2012/07/04

 المخرجون في الدراما السورية يتنافسون
المخرجون في الدراما السورية يتنافسون

  محمد أمين - الوطن السورية لا شيء يجمع أهم مخرجي الدراما السورية إلا كونهم اللاعبين الأساسيين في تشكيل وبلورة لوحتها المتجددة كل عام ولا شيء يجمعهم إلا شهر رمضان المبارك عندما يحتضن أعمالهم ثم يوزعها على المشاهدين حلقة إثر حلقة في ثلاثين يوماً هم (اللإخوة الأعداء) الذين يستظلون بسقف واحد بل ينامون في سرير واحد ولكن أحلامهم شتى ومشاربهم مختلفة ورؤاهم متباينة ووجهات نظرهم متناقضة وربما هذا ما جعلهم كباراً على الصعيد المهني وأعطى الدراما السورية غنى وعمقاً وتنوعاً.  في موسم 2010 يعود هؤلاء المخرجون إلى حلبة (الصراع) فلأول مرة يجتمع نجدة أنزور وباسل الخطيب وحاتم علي في رمضان واحد. منذ سنوات حاولت أن تفرقهم السينما ففشلت، حاولت أن تفرقهم الدراما المصرية ففشلت فعادوا إلى أمهم (الدراما السورية) فهنأتهم على السلامة وقدمتهم إلى الواجهة من جديد وخاصة أنهم لم يعودوا إليها خالي الوفاض، لقد حملوا إليها هدايا كثيرة ولكن الأم لم تفتحها فهي تنتظر شهر رمضان المقبل لكي تتباهى بهم أمام الملايين إذا كانت هداياهم قيمة وتستحق العناء فتبادلهم الهدايا أما إذا كانت عكس ذلك فهي بلا ريب ربما ستعاقبهم العقاب الذي يستحقونه وربما أخرتهم وقدمت سواهم من أولادها الكثر الذين يكبرون كل عام وبعضهم بلغ سن الحلم وبعضهم الآخر لا أمل فيه ولو بلغ التسعين فهو يعاني فقر دم وفقر فكر.  نجدة أنزور وحده المخرج نجدت أنزور من بين الثلاثة سيقدم في موسم 2010 عملين الأول اجتماعي معاصر يحمل عنوان «ما ملكت أيمانكم» وهو من تأليف هالة دياب وبطولة عدد كبير من نجوم الدراما السورية أهمهم: مصطفى الخاني، سلافة معمار، رنا أبيض، عبد الحكيم قطيفان، ديمة قندلفت وسواهم ومن المتوقع أن يثير العمل زوبعة كبيرة وواسعة من ردود الفعل الشديدة والمعارضة حيث يغوص العمل في قضايا جدلية كالتزمت والتطرف الديني والدعارة وتسهيلها من أناس متنفذين والتأثير القاسي للفقر على النفوس والذي يؤدي بها إلى الانحراف. هذا العمل كما ذكر قارئوه والمشاركون فيه يلقي نظرة طائر على ما هو حاصل في المجتمع هذه الأيام وعلينا أن ننتظر أشهراً أخرى لكي نكتشف فيما إذا كانت هذه النظرة في محلها. ومن المفترض أن يكون انزور قد شرع أو أوشك في تصوير عمل مستقى من رواية «ذاكرة الجسد» الشهيرة للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي حيث قامت الكاتبة ريم حنا بوضع سيناريو وحوار المسلسل الذي يلعب بطولته النجم جمال سليمان وقصي خولي والجزائرية أمل بوشوشة ويتناول العمل جانباً من الثورة الجزائرية في عقد الخمسينيات من القرن الماضي ثم تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة ضمن قالب درامي من المفترض أن يحمل جانباً كبيراً من التشويق والعمق الإنساني الشفاف وقد تناقل هذا العمل عدد من المخرجين السوريين ورُشح له عدد من النجوم حتى استقر اخيراً عند المخرج أنزور والنجم جمال سليمان وهو انتاج تلفزيون (ابو ظبي) وسوف يصوّر المسلسل في بلدان عربية وغربية وربما سيشكل خيطاً درامياً قوياً وجلياً يربط مشرق العالم العربي بمغربه، فأبطاله ومنجزوه من المشرق ومضمونه وأحداثه من المغرب. إذاً يدخل نجدة أنزور رمضان القادم بعملين متباعدين من حيث المضمون والمحتوى.  باسل الخطيب عاد المخرج باسل الخطيب إلى الدراما السورية بعد عامين قضاهما في الدراما المصرية قدم خلالهما عملين هما (عبد الناصر) و(أدهم الشرقاوي) وهو سيقدم في رمضان 2010 عملاً عن القدس عنوانه (أنا القدس) كتبه مع شقيقه تليد الخطيب ويشارك فيه كوكبة من نجوم الدراما السورية والعربية أبرزهم: عابد فهد، كاريس بشار، صبا مبارك، منذر الرياحنة، نضال نجم، اسعد فضة، فاروق الفيشاوي، نيرمين الفقي وسواهم ويتناول العمل تاريخ مدينة القدس بين عامين 1917 و1967 ويحاول أن يقدم أجوبة لأسئلة كثيرة لعل أبرزها كيف ضاعت فلسطين عام 1948 وكيف ضاعت القدس معها جزئياً في ذاك العام وكلياً في عدوان 1967 ويسلط العمل الضوء على الجانب الإنساني لهذه المدينة ومنظومة العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة.  حاتم علي ابتعد المخرج حاتم علي عن الدراما التلفزيونية في العام الفائت محاولاً تحقيق حلمه المؤجل في السينما وقد استطاع الرجل تقديم فيلمين هما (سيلينا) وهو فيلم غنائي استعراضي عُرض في الصالات العربية استقبله البعض بحماسة فيما اعتبره كثيرون خطوة لم تكن موفقة لأسباب تتعلق بالظروف والإمكانيات المتداخلة التي ما زالت سائدة في صناعة السينما العربية والفيلم الثاني هو (الليل الطويل) الذي حصد وما زال يحصد الجوائز الرفيعة في مهرجانات عربية وعالمية ولم ينل هذا الفيلم حتى اللحظة الموافقة على عرضه في صالات السينما السورية ولكن يبدو أن الموافقة آتية ولو بعد حين. وفي موسم 2010 اختار علي أن يعود مرة أخرى إلى البادية العربية من خلال مسلسل يحمل عنوان (أبواب الغيم) للكاتب عدنان عودة وبطولة: غسان مسعود، سلافة معمار، قصي خولي، عبد المحسن النمر وعدد كبير من الفنانين والعمل من فكرة وخيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي ويتناول جانباً من العلاقات الاجتماعية التي كانت تربط قبائل عربية في شمال الجزيرة العربية أواخر القرن التاسع عشر وسوف يصوّر المسلسل في دبي وسورية والمغرب وقد رصدت له إمكانيات كبيرة ليخرج بالمستوى المرجو والمأمول. أربعة أعمال درامية لثلاثة مخرجين يرى كثيرون أنهم الأهم في الدراما السورية يتوقع مراقبون أن تكون علامات بارزة في إنتاج العرب الدرامي في عام 2010 وقبل أن نختم لابد من الإشارة إلى أن المخرجين الثلاثة يشاركون في إدارة إنتاج هذه الأعمال وهذه نقطة أخرى تصادف لمصلحة اجتماعهم فهم ليسوا مخرجين فقط بل إنهم منتجون أيضاً.