2012/07/04

المسرحي.. جهاد سعد في حوار مع (الثورة):سورية تعني الشمس ولابد أن يتبدد هذا الظلام ..مايهمنـــا الآن مصلحـة ســورية ..
المسرحي.. جهاد سعد في حوار مع (الثورة):سورية تعني الشمس ولابد أن يتبدد هذا الظلام ..مايهمنـــا الآن مصلحـة ســورية ..

لميس علي‏ - الثورة

دون محددات السؤال.. بعيداً عن قسر الجواب وتبويباته.. وليكون الحوار مفتوحاً إلى أقصاه، على اللحظة (الحالية).. جاء اللقاء مضبوطاً على إيقاع حديث (ابن البلد).. مشبعاً بنبض (مواطن) حساس تجاه ما يحدث لوطنه.. يشاهد.. يدقق.. ويمعن في الصورة.‏

ولأن إدمان المسرح يعني تعاطياً مع الفكر، قدم قراءته الخاصة المواطن المسرحي جهاد سعد، الذي التقته (الثورة).. وما كان علينا إلا إعلان كلمات البدء سؤالاً مفتاحياً (رؤيتك للحاصل مؤخراً)..‏‏‏

ما يحصل الآن وانفجار الحادي عشر من أيلول‏‏‏

لنبدأ بنقطة، كمحور أساسي للحوار، حصلت في التاريخ قبل الآن، أعني بالضبط الحادي عشر من أيلول لعام 2001م، قد لا يخطر للبعض أن هناك علاقة بين ما يحدث في سورية أو في العالم، بذلك اليوم. حدث ما حدث وقيل ما قيل من التفسيرات الأميركية المغرضة دائماً والاتهامات التي ركبوها على الشعوب الأخرى وهذه من عادة الولايات المتحدة الأميركية، دائماً ترمي اتهامات على غيرها من شعوب.‏‏‏

هذا الانفجار غيّر مجرى التاريخ المعاصر، بما يعنيه: أنه أصبح هناك لغة جديدة في العالم، ثقافة جديدة، بسرعة فظيعة حدثت انقلابات في سياسات العالم.‏‏‏

وهناك براهين مثل: تدخل أميركا في أفغانستان، وفي العراق، هل هذا كان الهدف أم إن هناك سلسلة من التدخلات لتغيير ليس خارطة «الشرق الأوسط»، من الغباء أن نقول: خارطة الشرق الأوسط (فقط)، علينا أن نقول: إنهم يريدون تغيير خارطة العالم، نحن جزء من هذا العالم وجزء مهم.‏‏‏

وهذا ليس كلامي فقط، بل هي جدلية التاريخ التي تؤكد ذلك، كل الأحداث وكل الحروب.. الأديان.. الكوارث.. الحضارات.. والمواقف الإنسانية الأولى، كانت في هذه المنطقة ولاأتحدث هنا بمنطق سورية الكبرى، إنما بمنطق التاريخ.‏‏‏

هذه المنطقة كانت مستهدفة ولاأستغرب مايحدث الآن في سورية.‏‏‏

أتت أميركا وهي ضحلة الثقافة ولا يوجد لديها وعي تاريخي على الإطلاق، ولا تستطيع أن ترى الأمور بشكل جدلي.‏‏‏

وعندما يقال إن أميركا بلد الديمقراطية، يجب أن يقال هي بلد الديكتاتورية الأولى في التاريخ الإنساني، هي روما المعاصرة، لسبب بسيط أن الفكر الذي يحكمها هو فكر امبراطوري أي ديكتاتورية البنتاغون.‏‏‏

لاحظي، حتى الشعارات الموجودة على الدولار وعلى الكونغرس هي رومانية قديمة، وهي الشعارات ذاتها التي كانت موجودة أيام النازية، النسر المجنح، هذه الغطرسة في قيادة العالم تبعد أي حكومة من الحكومات عن البصيرة والاستبصار، فكيف تستطيع أميركا حالياً رؤية ما يحدث في سورية بشكل واضح، وهي أبعد ما تكون عن تاريخنا.‏‏‏

