الثاني من مسلسل البيئة الشامية «رجال العز» كما كان متوقعاً في الموسم الحالي، وبعد اتفاقه المبدئي مع شركة (قبنض) على مسلسل «طوق البنات» تقرر تأجيل بدء تصوير العمل لما بعد موسم العرض الرمضاني.

كذلك غاب المخرج حاتم علي عن إنتاجات 2012م، غير أنه تصدر مشهد المنافسة  بمسلسل «عمر»، الذي تم تصويره في العام الماضي، والذي يروي سيرة الصحابي الجليل (عمر بن الخطاب) «رضي الله عنه»، من تأليف الكاتب الدكتور وليد سيف, كما شارك حاتم علي كممثل – بعد غياب طويل - في بعض حلقات مسلسل «أرواح معلقة» من تأليف مجموعة من كتاب السيناريو، هم: أمل حنا، عبد المجيد حيدر، محمد أبو اللبن وموفق مسعود, ويتناوب على إخراجه كل من عباس النوري ورامي حنا وتامر اسحق.

كما يُحضّر (علي) للموسم القادم مسلسل «المنتقم» الذي يعيده إلى الدراما المصرية, والمكون من (120) حلقة درامية (إنتاج عربي مشترك)، وهو مقتبس من الملحمة الروائية العالمية «الكونت دي مونت كريستو»، من تأليف هشام هلال وورشة عمل تضم شريف بدر ومريم سالم.

كذلك هو حال المخرج سيف الدين سبيعي الذي عاد هذا العام للتمثيل بدورٍ أساس في مسلسل «الأميمي»، للمخرج تامر إسحاق والكاتب سليمان عبد العزيز، بدور (أبو سردة)، الذي أعاده إلى الساحة كوجه درامي لافت في عالم التمثيل بعد أن قل ظهوره أو حتى اختفى في الأعوام الأخيرة. كذلك رأينا (سيف) ممثلاً في مسلسل «تعب المشوار» للكاتب فادي قوشقجي ومن إخراج (سيف) نفسه. وأدى فيه دوراً رئيساً، وتم عرضه في هذا الموسم رغم أنه من انتاجات الموسم الماضي, مع الإشارة إلى أن (سيف) حقّق مسلسلاً  لبنانياً «ديو الغرام» من النوع الكوميدي الاجتماعي سيجمع في بطولته نجمي برنامج «ديو المشاهير» الفنانة ماغي بوغصن والفنان كارلوس عازار.

كذلك غاب المخرج محمد الشيخ نجيب عن ساحة الإخراج، ليطل علينا عبر مسلسل «أرواح عارية»، للمخرج الليث حجو والكاتب فادي قوشقجي، بدور أب يعجز عن كبح جماح ثورة ابنه المراهق.

رشا شربتجي .. مفاجأة الموسم الدرامي


وأول مرة ظهرت المخرجة رشا شربتجي - أمام عدستها - كممثلة في مسلسل «ساعات الجمر- الولادة من الخاصرة 2»، مؤدية دوراً صغيراً عبر شخصية الدكتورة (سوزان), وقد نالت تجربة (شربتجي) في التمثيل قبولاً حسناًً لدى النقاد والصحفيين الذين رأوا فيما قدمته من خلال شخصية (سوزان) بداية خفيفة وجميلة.

كما شارك الفنان فادي غازي في مسلسل «بناتي حياتي» ممثلاً في العمل الذي تولى إخراجه.. أما المخرج المخضرم مظهر الحكيم وبعد مشاركته السينمائية في فيلم «الزائرة» مع المخرجة سهير سرميني، فعاد للدراما ممثلاً للموسم الثاني، من خلال مشاركته في «ساعات الجمر». كما شارك (الحكيم) في برنامج «أنتم والدراما» الذي عرض في شهر رمضان كونه عضواً في لجنة التحكيم إلى جانب الفنانة نادين خوري، والفنان عبد الرحمن أبو القاسم.

المخرج سمير حسين آثر بدوره الابتعاد نهائياً عن الساحة الدرامية المحلية، ليطل علينا من القاهرة مخرجاً للمسلسل المصري «أرواح منسية»، في حين عرض له الجزء الثاني من مسلسل «دليلة والزيبق»، والذي تم إنجازه منذ العام الماضي.

