2012/07/04

بعض هموم الدراما!
بعض هموم الدراما!


البعث

يعترف كثير من متابعي الدراما التلفزيونية، بأن الشكل النهائي للعمل هو ما يستهويهم دون عناء الخوض في تفاصيله التي يرونها صغيرة، تلك التفاصيل التي تستدعي وقتاً وجهداً، هو من الناحية العملية أكبر مما يستدعيه تصوير المشاهد بشكلها النهائي، وتلك بعض الحقيقة، لكن كثيراً من المهتمين أيضاً يرون أن نجاح أي عمل درامي بشكله النهائي، إنما يبدأ من نجاح تلك التفاصيل الصغيرة التي يكمن فيها سرّ المهنية العالية، وذلك استكمالاً لصورة الحقيقة.

في أحد الأعمال العربية التي صورت في دمشق وعرضت في الموسم الرمضاني الفائت، لفت انتباه المختصين أن أكبر عوامل فشل العمل فنياً كانت الإضاءة، حيث أحدثت شرخاً محسوساً لجهة فاعلية الجانب التقني، وأثرت سلباً على الوظيفة الدرامية للعمل، فالعمل الدرامي صورة تنشط المألوف والغرائبي في ذهننا، حيث يقوم الأخير بعملية فرز جمالية تؤكد حضور التفاصيل الصغيرة، وتحدد الجيد منها والسيىء.

الصناعة الدرامية إذاً هي صناعة معقّدة على نحو بالغ، وغير قابلة للاستسهال في أي جانب من جوانبها، يشارك في دورتها عشرات الاختصاصيين من مختلف القطاعات المهنية، ويمسك بخيوطها في حصيلتها النهائية جميعاً مخرج يدير الرؤية وفق مفهوم شامل غير مجتزأ.

رؤية بنيت على سيناريو أريد له تحويل اللغة المكتوبة إلى لغة بصرية، لذا فإن أي خلل في هذه الصناعة سينسحب هنا حتماً على صورة التلقي ودرجة التقييم، وهنا يستحضرني قول لفنانة عربية سورية التقتها تلي دراما مؤخراً، وأكدت على أن أحد عوامل فشل عمل كوميدي شاركت به في الموسم الفائت، كان غياب الرؤية الإخراجية الواضحة والإسفاف في الارتجال، على الرغم من وجود نجوم كوميديا كبار.

يمكن القول: إن شيطان الفشل إنما يكمن في التفاصيل الصغيرة، تلك التي لايراها المشاهد العادي ولا يستطيع تمييزها أو تحديد ماهيتها، لكنه في النهاية سيكون صاحب القول الفصل فيما أحبّ وفيما لم يحب .. بضع كلمات سيقولها، لكنها ستكون حاسمة لجهة نجاح أي عمل درامي أو فشله.