حرب العصابات‏‏‏

عندما نراجع كتب التاريخ نجد أن كلمة (السوريين) كانت تسبب رعباً أكثر من الجيش الروماني والجيش اليوناني، أو أي جيش آخر، ونحن نذكر السبي البابلي الأول لنبوخذ نصر، والسبي البابلي الثاني لنبوخذ نصر في سبيل، كما يقال تاريخياً، تأديب القبائل التي تسبب مشكلات على الأراضي السورية.‏‏‏

ما حدث منذ ثلاثة أو أربعة آلاف عام يحدث حالياً، من شرذمة وعصابات. حرب العصابات في التاريخ ليست عربية على الإطلاق لم يكن هناك في التاريخ العربي أسلوب العصابات والمواربة والكواليس وما وراء الجدران والقنص هذه عقلية ليست عربية.‏‏‏

تضحكني كلمة أن هناك مؤامرة خارجية، هي شيء واضح جداً، ويجب أن نكون فرغنا منه. كانت «إسرائيل» ومازالت وستبقى تعتمد على مفهوم حرب العصابات، وهذا الشيء تاريخياً وارد، منذ بولس الرسول عندما اعتنق المسيحية في دمشق التي هي ليست قلب العروبة النابض، هي قلب الحضارات.. وقلب الإنسانية.‏‏‏

عندما احتمى بولس الرسول ببعض العائلات المسيحية ضمن أغلبية يهودية بحثت عنه، تماماً كما يحدث الآن، بعصابات تجوب شوارع دمشق، بيتاً بيتاً، دون حس من أحد كي يستطيعوا إيجاده قبل أن يهرب من دمشق، لينال عقابه من جماعتهم، ما يعني: أن هذه العقلية كانت موجودة وستبقى.‏‏‏

لماذا أتحدث من خلال بانوراما تاريخية، لأني لا أرى أي لحظة من لحظات التاريخ تنفصل عن أي لحظة ماضية أو عن أي لحظة مستقبلية، فالتاريخ حركة دائمة جدلية دائرية أو مستقيمة، لاشيء يتغير فيه سوى طريقة التفكير البشرية، أما الأمور فهي نفسها. المؤامرة كانت موجودة والحروب كانت موجودة، وبالتالي ما حدث في الحادي عشر من أيلول كان مفتاحاً.. وحجةً كبيرة لأميركا لتمارس إرهاب الدولة الذي تشتهر به.‏‏‏

ما يحدث الآن وما يفعله حلف الناتو في ليبيا هو إرهاب دولي بغض النظر عن التفاصيل، استطاعت أميركا باسم الإنسانية أن تقتل أطفال غزة، وباسم الإنسانية أن تدمر البنى التحتية في دولة على هواها.‏‏‏

هل هذا يبرر لأميركا ويعطيها الحق بأن تدافع عنا وعن حريتنا داخل بلدنا.. لتعط الحرية الحقيقية للشعب الأميركي أولاً.‏‏‏

هناك الكثير من الكتّاب الأميركيين تحدثوا عن الديمقراطية الأميركية الكاذبة وهم موجودون في السجون، ويعرفون أن ليس هناك حرية في أميركا.‏‏‏

ما حدث في الحادي عشر من أيلول أتاح لأميركا أن تأخذ قرارات مع «إسرائيل» بالمنطقة ومع بعض الدول العميلة في العالم بالتدخل بشؤون أي بلد مستقل له عزة وكرامة، في سبيل تطويعه حتى يدخل تحت سيطرتهم، وبالتالي أباحوا لأنفسهم عقلية الاستمرار في المؤامرة، الطفل يدرك أن هناك مؤامرة الآن ضد سورية شئنا أم أبينا، وكل من لا يفكر بهذه الطريقة، أعتقد أن عليه رؤية الأمور بشكل واضح دون أن يأخذ موقفاً مسبق الصنع من الحكومة ومن الشعب، كافةً.‏‏‏

