2012/07/04

تولاي هارون: بيتي أهم من الفن
تولاي هارون: بيتي أهم من الفن


لينا سكيف – دار الخليج

صاحبة شخصية متميزة وكاركتر خاص، تختار أدوراها بعناية ودقة، متواضعة، صاحبة وجه طفولي، طيبة القلب محبة ولها كثير من الأعمال الخيرية، لعائلتها الأولوية في حياتها ورغم ذلك لم تقصر بحق جمهورها ومحبيها . هي الفنانة تولاي هارون التي التقتها “الخليج” وأبحرت معها في آخر أعمالها ونشاطاتها وحياتها الشخصية في هذا الحوار .


خمس سنوات هي الفترة التي ابتعدت فيها عن الشاشة ما السبب؟

- ابتعدت بسبب الزواج والإنجاب، فقد رزقت بولد وبنت، وبيتي أهم من الفن الذي لن يهرب فهو موجود في أي وقت، أما العائلة والأسرة والاستقرار فلا يمكن أن نجدهم في أي وقت .


هل ندمت على هذا الابتعاد؟

- طبعاً لا، فأنا متزوجة من الطبيب علي أحمد، وليوناردو ابني أصبح في الصف التاسع وابنتي نتالي في الصف السابع .


عندما عرض عليك شخصية الشاعرة فدوى طوقان في مسلسل “في حضرة الغياب” ترددتِ قبل أن تقبلي الدور؟

- ثلاثة مشاهد في مسلسل لشخصية مهمة مثل فدوى طوقان مخيفة، لذلك ترددت بداية الأمر واعتذرت وقلت لهم اتركوا لي ساعة من الوقت لأفكر، ودخلت إلى الانترنت وأجريت بحثاً عن الشاعرة فدوى طوقان، وبعدها سألتهم هل أنتم متأكدون من أنني يجب أن ألعب هذه الشخصية، فقالوا لم نختر غيرك، وعبرت لهم عن ترددي بشكل واضح فطلبوا مني الحضور إلى مكتب الشركة لنتحدث، وفعلاً ذهبت وأقنعوني .


شعرت بالخوف من أن تظلم الشخصية بسبب هذه المشاهد القليلة؟

- بصراحة هي ظلمت، المفروض في هكذا مسلسل ألا تمر فدوى طوقان في حياة محمود دوريش مرور الكرام، بل أن يكون تواجد الشخصية بشكل أكبر، ليس لأنني ألعب الدور، وإنما بشكل عام حيث كان لها أثر كبير في حياته .


بعد عرض المسلسل كيف كانت ردة فعلك، هل ارتحت قليلاً أم العكس؟

- من سوء حظي أنني لم أتابع العمل بشكل كامل، وخاصة الحلقات التي ظهرت فيها، فقد توفي والد زوجي حينها ولم أستطع المتابعة، ردود الأفعال جاءت على صفحتي على “الفيس بوك”، وأعتقد أن المسلسل لم يأخذ حقه في العرض، إضافة إلى أن البعض يحارب الفنان فراس إبراهيم تحديداً كممثل، ويحاربه لأنه شخص ناجح ويجتهد ويحاول أن يقدم في كل مرة شيئاً جديداً، وكل شخص له وجهة نظره في الحياة، فعلينا جميعاً أن نحترم ونتابع وإذا لم يحب أحدهم أو لم يعجبه العمل فليتكلم بأسلوب لبق واحترافي وليس بتلك الطريقة الفجة التي تعاملوا فيها مع فراس إبراهيم .



أي شخصية تحبين أداء سيرتها الذاتية حتى لو كان ذلك مستحيلاً؟

- لم تخطر ببالي شخصية معينة لأنها مخيفة، لكن إذا اقترح علي أحدهم شخصية ما وأقنعني لا بأس لأنني أريد من يشجعني على أداء هكذا تجربة .


أعطني اسماً واحداً؟

- الفنانة ميادة الحناوي أحبها وأحترمها جدا، وأنا طبعاً لا أشبهها أبداً لكن أستطيع تقليدها في حركاتها .


