2012/07/04

انقسام فلسطيني حول «في حضرة الغياب»
انقسام فلسطيني حول «في حضرة الغياب»

يوسف شيخو- السفير

رغم المبادرة الإيجابية لفنانين عرب أرادوا تسليط الضوء على تجربة إنسانية وإبداعية كتجربة محمود درويش، ويفترض أن يتم التعاطى معها بتقدير، نجد أقلاما، جارية خلف حلقات «في حضرة الغياب» نقداً وشتماً. وهو عمل صور بعدسة مخرج مخضرم كنجدة أنزور، ولحن بأوتار مارسيل خليفة صديق الشاعر، لينتجه ويجسد البطولة فيه فراس إبراهيم، الذي لا يقل رصيده الفني عن سبعين عملاً.

تعد تجربة فراس إبراهيم خلال خوضه «معركة « مسلسل «أسمهان»، من العلامات التي ربما أفادته في التنبؤ بما ستكون عليه الحال بعد عامين من حديث صحافي (العام 2009)، حاز «حضرة الغياب» الجزء الأكبر منه، حيث قال آنذاك «يقومون بمحاسبتي قبل انجاز العمل». منذ اليوم الثاني من إطلاق المشروع تشكلت مجموعة مؤلفة من الف شخص على الانترنت لمعاداة المسلسل. وادعاء ابراهيم آنذاك ان «هناك مقالات جاهزة سلفا عن سقوط مشروعه، تماما كما حدث في «أسمهان» دفعه إلى التمسك بالنجاح الكبير الذي حققه «أسمهان»، كخيار يراهن عليه في الدفاع عن عمله الجديد. واذا كان نصيبه الفشل، فستجده يقول معترفا: «حاولت جاهدا أن أقدم شيئا جيدا لكنني لم استطع».

وفي مقابل الحرب الاستباقية التي بدأت بعد عرض الحلقات الأولى، من قبل من بعض الجهات، وأبرزها، «مؤسسة محمود درويش»، رد الأمين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين مراد السوداني، معتبرا أن المسلسل أخذ أكثر مما يستحق من الضجيج الإعلامي، منتقدا المؤسسة بعدم فعل شيء «سوى أن تهاجم المسلسل»، مشددا على أن درويش «ليس صنما حتى يُحظر الاقتراب منه». وأوضح أن سيناريو المسلسل قدم إلى العديد من الذين عرفوا درويش عن قرب لوضع الملاحظات، ولم يأت إلى معديه أي ملاحظة من أي جهة بما فيها المؤسسة.

وأضاف: «هذه رؤية من قدموا هذا العمل، ويجب أن نحترم هذا الرأي، أما أن يتم المحو والإلغاء والمنع كسياق ونحن تحت الاحتلال، فهذا لا يليق بالثقافة والمثقفين الفلسطينيين الذين يجب أن يدافعوا عن حريتهم وحرية الآخرين حتى النهاية».

وطالب السوادني بترك المجال للمسلسل حتى ينهي حلقاته، مستغربا انتقاد أمين السر لمنظمة التحرير ورئيس «مؤسسة محمود درويش» ياسر عبد ربه للمسلسل في الوقت الذي يسمح بعرضه على تلفاز فلسطين الذي يشرف عليه. ووصف المؤسسة بأنها «استلبت محمود درويش حيا وميتا هي وجمهرة من الذين أحاطوا بمحمود درويش، ولا يريدون الاقتراب منه حيا وميتا».

وفي المحصلة، لن نجد الرمز بالضرورة ملاكاً، معصوما عن الخطأ، بمعنى أن المخرج لم يعمل على إعطاء درويش صك براءة. هنا يمكن القول بان العمل سيواجه صعوبة في تبرير طرح هذه التفاصيل، فإذا ما كان البعض، ومنهم مؤسسة درويش، علق غاضباً على طريقة «تسريحة شعره» مثلا في المسلسل، فانه ليس سهلا أن يصور درويش، كشاعر له هالة من التقديس، شخصا له سلوكيات سلبية في مواقف معينة. باختصار ليس أمرا «مقبولا» لدى المشاهد أن يرى بيكاسو متعجرفاً، روسو متعالياً، توفيق الحكيم بخيلا، أو أوليفر ستون وصولياً!