على كل مثقف ثقافة تقليدية أن يعيد وجهة نظره بمفهوم الثقافة، بمفهوم الحرية، بعلائق العقل مع التفكير، أن يحدّث وسائل تعبيره، أن يأخذ موقفاً، ولكن إذا كان يدعو للديمقراطية، فعليه تماماً أن يدرك ماذا تعني كلمة ديمقراطية.‏‏‏

من هو المثقف؟ هو الحر، الواعي، النقي، الذي يستطيع أن يحرك المجتمع دون غايات شخصية، بلا أي أيديولوجيا تحكم ثقافته، وبلا عقيدة.‏‏‏

قوى عابثة في الظلام..‏‏‏

إن هناك مؤامرة، وهناك مساعدات سلبية خارجية لهؤلاء الأشخاص الذين يحاولون التخريب. حاولوا أن يسخروا الشعب، طيبته وعفويته، لمصلحة تخريبية، بوسيلة أن للشعب مطالب ومطالب حرة، استغلوا طيبة شعبنا غير المنظم سياسياً.‏‏‏

كل ذلك يؤكد أن هناك قوى خارجية تعبث في الظلام، تسيء في الدرجة الأولى للشعب السوري، ولسورية، لكن سورية تعني الشمس ولابد أن يتبدد هذا الظلام.‏‏‏

الشعب السوري من أطيب وأنقى الشعوب، وسورية أقل بلد في العالم فيه تأشيرات دخول.‏‏‏

ولكن أتمنى من المعنيين بالأمر أن تكون هناك (فيزا) وفيزا مشددة أصعب من (التشينغن) ومن (الفيزا الأميركية) لكل من يدخل هذا البلد المقدس.. كفانا استضافة للغرباء الذين حاولوا أن يبعثروا تراب الوطن، ولكن لن يستطيعوا المساس به.‏‏‏

أحتج مسرحياً.. بأناقة..‏‏‏

عندما أقف على الخشبة ولا أعرف حركتي، لا يمكنني بالتالي أن أشارك بالمسرحية، إذا كانت حركتي موجهة، نقية، منظمة بحيث تخدم مصلحة البلد.. فأهلاً وسهلاً بالمظاهرات والاحتجاجات. أنا محتج.. وصار لي ثلاثون عاماً وأنا أحتج على خشبة المسرح، وقلت ذات مرة: كنت أتمنى أن يكون هناك مسؤول في البلد يتصل بي بالهاتف ليسألني عن متطلبات المسرح.‏‏‏

المسرح السوري يعاني منذ أكثر من ثلاثين عاماً من أزمات، ومن الترهل، المسرح كائن حي وهو واجهة البلد... وعندما لا يكون هناك مسرح حي لا تكون هناك حياة في البلد.. هو خبز الشعوب.. أعطني مسرحاً أعطك شعباً.‏‏‏

دافعنا عن المسرح كخلاصة للحياة والحضارة والشارع وقلنا من على منبر مقدس هو خشبة المسرح برقي: عندما نريد أن نطالب بالحرية، نطالب بشكل أنيق وراق.. فالحرية أناقة.. الحرية كائن راقٍ له أجنحة بيضاء وقلب من ذهب. أعلى مرحلة يمكن أن يصل إليها الإنسان بأحاسيسه وبأفكاره أن يكون حراً.‏‏‏

هل الحرية تطلب فقط من الحكومة؟ أم الحرية تعني أن أحرر نفسي أولاً من الداخل، قد يكون لدي عقدة منذ الطفولة من أبي، من أمي، عقدة سياسية، عاطفية، جنسية، اجتماعية.. هل أحمّل الآخر مسؤولية تحريري، فلأحرّر نفسي أولاً.. ولأفتح حواراً بشكل راق مع الآخر.‏‏‏

