2012/07/04

جيما أرترتون: جسدي رهاني
جيما أرترتون: جسدي رهاني


سهام خلوصي – الكفاح العربي


بشرة ناعمة، شعر أسود، وجسد أنثوي أخاذ. هذه هي جيما ارترتون البريطانية الصاعدة في الفضاء الهوليوودي. إنها اليوم على شاشاتنا في "Tamara Drewe" الذي تلعب بطولته، وهو كوميديا اجتماعية للمخرج ستيفن فريرز، وبالمناسبة كان معها حوار.

■ فيلم "Tamara Drewe" مقتبس من رواية غرافيكية للكاتبة الانكليزية بوزي سيموندس. كيف تصفين هذه الشخصية؟

- مع أنفها المرمم بعملية تجميل، وساقيها الطويلتين، وطموحاتها الى الشهرة، تمارا هي المرأة الخرافية للقرن العشرين. عودتها الى قريتها مسقط رأسها هو بمثابة صدمة لهذا المجتمع الصغير الذي يعيش بأمان وسلام. مجتمع غريب يتقاسمه كتاب، جامعيون محبطون، نجم روك، وطبعاً السكان من مزارعين ومراهقين. كلهم انجذبوا الى تمارا ذات الجمال الحرّاق، والهذيانات العاطفية توقظ المشاعر الخامدة والمعتمة. تمارا ستكون وراء سلسلة أحداث عبثية وتراجيدية.

■ كيف تعيشين الاختلاف الكبير بين الأفلام المستقلة كما "تمارا"... والأفلام ذات الانتاج الضخم كما "Prince Of Persia"؟

- انها نقطة التقاء بين "Star Wars" و"Indiana Jones" وهو نوع أعرفه قليلاً. لكنني تسليت كثيراً أثناء تصويره. لم أكن ابداً رياضية ولأجل هذا الفيلم تعلمت امتطاء الحصان، وتعلمت أن أقوم بالمغامرات والمحاربة بالسيف واستلال السكاكين. عندما كنت صغيرة أطلقوا علي اسم "بيضاء الثلج" لأن شعري كان طويلاً وأسود وبشرتي كانت بيضاء جداً. كنت فتاة متصبينة، ولا أشبه أبداً الأميرة أمينة، وأنا حتى الآن لا أصدق أنني وجدت لعبة على مثالي.

■ كما "Quantum Of Solace" آخر أفلام جيمس بوند حيث فتنت دانييل غريغ؟

- قرأت المقابلات مع فتيات جيمس بوند اللواتي كن جميعاً يحاولن ان يبررن أنفسهن. لكنني أعتقد ان جيمس بوند مؤسسة جيدة. عندما أصبح عجوزاً سوف أقول لأحفادي: "جدتكم قبلت 007"!

■ هل هناك فرق بين البريطانيين والأميركيين في طريقة ادارة السيناريوات ومقاربة اللعبة؟

- الممثلون البريطانيون لديهم غالباً خلفية مسرحية. انهم ورثة تقليد يبدأ بشكسبير وينتهي بمونتي بيتون. الانكليز عندما يلعبون يكونون في اللحظة الحاضرة، كما على المسرح. في المقابل، الأميركيون ينكبون على المونيتور بعد كل لقطة كي يراقبوا أداءهم على الشاشة، وهذا ما يضعف الحبكة الدراماتيكية.

بالنسبة الى كتاب السيناريو، البريطانيون لديهم حس عميق بالسخرية والتدمير الذاتي والعبثية. اذا كان الاميركيون يميلون الى أن يجعلوا الخير ينتصر، فنحن البريطانيين، البطل عندنا غالباً فاشل. حتى المواقف الأكثر خطورة موصوفة بشكل مختل... أحياناً نتصرف باستخفاف قاس، ولكن هذا يجعلنا نضحك.

■ انها الحالة في فيلم "The Disappearance Of Alice Greed" وهو ثريللر سيكولوجي للمخرج بلاكسون حيث تجسدين دور ضحية لعملية اختطاف، رغم الصعوبة الجامحة فإننا ننتهي بأن نضحك ضحكة عصبية؟

- انه نوع السينما المستقلة الانكليزية التي أعشقها. فيلم عنيف مشوش: شاهدتموني فيه عارية، مربوطة الى السرير، معصوبة العينين، مكمومة الفم، تحت رحمة خاطفين اثنين. لكن حل العقدة لم يكن مرتقباً: "أليس كريد" ليست سوى ضحية، وخاطفاها مخيفان بقدر ما هما شاعران... تمثيل هذه الشخصية كان تحدياً بالنسبة إلي: كل مساء كنت أعود الى منزلي والدموع في عيني، وفي أثناء التصوير كنت أضحك ضحكات مجنونة. كنت أيضاً خائفة من رد فعل والدي، لكنه أعجب جداً بالفيلم! ظهوري عارية لم يزعجه.

■ ما الذي أعطاك الرغبة في أن تصبحي ممثلة؟

- في عمرالـ 16 اصبت بصدمة عند مشاهدتي "Bjork" في فيلم "Dancer In The Dark" للمخرج لارس فون ترير. في ذلك الوقت، كنت أريد أن أصبح مغنية لا ممثلة. لقد نشأت في بيئة موسيقية، قريب والدتي كان قائد فرقة "Wreckless Eric" وهي فرقة بانك مشهورة في السبعينيات. في المنزل لم نكن نسمع إلا الروك الانكليزي! تعلمت عزف الغيتار، وألفت اول فرقة لي في عمر 14 سنة "Girl Band"، وما زالت أعزف الآن لكن الموسيقى الفولكلورية.

