2012/07/04

  عباده تقلا لا يمكن أن أنسى ذلك الخجل الشديد الذي انتاب إحدى مذيعاتنا عندما ضبطت قبل سنوات وهي تتمايل على إيقاع إحدى الأغاني المعروضة في  البرنامج التاريخي الذي لا يصدأ " غداً نلتقي". يومها بدت تلك  المذيعة وكأنها ارتكبت إثماً لا يغتفر، وتجاوزت الكثير من الخطوط الحمراء. أما اليوم فقد تبدل الحال  وأصبحنا بحمد الله نحظى بمتابعة المذيعتين اللتين تشتركان في تقديم البرنامج أكثر من متابعتنا للأغنية نفسها، وكأن في الأمر تعويضاً عن تغييب صورة المذيعة طوال السنوات الماضية، طبعاً مع المحافظة على الاحتشام وعدم المبالغة في تحريك الأصابع أو رسم الابتسامات كي لا يقال –لا سمح الله- إن شاشتنا العزيزة قد تخلت عن وقارها الذي تتباهى به. منذ مدة تمنت إحدى مذيعتي البرنامج أن تكون و زميلتها ضيفتين خفيفتين على الجمهور، لكن المتابع للحلقة وجد أنهما خفيفتان كالعادة، و لكن من ناحية الحضور والثقة. وفي حلقة أخرى اصطحبنا صناع البرنامج في رحلة إلى اليابان للإطلاع على آخر ما توصل إليه العلم من اكتشافات واختراعات، لنكون أمام رجل آلي يتمتع بميزة تقليد عارضات الأزياء. بعد انتهاء الفقرة عبرت إحدى المذيعتين عن خشيتها من أن يأتي يوم يخترعون فيه رجلاً آلياً يقوم بتقديم البرنامج عوضاً عنهن! للمذيعة الخائفة نقول: اطمئني فأنتن أصحاب قدرات خاصة تعجز اليابان و غيرها عن الإتيان بمثلها.  لا يختلف الأمر كثيراً مع  سهرة الخميس التي لا يزال يحتل بدايتها دون منازع أو تفكير في التراجع و إن تراجع غيره،  برنامج من العيار الثقيل اسمه مجلة التلفزيون، مذيعاته مرشحات للعمل في متحف الشمع أما البرنامج نفسه ومع تعاقب المعدين والمخرجين عليه ، فيبدو أنه غريق لا أمل في إنقاذه، وأنه باختصار برنامج بلا هوية،  ويبدو الاقتراح الأكثر ملاءمة العمل على  تصديره إلى إحدى الدول المجاورة – إذا وجدنا من يقبل به- كونه أدى رسالته الثقافية في ديارنا على أكمل وجه. برنامج آخر يبدو مطفأ مع أنهم اختاروا له عنواناً مشعاً" ضي القناديل". بدأ ذلك البرنامج مع مخرجة و مقدمة تبدو العلاقة بينهما أكثر من طيبة، وهو الأمر الذي كان واضحاً  من كثرة القطعات والكلوزات  التي كانت المخرجة تأخذها لزميلتها المقدمة بمبرر أو من غير مبرر في أغلب الحالات.   ولأن كشف الجوانب الخفية في حياة ضيوف البرنامج  من الفنانين، بدا أحد أهم أهداف البرنامج  فلقد  قدم لنا في إحدى حلقاته فرصة معرفة حجم الثراء الذي تتمتع به إحدى ممثلاتنا- أقصد الثراء المادي- وذلك عندما تحرك طاقم العمل بمن فيهم معدة ومقدمة البرنامج لمرافقة تلك الفنانة في رحلة الشوبينغ التي عرفنا من خلالها مقدار التعب والمعاناة اللذين تتكبدهما تلك الممثلة في سبيل ارتداء ما يليق أن نراه عليها. منذ مدة عمدوا إلى تسليم إخراج البرنامج إلى مخرج تلفزيوني، وحاولوا بث بعض الحركة في مفاصله عن طريق تطعيمه بفرقة رقص، لكنهم حتى الآن لم يكتشفوا، أو ربما اكتشفوا ولا قدرة لهم على إحداث التغيير، أن مشكلة برنامجهم الأساسية هي تلك المعدة والمقدمة التي تصر على مفاجأتنا و مفاجأة  ضيوفها بتعليقات في غير محلها، و تتكلم في الوقت الذي يجب أن تصمت فيه، وتضخم أموراً  تافهة و تتجاوز أخرى مهمة  كما يحلو لها. في حلقة بثت مؤخراً وتمت فيها استضافة ممثل متهاضم جداً، تحدث  الرجل عن عدم حبه للمدرسة، مما ألهم معدة البرنامج ومقدمته أن تعلق مباشرة: معظم المبدعين لا يحبون الدراسة!  معك حق يا سيدتي فهم يفضلون عليها الظهور في برامجك الإبداعية جداً! [email protected] مرحبا هي فسحة لمقالات ضيوف البوسطة.. نقدم فيها مقالات جادة تشكل بنية لحوار طموح في شؤون الفن في سورية والعالم العربي.. ويدفعنا الأمل بمشاركة كل كتابنا الغيورين على الفن الجميل. ملاحظة: لا تعبر آراء الكتاب بالضرورة عن رأي الموقع.