إصلاح من الطرفين‏‏‏

كلمة الإصلاح هنا.. لا تأتي من طرف واحد، لا تأتي من قبل الحكومة فقط، الإصلاح يأتي من قبل الطرفين.‏‏‏

على الحكومة أن تقدم الكثير من الإصلاحات للناس، وعلى الناس أن يقوّموا ما بأنفسهم.‏‏‏

إذ عليّ أن أصلح ما بنفسي، وكل من حولي أن يصلحوا ما بأنفسهم، وأيضاً الحكومة عليها أن تصلح ما بنفسها، كي لا ندخل في بحر الفساد.‏‏‏

على الحكومة الجديدة أن تكون نشيطة وسريعة، ويجب أن يتغير سلوك الوزارات في سورية، بمعنى: على كل وزير أن يكون يقظاً تماماً بأن كل مطلب ضمن القانون وضمن الشروط القانونية لاينفذه هذا الوزير، لن يرضى عليه أحد، لا الشعب ولا الحكومة.‏‏‏

وقلت قبلاً: يجب الكف عن التوقيع بالقلم الأخضر وما شابه، لأجل الحفظ أو المراجعة... لماذا كل هذا التأجيل، يجب أن تبطل هذه العقلية.. هي عقلية كاملة تنطبق على أفراد الحكومة مع الاحترام وعلى أفراد الشعب.‏‏‏

الإصلاح يأتي من الطرفين وعلى كل الأطراف النهوض بسورية، ولتبدأ الحكومة بالإنصات بدقة أكثر للناس ولتستمع لكل الأطراف، ولينتظر وليتريث الشعب فترة كي تتحقق شروط وظروف الإصلاح، وعندما لاينتظر يكون هناك أناس مغرضون.‏‏‏

علينا أن نبطل عقلية الاستعجال والانفعال وعلى الحكومة أن تكون فعالة بسرعة الاتصالات وبسرعة العقل بعد الحادي عشر من أيلول كي نستطيع أن نصد العدوان الخارجي ولنكون لحمة واحدة، وسينهض الشعب السوري نفسه الذي استغل، في وجوه من استغلوه.‏‏‏

تجاوز هذا الموضوع ليس سهلاً، لكنه ليس صعباً على الشعب السوري الذي استطاع أن يدرك ويعي تماماً أن هناك من يريد أن يخرب هذا البلد، قوى قد تكون استطاعت التغلغل داخل سورية واستقطبت شريحة من الناس بطريقة غير واعية.‏‏‏

أعود لأقول: السوريون هم أبناء الشمس، وعقل السوري يكشف كل ما هو خارج إطار العقل النقي.‏‏‏

محطات مغرضة.. إعلام مفبرك..‏‏‏

من يعمل في هذه المحطات الفضائية من الشخص الأقل شأناً إلى الشخص الأعلى شأناً، يعرف تماماً أنها محطات موجهة.‏‏‏

فبالتالي يجب ألا نعطيها أهمية، وأي إنسان يدرك حقيقة فبركة الأخبار فيها.‏‏‏

إذ ليس عليّ أن أقول الحقيقة فقط، عليّ أن أعرف كيف أوصل الحقيقة للناس... هذا تكنيك.. هم يعرفون هذه التقنيات، لكنها لديهم كاذبة ومبرمجة.‏‏‏

شاهدت منذ أيام بعض المشاهد وضحكت كثيراً عليها.‏‏‏

نحو إعلام عصري‏‏‏

أن الإعلام لدينا لم يهيئ المواطن بشكل كاف لتلقي أي موجة إعلامية من خارج سورية مغرضة بحق سورية.‏‏‏

بعد الحادي عشر من أيلول أصبحت هناك تقنيات حديثة، اختلفت السينما، المسرح، الرواية، السياسة، واختلف الإعلام، ونحن مازلنا نعتمد وسائل إعلامية تقليدية قديمة.‏‏‏

