2013/05/29

جهاد سعد: اعتمد على ورشات العمل المفتوحة.. أنطلق من النص باتجاه العرض
جهاد سعد: اعتمد على ورشات العمل المفتوحة.. أنطلق من النص باتجاه العرض


علي الشيخ – تشرين

ضمن فعاليات مهرجان المونودراما السابع الذي يقيمه البيت العربي للموسيقا بالتعاون مع المسرح الجامعي والمسرح القومي في اللاذقية ومجلس مدينة اللاذقية والصندوق العربي للثقافة والفنون تبدأ ورشة العمل المسرحي بإشراف الفنان جهاد سعد والتي تحمل عنوان (حكايات سورية)

وفي اليوم الأول لورشة المسرح في جامعة تشرين التقينا الفنان جهاد سعد المشرف على هذه الورشة الذي قال لـ«تشرين»: أخيرا بعد مرور سنين طويلة تحققت الرغبة في أن أعمل ورشة عمل مسرحي في اللاذقية، وهناك العديد من الفنانين المسرحيين الذين سبقوني إلى إقامة ورشات مسرحية في هذه المدينة.. وأنا ضمن هذه الورشة لدي الرغبة في إنتاج عمل مسرحي مع هؤلاء الشباب، وسأتعامل معهم كما باليه الألوان أختار الألوان وأقوم بمزجها لصياغة اللون المناسب لإخراج عملي الفني.


تجربة الورشات

ويضيف الفنان سعد: اندهشت من عدد المشاركين في هذه الورشة، ولمست الطاقة الموجودة عند هؤلاء الشباب والشابات ورغبتهم في الحوار والمعرفة وتعطشهم للتفاعل، وهذا أهم شيء لبناء علاقة بين المتدربين بعضهم ببعض وعلاقة الممثل بجسده. وسأبذل كل جهدي لتوجيه طاقات هؤلاء الشباب حتى في مجال كتابة النص المسرحي. وكانت لي تجارب خلال 25 سنة مضت مع أكثر من 400 شاب وشابة من خلال ورشات العمل المسرحية.. فهذه الورشات قدمت لي كثيراً من الخبرات، وأنا لا أعدّ نفسي رأس حربة فأنا جزء من التدريب، وفي أي ورشة مسرحية أجد صعوبة في الحديث عن تفاصيلها لأنه يجب ألا نتحدث أكثر مما نفعل، فالفعل هو الأساس لبناء العمل الفني.


ابن الأبجدية

أنت ابن اللاذقية.. المنتمي لأبجديتها والمنطلق بفنك من حضارتها أوغاريت وكان هذا واضحاً في الحوار الأول لك مع الشباب ..ما الغاية من توجيه الشباب ولفت نظرهم لحضارة أوغاريت.؟


أوغاريت تعني لي الكثير، والحضارات السورية بأكملها كانت موجودة في أعمالي المسرحية ومنها أسطورة جلجامش التي عملت على إعادة صياغة وكتابة نص كامل عنها وأوجه كلامي للشباب بالعودة إلى الجذور فمن يسبح في النهر  سيصل إلى البحر، ولكن من يريد الوصول إلى النبع ليستمد القوة فعليه أن يسبح على عكس التيار وعلى عكس الزمن.


تحدثت عن الزمان والمكان في بداية الورشة كيف تتم تهيئة هؤلاء الشباب، زمانيا ومكانيا، لتمكنهم من التفاعل مع الخشبة؟

بكل بساطة، أستطيع التواصل مع هؤلاء الشباب من خلال التفاعل والحوار على المستوى الفردي لينتهي على مستوى الجماعة، وبعد ذلك سيكتشفون أن المسرح لا ينفصل عن الحياة، وكذلك الحياة هي امتداد للمسرح، وجميع الشباب والشابات في هذه الورشة متفائلون ولديهم الرغبة الكاملة في أن نكون جميعنا هنا لنقوم بالفن الزماني والمكاني وهو المسرح.

الانطلاق من النص


ما الآلية التي تتبعها في ورشات العمل؟

كل ورشة مسرح تختلف عن الأخرى، ولكن أعتمد على ورشات العمل المفتوحة، أنطلق من النص باتجاه العرض، كما اشتغلت في كاليغولا، أما في بعض الورشات المفتوحة كما في أوبرا كارمن، فكان هناك أكثر من ثمانين شخصاً على الخشبة وفيها انطلقنا من الجسد باتجاه الموسيقا والتكوين والإحساس بالكتلة والفراغ، حيث لم يكن هناك نص واكتشفنا النص أثناء التدريب على الخشبة. وفي ورشة (أواكس) كان الأمر مختلفاً فقد اشتغلنا الورشة بالتوازي، حيث كتب النص على الخشبة، وأواكس هي الطائرة الأميركية التي تعطل الاتصالات عن بعد، فكان يوازيها على الخشبة الوعي الذي لاتمكن السيطرة عليه أو تعطيله عن بعد، ومن ثم كان العمل على وضع وعينا في ثلاجة المستقبل، وهذا نتيجة إيماننا بأنه سيأتي اليوم الذي نفعل فيه الكثير.أما في هذه الورشة وبالتحاور مع مدير المهرجان ياسر دريباتي ومدير المسرح الجامعي هاشم غزال فقد تم التركيز على المونودراما وكيفية تحويل طاقات الشباب والشابات المشاركين باتجاه التعبير ضمن مشهديات( الون مان شو ) إضافة لكتابة النصوص من قبل المشاركين أنفسهم والاشتغال عليها لتكون مشهديات كاملة المواصفات لتقديمها على خشبة المسرح.