المخرجة إيناس حقي تغيب بدورها للعام الثاني على التوالي عن الدراما السورية، بعد مسلسل «أبو خليل القبّاني» الذي عرُض في موسم 2010 على قناة (أوربت).

كذلك حال المخرج والممثل وائل رمضان الذي يبتعد عن الإخراج للموسم الثاني على التوالي بعد أن قدم عام 2010م مسلسل «كليوبترا»، في حين يكتفي هذا العام بالحضور ممثلاً في مسلسل «الانفجار»، الذي تناوب على إخراجه كل من أسامة الحمد والمخرج محمد زهير رجب، بعد أن أحاطت مجموعة من المشكلات بالعمل وأدت إلى تأجيل تصويره منذ الموسم الماضي إلى الموسم الحالي، إضافة إلى مشاركة (رمضان) في عدد من لوحات مسلسل «بقعة ضوء» بنسخته التاسعة للمخرج عامر فهد وتأليف مجموعة من الكتّاب، وكذلك مشاركته في عدد من أفلام مسلسل «ما بتخلص حكاياتنا» مع المخرج تامر إسحاق .

كما اعتذر (رمضان) عن المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل «أيام الدراسة»، في حين لا يزال مصير «بديعة مصابني» الذي سيديره (رمضان) متعلقاً بالجهة الإنتاجية وإن كانت المعلومات تشير إلى أن العمل سيتم إنجازه في الموسم الدرامي المقبل .

كذلك سجل هذا العام أيضاً غياب مخرجين آخرين، من بينهم المخرج سامر برقاوي الذي لم ينجز أي عمل لرمضان 2012م بعد أن قدم في العام الماضي مسلسلي «مرايا» و«فوق السقف».

كذلك حال المخرج صفوان مصطفى نعمو، الذي غاب أيضاً بعد أن قدم المسلسل الكوميدي «صايعين ضايعين» في الموسم الماضي. وكذلك الأمر بالنسبة للمخرج فراس دهني الذي تسلم إدارة (المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي)، وهو متفرغ لإدارتها ولم يقدم أي عمل بعد الجزء الثاني من مسلسل «صبايا».

إضافة إلى هؤلاء يغيب المخرج مروان بركات عن دراما 2012م بعد أن قدم مسلسل «السراب» في رمضان الماضي، والحال نفسها تنطبق على المخرج حسان داود الذي قدم مسلسل «كشف الأقنعة» في الموسم الماضي.

ممثلون يقفون للمرة الأولى خلف الكاميرا

وكما سجل المشهد الدرامي الحالي غياب عددٍ من المخرجين، فقد شهدنا حضوراً لعدد من الوجوه الجديدة في عالم الإخراج، حيث حقّّق الممثل مهند قطيش - في تجربة هي الأولى له خلف الكاميرا - مسلسل «رومانتيكا» للكاتب شادي دويعر، وكذلك خاض الفنان علي ديوب تجربته الإخراجية الأولى من خلال سلسلة «أنت هنا» للكاتب نفسه، كما خاض فادي سليم تجربته الإخراجية الأولى أيضاً بعد أن عمل مونتيراً حيث سيقدم مسلسل «حارة الطنابر» من تأليف مروان قاووق وهو عمل بيئة شامية كوميدي.

كذلك قام الممثل عباس النوري بإخراج عدد من حلقات مسلسل «أرواح معلقة» الذي عمل فيه ممثلاً ومخرجاً لعشر حلقات فقط، في حين أنجز المخرجان تامر اسحق إخراج القسم الثاني ورامي حنا القسم الأخير. كما تولّى الممثل الصاعد يامن الحجلي إخراج مسلسل «خلصت».

كذلك ساهم عدد من المخرجين في هذا الموسم – وأول مرة - في الكتابة الدراميّة لبعض المسلسلات، منهم المخرج زهير قنوع الذي شارك مجموعة كتّاب من مؤسسة (مداد) في كتابة مسلسل «سيت كاز» عن فكرة للفنان أيمن رضا.

ولم يكن (قنوع) المخرج الوحيد الذي يظهر اسمه مخرجاً وشريكاً في الكتابة، إذ شارك المخرج فيصل بني المرجة الكاتبة فاتن سكريّة في نصّ مسلسلهما «أوراق بنفسجية». كما عمل المخرج تامر اسحق مع الفنان عباس النوري والكاتب سليمان عبد العزيز على تطوير فكرة هذا الأخير في مسلسل «الأميمي».