2012/07/04

	الممثلة السورية الروسية «مارغريتا ياك» لـ«الوطن»: الدراما السورية تدور في حلقة مفرغة.. الشام أحب مدينة لي في العالم
الممثلة السورية الروسية «مارغريتا ياك» لـ«الوطن»: الدراما السورية تدور في حلقة مفرغة.. الشام أحب مدينة لي في العالم


وائل العدس – الوطن السورية


تعتبر أن لكل الأحداث المهمة في حياتها علاقة بالمصادفة، فهي لا تخطط لأي شيء بل تتركه للقدر والحظ والقسمة والنصيب.

«مارغريتا ياك» الممثلة الروسية التي نالت الجنسية السورية من خلال عائلتها الدبلوماسية، شاركت في عدة أعمال درامية، ودخلت في الوقت ذاته المجال الأكاديمي من أوسع أبوابه عندما انضمت إلى أسرة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية.

وتمنت لكل السوريين الخير، لكنها طلبت منهم ألا ينسوا ماضيهم، وأن يقدرّوا أهمية سورية في العالم

.

«الوطن» استضافت «ياك» وكان لها الحوار التالي:


لنبدأ من المعهد العالي، كيف حصلت على فرصة التدريس فيه؟

درّست في المعهد نحو السنة ونصف السنة عن طريق المصادفة عندما رافقت أخي الذي سعى وقتها للدراسة فيه لكنه لم يجتز فحص القبول، وقتها نجحت في التعرف إلى الأساتذة واتفقنا أن نضيف مادة تتعلق بالأزياء لأن الطلاب بحاجة ماسة للتعرف الى ماهية الموضة، فحضّرت لكل قسم برنامجاً ومحاضرات.

هذه التجربة طورت مهاراتي وفتحت أمامي آفاقاً جديدة، ووصلت لمرحلة تكوين نظرة ثانية عن الأزياء، كما تعرفت الى تفاصيل جديدة، وتعلمت كيف أنقل إحساسي وأفكاري إلى أشخاص أمامي.

شعرت بالرهبة في أول درس، لكنها انتهت تدريجياً، وأتذكر أنني لم أنم في الليلة السابقة وأنا أفكر بالمحاضرة التي سألقيها.

فوجئت بمحبة الطلاب، وشعرت أنهم متفاعلون، لكنني عانيت من مشكلة باعتبار أن هذه المادة جديدة عليهم كثقافة.

ما أهمية هذا المادة في الدراما؟

على الممثل أن يعرف كيفية التعامل مع شكله، ويستعين بتأدية شخصيته من خلال الملابس وليس لغة الجسد فقط، يجب أن يمتلك نظرة خاصة بذلك لأنه هو من يعطي إحساساً وحياة للشخصية.

بالانتقال إلى التمثيل، كيف دخلتِ هذه الأجواء؟

أنا أحب الكاميرا منذ صغري، لكنني دخلت في أجواء الدراما السورية عن طريق صديقتي الممثلة رانيا أحمد زوجة المخرج نجدة أنزور الذي شاركت معه في أول عمل درامي، لكن بسبب سفري لم أكمل، وإلى الآن ما زلت مترددة في إكمالي في المشوار الفني من عدمه.

ما انطباعاتك عن الدراما السورية؟

أرى أن الدراما السورية قادرة على تقديم الشيء الكثير، لكن المشكلة تكمن بتكرار نفس القصة بالأسلوب ذاته، فقصص الحب مثلاً نكتفي بالحديث عنها من الناحية الاجتماعية بأنها مسموحة أم لا.

الدراما تخرج من المجتمع ولها تأثير كبير فيه، لكن طالما سنكرر ذات القصص والمواضيع فسيبقى المجتمع بالتفكير ذاته ولن يتطور.

سورية تمتلك ممثلين ومخرجين وشركات إنتاج على قدر كبير من الجرأة، لكن في الوقت ذاته مازالت الدراما تدور في حلقة مفرغة لافتقاد الخيال الواسع والقصص العميقة.

ما تقييمك لتجربتك الدرامية؟

أنا واثقة من نفسي جداً، لكنني لم أصل إلى مرحلة التميز، وأعتقد أن بحوزتي الشيء الكثير لأقدمه، رغم أنني بدأت مرتبكة وخجولة وهادئة في البداية.