قلت في إحدى مقابلاتك إنك وافقت على تأدية دور المربية في مسلسل الشبيهة تحت إدارة المخرج فراس دهني، رغم أن كثيراً من الممثلات يرفضن هكذا أدوار لماذا؟

- أنا في بيتي أعيش معززة مكرمة، أي مدللة وأموري بخير ولا ينقصني شيء، وكل ما أريده أحصل عليه، هناك ممثلات من جيلي يرفضن لعب هذه النوعية من الأدوار، لأنها تعتبر أقرب إلى الخادمة .

هل يشعرن بالنقص لأداء هذه الأدوار؟

- ربما، فعلى سبيل المثال دور لؤلؤة في مسلسل “جواهر” كان مطروحاً على ممثلة أخرى، لكنها رفضت وقالت: “أنا لن أمثل دوراً أكون فيه خادمة للفنانة مرح جبر”، لكن عندما عرض علي وافقت، والدور أديته بطريقة كاركتر وهو لم يكن كوميدياً بهذه الطريقة، فلقد أضفت إلى الدور عدة تعديلات، وما دفعني إلى ذلك هو شخصية زوجي (خلف) في المسلسل .

لم يكن هناك اعتراض من قبل الكاتب أو المخرج على هذا التعديل؟

- لا لم يحدث، ومخرجه كان نجدت أنزور، الذي غاب عن الجزء الثاني للأسف، وأخرجه عبد الله النقي، وفي الجزء الثالث لم أكمل معهم .

ما السبب؟

- ألغى المخرج عبد الله النقي الشخصية لأنه قد حدث بيني وبينه خلاف عندما كنت أصور معه أحد الأعمال في الإمارات، فأساء التصرف معي ومع كل الفريق الفني، فأخبرته بأنني لن أعمل معه مطلقاً في المستقبل، وعندما حان موعد تصوير الجزء الثالث، قاموا نتيجة لذلك بإلغاء دور لؤلؤة وفشل العمل ليس فقط لأنني لم أشارك فيه بل لأن كثيرين شاركوا في الجزأين السابقين ولم يعملوا في الجزء الثالث بسبب تصرفه السيئ .

لماذا يحدث الجدل على عمل الممثلين السوريين في مصر بينما لم يحدث إذا عملوا في الخليج أو بلدان أخرى؟

-لا أعلم، يمكن لأنها المنافسة الوحيدة، أنا أشعر بالسعادة لكل فنان يعمل في أي دراما أخرى وينجح لأنني أعتبره سفيراً لنا، أو لأن المصريين لا يريدون لأحد أن يظهر إلا من خلال أعمالهم؟ لا أعرف السبب، واكتشفت أن حسن حسني عندما أتى سوريا وعمل في “صايعين ضايعين” لم يقدم شيئاً جديداً، وأحسست أن شبابنا (عبد المنعم وأيمن رضا) نجحوا أكثر، علماً أنني  أحب حسن حسني كثيراً، ولا أعرف لماذا حدث ذلك معه رغم أنه عرض له فيلم في العيد وكان دوره جميلاً فيه .

من المتفوق على الآخر الدراما السورية أم المصرية بنظرة موضوعية؟

- السورية لأنني أشعر أن لدينا ممثلين أبدعوا ولديهم إمكانات وطاقات هائلة لم تظهر بعد وفي كل موسم يتقدمون أكثر ولديهم المزيد .

المسلسل البوليسي “كشف الأقنعة” للمخرج حسان داود وهو عبارة عن لوحات متصلة منفصلة، ما رأيك بهذه النوعية من الأعمال كونك عملت بها؟

- أحببتها لكنني أعتقد أن هذه النوعية لا يجب أن تعرض في شهر رمضان، لأن الجمهور تعود في هذا التوقيت أن يتابع 30 حلقة متسلسلة ولديها كل يوم أحداث وتطورات جديدة، أما “كشف الأقنعة” فأنا أحببته لأنه لا يولد مللاً إذا تابعته لمدة ثلاثين يوماً، ولكن الأفضل أن نتابعه في الأيام العادية، لكن خلال شهر رمضان الجمهور تعود على مسلسلات الثلاثين حلقة لذلك لن يقنعه هكذا مسلسل، ونوعية إنتاج هذه الأعمال مكلفة وصعبة لأنه في كل حلقة يوجد ممثلون جدد .

