2012/07/04

"توي ستوري 3" دمى تثير المشاعر
"توي ستوري 3" دمى تثير المشاعر

  أشرف مرحلي- دار الخليج بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم الرسوم المتحركة “حكاية لعبة” أو “توي ستوري” بجزءيه الأول والثاني، يتصدر الجزء الثالث إيرادات السينما الأمريكية وحقق الفيلم 109 ملايين دولار خلال ثلاثة أيام فقط من عرضه . في “توي ستوري 3” الذي بدأت صالات “سيني ستار” عرضه في الإمارات، أمس، يبلغ آندي “جون موريس” عامه السابع عشر، ويستعد للالتحاق بالجامعة . ويراود مجموعة الدمى التي يقتنيها الآمال في ألا يتوقف اندي عن اللعب معها، وسرعان ما تتحطم هذه الآمال، وتزداد مخاوفها من أن يلقى بها إلى النفايات . وودي “توم هانكس” يؤمن بأن آندي لايمكن أن يكون بهذه القسوة ويفعل بالدمى شيئا من هذا القبيل، ويخبرها أنه ربما سيحتفظ بها في الخزينة حتى يأتي اليوم الذي يرزق فيه بأطفال يستطيعون اللعب معها مرة أخرى . وتنهي المجموعة اجتماعها فجأة عند عودة آندي إلى حجرته بصحبة والدته “لوري ميتكالف”، ولم يتبق سوى أيام ويغادر إلى الجامعة . وعندما جاءت مولي “بياتريس ميللر” لترتيب حجرة لوري طلبت منها ومن آندي التخلص من الأشياء التي لم يعد هناك حاجة إليها، إما بتخزينها أو بالتبرع بها إلى دار لرعاية الأطفال “صني سايد” . وتسمع الدمى في حجرة اندي هذا الحوار وتراقب مولي وهي تلقي بالدمية باربي “جودي بينسون”، ومجموعة أخرى من رفيقاتها في صندوق التبرعات .  ويبدأ آندي في جمع الدمى القديمة في حقيبة سوداء تمهيدا للتبرع بها للمركز، ويتردد لبرهة عندما يمسك بالدميتين وودي وباز “تيم آلان”، ويضع الأولى في الحقيبة الخاصة به التي سيأخذها معه إلى الجامعة، ويلقي بالثانية في الحقيبة السوداء . ويدور داخل الحقيبة السوداء نقاش تخلص فيه المجموعة إلى أن مصيرها تحدد بالفعل، وتشعر بالفرحة عندما يقرر آندي التبرع بها إلى دار “صني سايد”، التي تشعر فيها بالخوف، كون الدار أشبه بالسجن، تراقبها الكاميرات وتحيط بها الأسوار، وتقرر الدمى الهرب من الدار والعودة إلى اندي . ويقول مخرج الفيلم لي إنكريتش الذي كان مساعد مخرج في الجزء الثاني “لاشك أن النجاح الذي حققه “توي ستوري 1 و2” كان حافزاً كبيراً دفعني لإخراج الجزء الثالث، وهذه الأفلام الثلاثة ليست مجرد أرقام بالنسبة لفريق العمل، بل نعتبرها أشياء حقيقية، كما نعتبر الشخصيات التي قامت بالأداء أفراداً ينتمون إلينا” . وقبل أن يشرع إنكريتش في إخراج “توي ستوري 3”، قام بدراسة مطولة لعدد من الأفلام الثلاثية بحثاً عن شيء قد يكون مصدر فائدة له، وبالفعل وجد ضالته في الجزء الثالث من فيلم “لورد أو ذا رينجز” . أو “سيد الخواتم” ويضيف إنكريتش “كان لابد من إخراج العمل بشكل جيد وبحبكة فنية تجعله خاتمة ناجحة لعمل ابتدأناه وحقق نجاحات كبيرة، ومن غير المعقول أو المقبول ألا يكون الجزء الثالث بجودة الجزأين