■ كيف التحقت بالأكاديمية الملكية لفنون الدراما؟

- بعدما أخذت دروساً في مدرسة للمسرح، حصلت على منحة كي أدخل الأكاديمية. تركت كرافساند مسقط رأسي، وذهبت الى لندن. كي أدفع ايجار شقتي اشتغلت في محل لبيع العطور ثم مضيفة في بار كاريوكي. في الأكاديمية كنت فريدة نوعاً ما، فالطلاب كلهم يتحدرون من عائلات مرتاحة مادياً. كانوا يتحدثون أمامي عن اشياء وأسماء لا أعرفها، لكن كنت كلما مر الوقت كلما عملت على اكتساب ما ينقصني. حتى الآن أنا أقرص نفسي كي أتأكد بأن ما عشته ليس حلماً.

■ تتميزين بجسد مثير، هل تعملين على شكلك؟

- أحب الجسد الأنثوي، تدويراته، وأيضاً عيوبه. اذا طلبوا مني أن أنحف من أجل دور، فإنني أرفض. يمكننا دائماً ان نتدبر الأمر بالملابس والماكياج وبالأضواء الجيدة. ثم انه يمكن أن نمثل بعيوبنا.

■ ما هي مشاريعك؟

- أتمنى أن أعود فأعتلي خشبة المسرح. كانت لي تجربة في العام 2007 في مسرحية لشكسبير وأنا أحتفظ بذكرى رائعة عنها. وبالنسبة الى السينما هناك مشاريع عديدة، لكنني أحلم بمشروع فيلم ألعب فيه دور كورتين كوكس في الفيلم الذي تحب أن تنجزه عن سيرة حياتها مع كورت كوبين.

أكثر من جميلة


رأت النور في أول شهر من سنة 1986 في بلدة غرافساند في منطقة كنت في بريطانيا وفي عائلة فقيرة ومتواضعة. أمها كانت مديرة منزل ووالدها يعمل في التلحيم. هي ولدت بست أصابع في كل يد. ربتها أمها مع شقيقتها هانا في بيت من البيوت الاجتماعية التي تؤجرها الدولة للفقراء. ذلك لأن والديها افترقا عندما كان عمرها خمس سنوات.

في عمر المراهقة عملت كبائعة ماكياج كي تتابع تعليمها. درست الفنون الاستعراضية في "Theatre Miskin" في دارتفورد ثم تابعت تشكيلها الفني في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن.

بدأت التمثيل في فيلم تلفزيوني "Capturing Mary" بعدها بدأت مسيرتها السينمائية وحصلت على دور كيلي في "S.t Trinians" الذي عرض في العام 2007. عن هذا الدور رشحت لجائزة أفضل أمل نسائي.

وفي السنة نفسها اعتلت الممثلة الشابة خشبة مسرح "Globe Theatre" في لندن لتلعب بطولة مسرحية شكسبيرية "Love’s Labour’s Lost". تمثيلها لفت أنظار كل كبار النقاد في بريطانيا وبرودواي.

بعدها لعبت جيما في أفلام عدة مستقلة، وفي كل مرة كانت تحسن الخيار. مع انطلاقها في عالم السينما انتقلت لتستقر في لندن مع صديقها غير المعروف من الجمهور والذي يعمل في الانتاج السينمائي. في العام 2008، كان حدثاً في حياتها فلقد اختيرت لتكون فتاة جيمس بوند في "Quantum Of Solace" وهو الفيلم 22 في سلسلة افلام جيمس بوند. منذ أعلن عن ترشيحها لهذا الدور انهالت عليها طلبات المخرجين، واستحقت على الدور جائزة افضل أمل للعام 2008. ليس فقط لأنها ممثلة جميلة، لكن أيضاً لأنها فنانة موهوبة أصبحت جيما بين ليلة وضحاها مطلوبة أكثر فأكثر للأدوار وراحت وسائل الاعلام تتحدث عنها أكثر فأكثر. في سنة 2008 كان اسمها على أفيش فيلم "Rockpolla" للمخرج غي ريتشي. أفلام أخرى مستقلة كما "Three And Out" للمخرج جوناثان جيرشفيلد، كما انها كانت بطلة مسلسل تلفزيوني عرض على "BBC" بعنوان: "Tess Of The Ubervilles".

في العام 2009 شاهدناها في الكوميديا "Good Morning England" وأيضاً في الجزء الثاني من "St. Trinian’s"، وأيضاً في فيلم "The Disappearauce Of Alice Greed".

في العام 2010 نالت دور الاميرة أمينة بطلة فيلم "Prince Of Persia" للمخرج نيك نويل وأيضاً بطولة فيلم "Le Choc Des Titans" الى جانب الممثل سام وورثنغتون... وصورت فيلم "Tamara Drewe" للمخرج الكبير ستيفن فريرز.

ومن المنتظر أن نراها في العام 2012 في اربعة أفلام وهي: "Gaia Age" للمخرج جيمس كاميرون، وفي الجزء الثالث من "Men In Black" وفي الجزء الرابع من "The Mummy" للمخرج روبي كوهين، كما في الجزء الرابع من "The Grudge" وهو فيلم يصور بالأبعاد الثلاثية (3D).

وجيما تزوجت في 5 حزيران (يونيو) 2010 في اسبانيا من خطيبها ستيفانو غايتللي في حفل اقتصر على الأصدقاء اقيم في الهواء الطلق في بلدة صغيرة في الأندلس.