2018/01/29

تشرين - ماهر منصور

لطالما كان سعي قناة فضائية لحصر عرض أحد الأعمال الدرامية بشاشتها، مثار فخر لصناعه، إذ غالباً ما يعني ذلك توافر عدد من العوامل في العمل المعروض من شأنها تحقيق تسويق ناجح لعرضه، مثل ضخامة الإنتاج وأهمية صنّاعه من ممثلين وكتاب ومخرجين…، وهي عوامل تضمن بمجملها اندفاع الجمهور لملاحقة العمل أينما يعرض، ومثله سيفعل سوق الإعلان.

إلا أن سحر العمل الدرامي وإغراء عرضه حصرياً سرعان ما ينقلب على صناعه في القنوات المتخصصة المشفرة، حيث يتحول عرضه على شاشاتها من انتصار لصناعه إلى عملية وأد لمجهودهم أو على الأقل تجميدها لحين عرض العمل على قناة مفتوحة، إذ ما من جدوى فنية لعمل جماهيري لا يعرض للجمهور إلا على نطاق ضيق ومدفوع، وكلما اتسعت المسافة بين العرض المشفّر والمفتوح، يفقد العمل الفني كثيراً من مراميه مع الزمن، كما حدث مع بعض الأعمال المهمة التي أنتجتها (أوربيت) وعرضت مشفرة ولم تعرض حتى الساعة على قناة مفتوحة، وتالياً لم تنل سوى إكرام العرض الحصري، وغرور ملاحقتها على شبكة الانترنت، قبل أن تعود لتدفن.

المسألة برمتها ستزداد تعقيداً وضرراً أيضاً، في ظل الضعف التسويقي الذي تعانيه الدراما السورية منذ سنوات، إذ قُدم بيع عدد من المسلسلات السورية لعرضها حصرياً في قنوات مشفرة بوصفه إنجازاً يكسر طوق الجفاف التسويقي الذي تعانيه الدراما السورية، لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر، إذ لم تنجح أي من الأعمال المعروضة، قياساً بعدد من شاهدها، بكسر الصورة الذهنية التي كرستها الأعمال الرديئة التي طغت على شاشة العرض المفتوح في رمضان الفائت، ولم تستطع بطبيعة الحال أن تعيد الثقة إلى عجلة الإنتاج الدرامي، كما كانت قبل أن تعصف به رياح الأزمة التسويقية، وهاهي الفنانة شكران مرتجى تنكأ الجرح الذي توهم البعض بأن العرض المشفّر أولى بشائر شفائه، فتشكو على صفحتها في «فيس بوك» أزمة المنتج الدرامي الجيد الذي ما إن نجح في نيل عرض على قناة مشفرة، حتى عاد إلى قيده ليُكتم صوته بعدها وينتظر إلى جانب أعمال أخرى إطلاق سراحه!.