هل قرار عدم وجود جزء ثالث من مسلسل “ضيعة ضايعة” يعود إلى الوضع الصحي للفنان نضال سيجري؟

- لا هذه قناعة توصل  إليها فريق العمل، وأقول بعد مرور هذه الأحداث على سورية كان من الممكن أن يكون هناك أفكار لحلقات كثيرة، لكن المخرج رفض ونحن صورنا الجزء الثاني منه على مضض، ووافق بسبب الطلبات المتكررة من المشاهدين الذين أحبوا العمل وطالبوا بجزء ثان، وقال بعد التصوير إنه لا يوجد جزء ثالث، وأعتقد أنه حتى لو كان هنالك جزء ثالث لن يكون بدون الفنان نضال سيجري لأن المشاهدين لن يتقبلوه .

كان من المفترض ألا يعمل الفنان نضال سيجري في الجزء الثاني بسبب وضعه الصحي؟

- نعم لكنه أصر بسبب التزامه معنا ومع الفنيين ومع الشركة، شعر بالمسؤولية تجاهنا .

غامر نضال لأنه كان يدرك أو يشعر بأنها ربما تكون المرة الأخيرة التي سيسمع فيها محبيه؟

- لم يكن يدرك أنه سيصل إلى هذه المرحلة، لكن الأمور تفاقمت معه، وهو إنسان مؤمن ومتفائل ويساعد نفسه بطريقة كبيرة، رغم وضعه بل ويساعد جميع من حوله، وفي أحد المواقف عندما كنا نصور “ضيعة ضايعة” شعرت بالبرد الشديد لدرجة أنني جلست قرب (منقل النار) وانحنيت على  نفسي كي أشعر بالدفء، فأتى إلى جانبي ووضع يده على كتفي وقال ماذا بك فأجبته (بردانة كتير) ورد قائلاً “أحبي الحالة فلا تشعرين بالبرد”، ذهلت لكلامه وقلت في نفسي “هل أحب حالة مرضه لذلك لا يشعر به”، كلامه كان أشبه بعبرة عظيمة وهو إنسان عظيم وقوي وله روح جميلة جداً .

هل رأيته مؤخراً أو اتصلت به هاتفياً؟

-  لا أستطيع، لكنني أتحدث مع زوجته .

ألا تخافين أن يعتب عليك؟

- هو يعلم كم أحبه وأقدره وأحترمه .

أعمال عدة أجلت بسبب الأحداث التي مرت بها سوريا وأعمال نقلت إلى أماكن أخرى؟

- نعم تأجل مسلسل للتلفزيون للمخرج محمود عبد العزيز، ومسلسل للمخرج إياد نحاس صُوِّر في الأردن وكان من المفروض أن يتم تصويره في منطقة قطنا في دمشق .

هل هناك بعض النصوص لم تعرض عليك بسبب موقفك المؤيد أو بعض من أخذ منك موقفاً بسبب تأييدك للنظام؟

- لم يحدث شيء من هذا القبيل، لكن إذا حدث سأحاسب على موقفي فعندها لا أريد العمل بكل المجال الفني، ذلك لأنني مع سوريا ومع البلد، أنا مع الإصلاح ومع أن نكون يداً واحدة لأجل الخير، وليس يداً واحدة لنجلب أشخاصاً من الخارج ليتحكموا بنا، وأنا مع الحوار لكن برقي، وإن حدث ولم تعرض علي أعمال بسبب موقفي فهذه مشكلتهم، لأن رب العالمين أكبر من الجميع، ولا ينسى أحد أنني مع بلدي، ولا أعتقد أن هذا شيء خاطئ .

هل يعنيك التكريم أو الجوائز؟

- طبعاً فهي ترفع معنويات الفنان، وتدعه يرى محبة الناس والجهة التي تكرمه .