2012/07/04

جنون العَظَمة
جنون العَظَمة


أمينة عباس - البعث

يقال إن جنون العَظمة إذا أصاب شخصاً ما قضى عليه، فكيف إذا كان هذا الشخص فناناً معروفاً حقق من الشهرة والنجاح ما لم يحققه كثير من الفنانين المنتمين إلى جيل الفنان المعنيّ؟

ويعيدنا تاريخ الفن والفنانين إلى العديد من النماذج التي انتهت سريعاً لأن الغرور كان هو العنوان الأبرز لمسيرتها وأسلوب تصرفها فكان أن انزوت الأضواء عنها شيئاً فشيئاً ورحلت من الذاكرة غير مأسوف عليها .

وربما كانت التصريحات الاستفزازية التي يدلي بها بعض الفنانين بين الحين والآخر أكبر تجلٍّ لحالة عدم التوازن التي يعانون منها، وهذه التصريحات إن دلّت على شيء فإنما تدل على خلل نفسي يؤثر على الحالة العامة للفنان ويجعله في حالة دائمة من الهذيان التي يصدّرها في لقاءاته وحواراته التي تستدعي بالضرورة ردود أفعال توازيها في القوة.

وربما كانت الفنانة أصالة من أكثر الفنانين الذين ينطبق عليهم ما سبق ذكره، إذ اعتاد الجمهور السوري والعربي على تصريحاتها الهذيانية التي تطلقها بين الحين والآخر والتي تورطها في إشكاليات غالباً ما تكون مع زملائها الفنانين ومع رموز الجيل الذي سبقها مما يوقعها في عداوات وصراعات سرعان ما تدرك حجم خطورتها لتحاول تفاديها باعتذارات علنية أصبحت أكثر من أن تحصى .

والمشكلة الأكبر تكون حين تنال هذه التصريحات من كرامة شعب أو وطن، حينها لن يعود الأمر مرتبطاً بشخص واحد يمكن أن يسامح أو يتغاضى عن الإساءة، بل بمجموعة لا متناهية من الأشخاص الذين سيعتبرون أنفسهم أنهم تعرّضوا لخديعة امتدت على مدى سنوات عديدة كانوا يرون في أصالة النموذج المثالي لصورة الفنان المرسومة في أذهانهم والسفير غير التقليدي الذي يمثّلهم ويقدم فن بلادهم خارج الحدود .

لكن ومن جهة ثانية فإن تكرار مثل هذه التصريحات الفجّة والغوغائية والتي سرعان ما تتراجع عنها بعد أن تكتشف تسرّعها وخطأ موقفها تجعل من الأمر أقل من عاديّ، بل ومتوقَّعاً، لأننا إذا أخذنا في الحسبان مجموعة من التصريحات السابقة ذات العلاقة بالمكان الذي انطلقت منه وشهد نجاحاتها الأولى لوجدنا أن التصريح الأخير يأتي ضمن سلسلة من التصريحات المسيئة للشعب السوري والتي تغاضى عنها هذا الشعب كثيراً لطيبة قلبه وتقديره للوضع النفسي الخاص بالفنانة التي تصدر عنها مثل هذه التصريحات، لكن وبما أن الكيل قد طفح في التصريح الأخير والذي لا ينم عن أي إحساس بالمسؤولية يُخشى أن يكون السوريون قد وصلوا إلى نقطة اللاعودة مع هذه الفنانة التي كثيراً ما أساءت لسمعة بلدها، وقليلاً ما عاتبها بلدها على إساءاتها .