المسرح لا ينفصل عن الحياة.. وكذلك الحياة هي امتداد للمسرح


تطوير المسرح الجامعي

كما التقت «تشرين» الفنان هاشم غزال -مدير المسرح الجامعي الذي قال: في البداية كان هناك اتفاق مع الفنان ياسر دريباتي مدير المهرجان لتكون الورشة بإشراف الفنان جهاد سعد حيث ارتأينا لاحقا أن تُدمج ورشتا كتابة النص وإعداد الممثل بورشة واحدة لعدة أسباب وبحضور الفنان جهاد سعد سيتم خلق مجموعة من المشهديات الصغيرة التي تتعلق بالمونودراما، والتي يمكننا عرضها خلال أيام المهرجان. أما بالنسبة للتعاون بين البيت العربي والمسرح الجامعي فهو موجود منذ سنوات، ونحن نسعى دائما لإقامة ورشات بإشراف أساتذة مثل الفنان جهاد سعد، وكان لنا حظ في السنوات السابقة لنكتسب خبرات أيضا من فنانين مثل: نضال سيجري، وأمل عمران، و..غيرهم من خارج سورية، ومن خلال ورشات كهذه نسعى لتطوير المسرح الجامعي ليكون منافسا  فعالا في الساحة المسرحية.

والتقت «تشرين» أيضاً الموسيقي مروان دريباتي ليحدثنا عن بعض التحضيرات ومنها العرض الذي سيقدم في ختام المهرجان فقال: سيتم  عرض مشهدية مسرحية مرتبطة بالشعر والموسيقا.. فقد اخترنا مجموعة من الأشعار لمجموعة من الشعراء السوريين والعرب الذين كتبوا عن الوطن وحضر في أشعارهم أدونيس ومحمد الماغوط ونزار قباني ومحمود درويش، وسيتم التعامل معها  ليس ككلمات أغنية وإنما سترافقها موسيقا تصويرية مرتجلة إضافة لخلق جو من السينوغرافيا على خشبة المسرح والموسيقا بدأنا بتحضيرها، وستقدمها على الخشبة فرقة زواريب الموسيقية.

مشهديات  الــــ(ون مان شو)


و..أخيراً كان لـ«تشرين» حديث مع الفنان ياسر دريباتي -مدير مهرجان المونودراما  الذي قال: تقام ورشة إعداد ممثل بالتعاون مع المسرح الجامعي وبإشراف  الفنان جهاد سعد ويشارك في هذه الورشة حوالي 40 متدرباً ومتدربة وتهدف الى صقل المواهب المسرحية وإنجاز مشهدية مسرحية تقدم في افتتاح المهرجان في التاسع من الشهر القادم، كما ستنجز مجموعة من مشهديات  الـ (ون مان شو) والتي ستقدم في أماكن مختلفة من جامعة تشرين وبعض المقاهي الثقافية في مدينة اللاذقية.

وربما مايميز هذه الورشة هو عنوانها والعمل على كتابة حكايات المشاركين من الشباب وتالياً نقل حياتهم الى خشبة المسرح ضمن الظرف السوري الراهن .. وهذه ليست الورشة الأولى ضمن فعاليات المهرجان.. إذ أقيمت أكثر من ورشة ضمن فعاليات المهرجان السابقة وقدمت هذه الورش خبرات العديد من المسرحيين السوريين والعرب لشابات وشباب المسرح الجامعي، أما بالنسبة للمهرجان في دورته السابعة فقد اشتغلنا على تقديم فعاليات متعددة، كورشة إعداد ممثل  وورشة فن تشكيلي بالتعاون مع المسرح الجامعي وبإشراف الفنان علي مقوص  وسيكون عنوان الورشة أيضا هو «حكايات سورية» كما ستنجز هذه الورشة مجموعة من اللوحات التي ستقدم ضمن معرض جماعي في جامعة تشرين . وضمن الفعاليات معرض للتصوير الضوئي للمصورين الشباب تحت عنوان (سورية قوس قزح) ويستمد المعرض موضوعاته من حياة السوريين، وسيتم انجاز المرحلة الثانية من فعالية «اللاذقية بيتي» بالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية.

أما بالنسبة لعروض المونودراما السورية فستقدم على خشبة المسرح القومي في اللاذقية، وسيكون ختام المهرجان تقديم مشهدية مسرحية موسيقية تمسرح مجموعة من الأشعار والقصائد التي كتبها شعراء سوريون وعرب عن سورية. كما ستكون هناك فعالية الأسبوع الثقافي لمحافظة طرطوس، والتي ستكون على هامش مهرجان المونودراما، وتضم هذه الفعالية معرضاً فنياً تشكيلياً وتصويراً ضوئياً ومهرجان الأفلام القصيرة ،ويوماً للشعر والقصة القصيرة  لشباب وشابات طرطوس.

يُذكر أن العروض كلها تُقام في نادي الاوركسترا في اللاذقية .