2012/07/04

توم كروز نجم فقد بريقه
توم كروز نجم فقد بريقه

  فشل "فارس ويوم" يهدد مستقبله الفني محمد رضا – دار الخليج حين سئل توم كروز في حديث أجري معه في نيويورك قبل أيام عمّا إذا كان يخشى سقوط فيلمه “فارس ويوم” في السوق حال إطلاقه بسبب عزوف الجمهور هذه الأيام عن الأفلام التي يؤدي بطولتها نجوم معروفون، قال: “لا ينتابني هذا القلق لأن الفيلم جيّد ومعمول للذوق الجماهيري العريض . وأنا أعلم أن هناك العديد من الأفلام الناجحة مؤخراً التي غلبت عليها المؤثرات الخاصّة او نجحت لأنها أفلام رسوم، لكن هذه أيضاً من بطولة ممثلين وهناك مجال واسع لنا جميعاً” . بعد نحو أسبوعين من هذا التصريح بوشر بعرض “فارس ويوم” يوم الأربعاء في الثالث والعشرين من الشهر الفائت، أي قبل يومين من الافتتاح المعتاد للأفلام الجديدة، فحط ثانياً بعد فيلم “توي ستوري 3” الذي ينتمي لأفلام الرسوم المتحرّكة ويقود بطولته الصوتية كل من توم هانكس وتيم ألن وجوان كوزاك وند بيتي . الفيلم الكرتوني أنجز في أيامه الثلاثة الأولى له 110 ملايين دولار في حين اكتفى “فارس ويوم” ب 20 مليون دولار . أنجز نصفها قبل يوم من هبوط فيلم منافس آخر هو الفيلم الكوميدي “Grown Ups” او “راشدون” الذي أنجز بدوره أربعين مليونا في أيام افتتاحه وحل ثانياً بينما انزلق “فارس ويوم” الى المركز الثالث . وفي حين أن حصيلة “توي ستوري 3” الآن تتجاوز 244 مليوناً وحصاد “راشدون” وصل الى أكثر من خمسين مليون دولار، فإن “فارس ويوم” هبط الى المركز الثالث قبل أيام مكتفيا حتى الآن بواحد وثلاثين مليون دولار . علماً بأن كلفة الفيلم بلغت 117 مليون دولار . المسألة أكبر بكثير من حصيلة فيلم فهي تتعلّق بحصيلة ممثلين . توم كروز أنجز آخر نجاح كبير له قبل خمس سنوات حين لعب بطولة “مهمة مستحيلة 3” ومن يومها لم تشهد أعماله التي قام ببطولتها سوى هبوطاً ملحوظاً تمثّل آخرها بفيلم “فالكيري” قبل أكثر من عام . لكن في حين توقّع البعض، عن صواب، بسقوط ذلك الفيلم الذي تدور أحداثه في رحى الحرب العالمية الثانية وذلك لغربة الموضوع عن اهتمام جمهور اليوم، توقّع معظم أبناء الوسط نجاح “فارس ويوم” لأنه، وكما قال توم كروز، مصنوع لإرضاء ذوق الجمهور . لفهم سبب ما حدث، تدور في أجواء هوليوود هذه الأيام نظريات متعددة . هناك من يضع اللوم في هذه السقطة على توم كروز على أساس أنه كثّف من تواجده في وسائل الإعلام (صحف وتلفزيون) ما أدّى الى ردة فعل عكسية . لكن هذا القول ليس صحيحاً كون التسويق الإعلامي يقوم به ممثلون كثيرون وبصفة دائمة من دون أن يكون سبباً في نكسة الفيلم الذي يتولّون تسويقه . وكروز ابن صنعة نبيه ويعرف كيف يروّج لأفلامه، فعل ذلك كثيراً من قبل من دون أن يأتي رد فعل الجمهور معاكساً . ما هو صحيح أن توم كروز فقد بريقه السابق فقداناً شبه كامل وذلك لبضعة أسباب لم يشأ أن يعالجها على الرغم من علمه بها . في مقدّمة هذه الأسباب انتمائه الى الكنيسة المعزولة “سيانتالوجي” ونشاطه الدائم فيها . وهذه الكنيسة الغامضة ليس لها بين الأمريكيين حضور كبير بل هناك من يحارب وجودها على أساس من تعاليمها التي يراها مخالفة للدين . ليس فقط أن كروز انتمى ونشط في محرابها، بل جعل نفسه ناطقاً رسمياً لها على عكس جون ترافولتا، المنتمي أيضاً لها، الذي فصل ما بينها وبين ظهوره الإعلامي فاعتلى نجاحات أفضل قليلاً . ارتبطت حركة كروز الدينية أيضاً برغبته التأكيد في ظهوره أمام الصحافة على سعادته وقدراته . في حديثه لصحافيي جمعية هوليوود الأجانب قبل أسبوعين كرر أكثر من مرّة الإشارة الى حيويّته راغباً في صياغة نفسه (وقد بلغ الثامنة والأربعين من العمر) كشباب دائم وصاحب ابتسامة المليون دولار . تلك الابتسامة الكاشفة عن فتى مرح وشخصية جذّابة . أضف الى ذلك أنه ومنذ أن مارس القفز فوق كنبة المذيعة التلفزيونية الشهيرة أوبرا متغنيّاً بحبه الفائق لزوجته اعتبره الجمهور العريض مزيّفاً خصوصاً حين توالت الأنباء عن اتباعه التشدد في حياته العائلية نسبة لمعتقداته الدينية . نتيجة “فارس ويوم” تفيد أن اليوم الذي كان فيه اسم توم كروز كافياً لجذب ملايين المشاهدين في اليوم الواحد ومع كل فيلم جديد، انتهى . الواقع الجديد يشي بنهاية غير سعيدة ومستقبل معلّق على اختيارات أقل . فمن أصعب الأمور تغيير ذوق الجمهور حيال ممثل ما إذا ما عقد العزم عليه . وفي حين أن هناك ممثلين سقطوا ثم صعدوا (خذ ميكي رورك مثلاً) الا أن القلائل جداً هم من صعدوا الى نفس مستوياتهم السابقة