أتمنى العودة إلى مهنتي الأصلية «الأزياء»، لأنني لا أطمح أن أكون ممثلة، والتمثيل أمر مهم لكنه ليس طموحي.

البعض أخافني من الوسط الفني، لكن لم أجد فيه شيئاً مختلفاً عن أي وسط آخر.

هل وجدتِ صعوبة في تعلم اللغة العربية؟


لم أخضع لدورات تدريبية لتعلم اللغة العربية، وعندما زرت سورية للمرة الأولى منذ سبع سنوات لم أعرف أكثر من كلمة «مرحبا»، لدرجة أنني عندما تقدمت لفحص القبول في كلية الفنون الجميلة لم أعرف كتابة اسمي، لكنني تعرفت الى أصدقاء ساعدوني كثيراً حتى وصلت لدرجة مقبولة من القراءة والكتابة.

تعذبت كثيراً حتى استطعت أن أعبّر عما يجول في خاطري بالعربي، فأحياناً لا أجد الكلمة المناسبة فأستعيض عنها بكلمة أخرى لا تعطي المعنى نفسه فأشعر بالضيق، وأنا بكل الأحوال لا أجيد اللغة الفصحى وإنما اللهجة المحكية فقط.

أما اللغة الروسية فهي لغتي الأم، وإن بقيت في سورية فسأطور معلوماتي العربية.

حدثينا عن الدراما الروسية؟


عاشت مراحل صعبة بعدما كانت دراما مهمة أيام الاتحاد السوفييتي، والروس حاولوا تقليد أميركا وأوروبا، والآن بدأت تتطور بظهور إبداعات شخصية.

ما الشيء الأهم في حياتك؟

أعتبر أن ما أفكر به هو الصحيح في بعض الأشياء، لذلك أتمنى دوماً أن أنجح بنقل ما أفكر به إلى الغير وخاصة أنني أمتلك درجة كبيرة من الإقناع.

إلى أي مدى تشبهين البنت الشرقية؟، وكيف تصفين هذه الفتاة؟

أشبه البنت السورية والشرقية في كل شيء، وعندما عدت إلى روسيا توقعت أن أكون مثل أي بنت هناك، لكنني أصبحت أقول عن نفسي إنني سورية مع أن شكلي يوحي وبشكل كبير إلى أنني روسية.

البنت السورية ليست حرة بتصرفاتها، وإنما تتقيد بحدود موجودة بكل المجتمعات العالمية، وهي تطورت وأصبحت تتطلع للأفضل.

لكن المشكلة بأن البنت السورية لا تأخذ من الغربيين الإيجابيات دوماً، فهي تتطلع للحرية مثلاً لكن الحرية في الغرب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمسؤولية.

تمتلك البنت السورية أعلى درجات الأنوثة والحنان والنعومة، وهي جميلة بتصرفاتها.

ما الفرق بين الحياة في سورية وروسيا؟


هي فروقات تتعلق بتقدير قيمة الوقت والتفكير والخيال، في سورية ينتشر تساؤل مشهور «شو في ورانا؟». السوريون مميزون ويمتلكون أفكاراً خلاقة لكنهم يبقوا خائفين من المجتمع.

ما تقييمك للعلاقات الروسية السورية؟


شهادتي مجروحة في إعطاء رأي لكثرة محبتي لهاتين الدولتين، في الوقت الحاضر لا يمكن تقييم أي علاقة بين أي دولتين لأن هذا الزمن هو زمن السياسة والمصالح المشتركة.. لكن بالتجرد من الأوضاع الحالية أعتقد أن العلاقة جيدة جداً وإلى تطور مستقبلي.

كيف تنظرين إلى دمشق؟


الشام هي أحب مدينة بالعالم، صغيرة وجميلة و«بيتوتية»، ورغم أنني تربيت وعشت في موسكو إلا أن دمشق تجذبني إليها بكل حجر فيها، والهواء السوري مفعم بالشرقية.

هل تعيشين قصة حب؟

أنا دائماً أعيش في قصة حب، إذا لم أحب تتوقف مشاريعي وأصبح كالوردة «الدبلانة»، وبالمناسبة أنا أحب نفسي جداً وهذه أهم علاقة لي.