2012/07/04

"باب الحارة" – الجزء السادس دوران في فنجان... أم انتقال إلى التجديد؟
"باب الحارة" – الجزء السادس دوران في فنجان... أم انتقال إلى التجديد؟


مجلة الشبكة

حين عرض الجزء الأول من مسلسل "باب الحارة" لم يكن أحد يتوقع أن ينال ذلك النجاح، لا في سوريا بلد المنشأ، ولا في أي بلد عربي، فقد كان المعنيون به مباشرة، من الكاتب إلى المخرج فالانتاج، يرون أن قصة المسلسل تعكس تراثاً سورياً – شامياً في الحياة الاجتماعية والإنسانية لا يختلف كثيراً عن عدد من المسلسلات الأخرى التي حملت القصص نفسها أو ما يعادلها، وتالياً فإنه لم يكن فريداً في موضوعه ولا في معالجته أو تحليله، لكنّ الصدى كان شيئاً آخر، والتجاوب الذي حصل عليه "باب الحارة" كان أكبر بكثير من أي مسلسل آخر، ما استدعى تركيزاً من الكاتب والمخرج في الأجزاء التي تلت من أجل مواكبة النجاح والشهرة اللذين كانا من نصيبه جماهيرياً...

بمعنى أن ردّ الفعل الشعبي العربي على "باب الحارة"، والذي كان غاية في الإيجابية، فرض نوعاً من التحدّي على صانعي المسلسل للإبقاء على جذوة الأحداث والشخصيات، وتعميقها أكثر فأكثر... وهكذا كان... ما أدّى إلى تَتَابُع نجاح "باب الحارة" في شكل تصاعدي.

لكنّ الخلافات التي نشأت بين المخرج والممثلين، وخصوصاً الأساسيين، والتي أدّت إلى خروج بعضهم من المسلسل والاستعاضة عنهم بغيرهم، أدّت إلى خلخلة في بناء العمل، أي الأجزاء التالية، وتراجعت نسبة الجمهور العربي المُتَابع للمسلسل وخصوصاً في الجزءين الأخيرين، حيث راحت الأحداث تدور في "فنجان" محدود جداً، وتكرّرت الظروف والأوضاع والمواقف التي يطرحها المسلسل، وبدلاً من أن تستمر روحية العمل بالتقدّم عميقاً أو توسعاً، حصل الكثير من التسطيح للأمور، والرتابة سيطرت على أغلبية الحلقات...

الآن، يتردد في الأوساط التلفزيونية السورية أن هنالك جزءاً سادساً من "باب الحارة" يُطبخ على نار حامية، وأن عبّاس النوري سيعود "الى الحياة" فيه، وسيكون أحد ابرز نجوم المسلسل...

فإذا كان "باب الحارة" في الجزء السادس الجديد المزمع إنجازه يريد أن يتابع في الخط القديم المعروف للمسلسل في القصة والسيناريو والحوار والمواقف، وأن يعيد إنتاج المَشَاهد التي سبق فقدّمت، في الإطار نفسه، او في إطار آخر، فإنّ ذلك لن يكون إلا ضربة قاضية لـ"باب الحارة"، وبالتحديد لسمعته الدرامية والإنتاجية...

أما إذا كان جوّ العمل وقصته وأحواله ستنتقل إلى مرحلة زمنية أخرى، ولتطرح "عالماً" آخر مختلفاً عن الشاميات المتداولة، فإنّ ذلك يمكن أن يضيف جديداً إليه، ولا سيما إذا اقترن بنظرة جديدة إلى الأمور، إذ لا يجوز في الجزء السادس العتيد أن تتكرّر الظروف الاجتماعية والسلوكيات التي كانت في الأجزاء الأخرى، لأن الأجزاء الأخرى أشبعته درساً وتمحيصاً وكلاماً... كما أنّ الانتقال إلى مرحلة اجتماعية أخرى يمكن أن ينقل المُشَاهد من الروتين المشهدي إلى التجديد والعصر...

وإذا كان صحيحاً أن هنالك عدداً من الكتّاب سيكتبون الجزء السادس من "باب الحارة"، بإشراف الكاتب الأساسي الذي هو مروان قاووق، فإن المسألة لا تخلو من التشويق والمنافسة...

فماذا سيحمل "باب الحارة" الجزء السادس إلينا؟... لننتظر...