يجب أن يكون الإعلام لدينا ذا تقنيات عالية حديثة وأن يدعم باختصاصات.‏‏‏

أن يتم تدريب المذيعين والمذيعات بأحدث الوسائل التقنية والمتعلقة بعلم النفس من ناحية الإلقاء الموجه للجماهير، من ناحية ملامح الوجه والصوت والإحساس لكي يصلوا إلى الأداء العالي المقنع بتجرد عن شخصية المذيع، وأن يكون كل مقال صحفي في إعلامنا المكتوب غير موجه باتجاه فكرة واحدة.‏‏‏

لنتحدث بصراحة.. وإذا كنا فعلاً نريد الديمقراطية فليتحدث الناس الأنقياء في هذا البلد، وأصحاب الأقلام النظيفة، وهم قلة، والمثقفون الحقيقيون قلة..‏‏‏

وأصرّ، على أنه بعد الحادي عشر من أيلول حدث تغيير في الفكر العالمي، إذا لم يستطع المثقف استيعابه فلن يستطيع أن يواكب أحداث الشارع، ولا التغييرات، ولا أن يشارك بالإصلاح.‏‏‏

الإعلام التقني ليس موجوداً إلى الآن في سورية، وعندما لايطور الإعلام نفسه لا يصل إلى الناس، كان يجب أن يوعي الجيل، أن يبني الجيل بطريقة مختلفة بتحديث الوسائل.‏‏‏

للأسف الشديد لانعرف الثقافة السورية الأولى، للأسف الشديد يأتي باحثون ويأخذون رموز الحضارات الأولى، وهذا ما قصدته بأن الإعلام مقصر..‏‏‏

أتحدث عن فلسفة إعلام.. الإعلام ليس فقط إيديولوجيا.. وليس فقط سياسة، هناك إعلام تربوي. وهنا نداء إلى وزارة التربية أنه لا يدرس التاريخ السوري القديم في المدارس كما يجب.‏‏‏

من يعرف كيف استطاع التنوير في سورية أن يصل عبر كيليكيا إلى أوروبا ويسبب عصر النهضة اليوناني الذي أعطى أوروبا فيما بعد كل نهضتها الفكرية، يقول آرنولد توينبي: (عندما سقطت حكمة الشرق القديم، بدأت الفلسفة في الغرب).‏‏‏

نحن كنا نملك زمام أمور الحكمة، أعلى درجة من درجات الثقافة، ما أحيكه ليس موقفاً أو رأياً، هو تحليل.‏‏‏

الجيل الجديد يجب أن يدرس التاريخ السوري والعربي القديم.. كل تفاعلاته وجدليته، لتصل إلى خلاصة الوعي، ليصبح لدينا درجة كافية من الوعي لصد كل موجة قادمة من الغرب، سورية محصنة بهذا الوعي، ويجب تحصين السوريين به.‏‏‏

دعونا.. نتحدث في بلدنا كنقطة الحبر المكثفة في كأس ماء، ولنشاهد التحولات ولنؤمن بالتحولات.. ولنؤمن بأن لون الماء سوف يتغير، وأن نقطة الحبر ستذوب في الكأس ليتغير كل شيء.‏‏‏

مثقفو (الخارج)..‏‏‏

لاأفاجأ بمواطن سوري شريف أميّ ينزل إلى الشارع، يريد مطالب بطريقة سلمية ونقية، تفاجأت ببعض المثقفين السوريين المقيمين في الخارج، وكلمة (الخارج) لا تعني المسافات بين هنا وفرنسا... أو بريطانيا.. أو ألمانيا.‏‏‏

في (الخارج) يعني خارج دائرة الحدث، خارج الإطار الثقافي الفعال.. ثقافتهم توقفت عند حدود الثقافة التقليدية، التي كنت تحدثت عنها، بأن كل من لم يحدث وسائل تعبيره بعد الحادي عشر من أيلول عام 2001م كل من بقي يفكر كما كان يفكر قبل هذا، ويشرع في فمه السيجارة، يطلق لحيته، ثم يقرأ كتاباً ويضع يده على رأسه، على أساس أنه مثقف، عليه إعادة النظر بنفسه،قبل أن يطرح نظريات فلسفية وسياسية للعالم، سواء في سورية أم خارج سورية.‏‏‏