السابقين” . ويقول “قررت أنا وفريقي أن يبدأ الجزء الثالث بتحول آندي، الطفل صاحب الدمى إلى فتى ناضج على وشك أن يهجرها للالتحاق بالجامعة، فالجزء الثالث يتناول قضية الهجر التي أشير إليها في الجزء الثاني من الفيلم” . ويصاب المشاهد بصدمة عندما يرى أن دار الرعاية شبيهة بالسجن، فالسجن كما يقول إنكريتش مثل دار الرعاية، مكان يقدم الرعاية المؤقتة لمجموعة من الناس ضلوا الطريق الصحيح . ولكي يصل إنكريتش إلى قمة إبداعاته، ويضفي على المواقف الواقعية التي تصل إلى أعماق المشاهد وتهز مشاعره، اهتم كثيرا بمشاهدة عدد كبير من الأفلام التي تناولت موضوع الهروب من السجن، مثل “جريت ايسكيب”، و”كول هاند ليوك” . كما تناول الفيلم أيضا النسيان كصفة يعاني منها الإنسان والدمى على حد سواء، مما أثرى الكثير من المشاهد المؤثرة التي احتواها الفيلم . تقول جودي بينسون، التي قامت بالأداء الصوتي لشخصية باربي في الجزء الثالث “لم أتمالك نفسي وأجهشت فعلاً بالبكاء” . ويقول الممثل الأمريكي جون راتزينبرجر “يحوي الفيلم العديد من المشاهد المؤثرة حقا، ولا أبالغ، كما إنني لا أشعر بالخجل إذا قلت إن الدموع انسابت من عيني . كما كانت هناك العديد من المواقف التي لايستطيع معها المشاهد الحفاظ على ثباته على كرسيه” .  ويضيف “دائماً ما تسعى شركات أفلام الرسوم المتحركة لانتاج الجزأين الثاني والثالث من أي فيلم بدأت العمل فيه لتجني المزيد من الأرباح، بغض النظر عن جودة النص، ولكن ليس ذلك هو المنهج الذي تنتهجه شركة بيكسر، والمعروف عنها أنها ليست مجرد رقم بين استوديوهات التصوير في هوليوود” . واستغرقت صناعة الفيلم أربع سنوات، وليس هذا غريباً على شركة بيكسر التي تتمتع بخبرة كبيرة في مجال أفلام الرسوم المتحركة، وعزز الجزءان الأول والثاني من الفيلم مكانتها بين شركات الانتاج في “هوليوود” .  يقول إنكريتش “يحوي الفيلم العديد من المواقف المؤثرة، وسوف يخرج الآباء من دور العرض بعد المشاهدة بخبرات جديدة تماما، وستختلف رؤيتهم للفيلم عن رؤية أطفالهم، وأستطيع القول إن من يشاهد الفيلم لابد أن يخرج بشيء جديد، ولابد أن يتولد داخله شعور ما، ولم تسنح لنا الفرصة منذ وقت طويل لان تثير مشاعرنا دمى مثل وودي وباز وجيسي وباقي المجموعة” . ويشعر المشاهد في بدايات الفيلم أن هناك تغيرات واضحة طالت الدمى وصاحبها آندي، فيمكن ملاحظة أن وودي وباز وباقي الدمى أمضت سنوات في الحقيبة بحجرة آندي، واختفت الدمية بوبيب من هذا الجزء، وتشعر باقي الدمى بأنها لم تعد محبوبة، وبأنها حرمت من متعة اللعب معها وبها .  الفيلم في مجمله مثير، وتتابع المواقف والمشاهد محكم بدرجة متقنة، فشركة “بيكسر” تتقن توظيف الأبعاد الثلاثية باستخدام وسائل التقنية الحديثة، بالقدر المناسب، ولا تترك زمام الأمور لتتحكم فيها هذه التقنيات بصورة كاملة، كما أن نهايته رائعة وراقت لجميع من شاهدوه ولمن عملوا فيه أيضاً .