كل المثقفين الذين لم يحدثوا وسائلهم والذين أعلنوا بعض الآراء غير الناضجة، بمعنى أنهم لم يستطيعوا أن يروا من خلال الفراغ.. رأوا من خلال الشظايا، من خلال أعمدة ثابتة وآراء مسبقة الصنع منغلقة على أنفسهم، من باب (خالف تعرف).. هؤلاء لا يملكون حجة ولا رؤية شمولية ولا جدلية لكي يستطيعوا أن يتحدثوا من خلال بانوراما لما يحدث في سورية، أو ما يحدث في العالم.‏‏‏

أستغرب من بعض المثقفين ومدرسي الجامعات، ممن هم من أصل سوري، وأتساءل: هل حافظوا على هذه الأصالة لدرجة أنهم يستطيعون أن يروا الشرق بمنظار غربي؟‏‏‏

للأسف، هناك البعض أصابه (الزهايمر) وطني، وأصبح يتحدث من مسافة بعيدة، بعد أن تمت عليه عملية غسل دماغ مبرمجة، دون أن يدرك، بالتالي وحتى لو كان أستاذ جامعة فإن ثقافته مغلوطة.‏‏‏

ديمقراطية الوهم..‏‏‏

ما يهمنا الآن مصلحة سورية المصلحة العليا للوطن، ونتساءل: هل الديمقراطية التي هي البنية التي تحمي الحرية من خلال الاختيار مطبقة حالياً في العالم..؟‏‏‏

أميركا ذاتها لم تستطع أن تراكم خبرات لكي تعرف أنها عندما تتدخل في بلد سيتحول هذا البلد إلى مستنقع يغرق فيه الجندي الأميركي.‏‏‏

علينا أن نخاطب الغرب بلغته وألا نستمر بوضع الشعارات.. لنفكر كما يفكر الغرب..‏‏‏

لم يستطع مجلس الأمن أن يتحرك إلى الآن تجاه جرائم «إسرائيل» لم تستطع أن تتحرك هيئة الأمم، التي كان اسمها عصبة الأمم، يعني عصابة الأمم.‏‏‏

هل استطاعت أن تتخطى الفيتو الأميركي.. ما فاعلية الأمم المتحدة.. ما هذه المنظمة التي كلنا نعرف أن ما كان وراء عصبة الأمم هي نفسها بروتوكولات حكماء صهيون.. فلنصح.. ليستيقظ الإعلام.. ولننبه الناس والأجيال.. ولندرس تاريخنا العميق.‏‏‏

هناك كتاب اسمه (مخطوطات البحر الميت) يحاول أن يجيب عن تساؤل: من أين أتت الأفكار إلى التوراة.. ما تاريخ أريحا حيث وجدت مخطوطات البحر الميت عام 1947م، أي قبل عام واحد من حرب 1948م.. وكيف سرقت المخطوطات لطمس معالم التاريخ في المنطقة، واستطاعت «إسرائيل» إخفاء هذه المخطوطات ثلاثين عاماً عن المجمع العلمي الدولي. وبعدها سلمت المخطوطات بعد أن أحرقت ما أحرقت، وأعطتهم ما لا يسيء إلى تاريخها.‏‏‏

علينا أن نكون أذكياء في مرحلة الإعلام، وفي مرحلة سبر أوار المعرفة تجاه التاريخ..‏‏‏

متفائل‏‏‏

متفائل كالعادة، لأننا دائماً ذهبنا إلى مرحلة أقوى وأجمل.. متفائل لكن متألم وأخاف على مصلحة الوطن، ومصلحة الإنسان السوري، إذ يجب ألا يتدخل أحد بشؤون الإنسان السوري.‏‏‏