2012/07/04

حاتم علي «طرزان» الدراما المصرية
حاتم علي «طرزان» الدراما المصرية


محمد عبد الرحمن - الأخبار


لا شكّ في أن السوق الفنية المصرية كانت في حاجة ماسة إلى المؤتمر الصحافي الذي عقدته أول من أمس مجموعة mbc لإعلان تفاصيل مسلسل «المنتقم» للمخرج حاتم علي. في ظلّ الجمود الذي تعيشه «هوليوود الشرق»، بدت الخطوة مشجّعة، ومعاكسة للمشهد المتشائم الذي ساد الساحة الفنية أخيراً. المسلسل المستوحى من عمل أرجنتيني، يقتبس أحداثه من رواية «الكونت دي مونت كريستو» لألكسندر دوما.

وخلال المؤتمر، قال المنتج فادي إبراهيم إنّ العمل جاء في إطار سياسة تقديم دراما عربية بنكهة تركية «وإن كانت الأحداث مستوحاة من مسلسلات لاتينية». واستشهد بمسلسل «مطلوب رجال» (بطولة جومانا مراد، وكندة علوش وسامح الصريطي)، الذي عرض سابقاً على الشاشة السعودية، ومسلسل «روبي»، الذي يصوّر حالياً، على أن يعرض حصرياً في مصر على قناة «سي بي سي». وأكد إبراهيم ــ عراب دبلجة المسلسلات التركية ــ أن «المنتقم» يعتمد على «ميزانية مثالية من أجل إنتاج 120 حلقة تصلح للعرض طيلة أربعة أشهر». وهو ما يوفّر على الجهة المنتجة الإنفاق المبالغ فيه، الذي عانته الدراما المصرية طويلاً. وفيما رفض إبراهيم، ومعه المنتج المنفذ للعمل عادل المغربي الإفصاح عن الميزانية، علمت «الأخبار» أنّ المبلغ الإجمالي المرصود للمسلسل لن يتجاوز حاجز ستة ملايين دولار. وهذا المبلغ هو متوسّط ميزانية المسلسلات المصرية التي يشارك فيها النجوم الكبار، لكن مع فارق عدد الحلقات، إذ تكتفي هذه الأعمال بحاجز الثلاثين الحلقة المعدة للعرض الرمضاني.
أما المخرج حاتم علي، الذي نال الاهتمام الأكبر من الصحافيين، فأكد سعادته بالعودة إلى «هوليوود الشرق» من جديد، بعد مرور خمس سنوات على إنجاز مسلسله الشهير «الملك فاروق». وأشار المخرج السوري إلى أنّه سيضع الإطار الفني للعمل، فيما تقع مسؤولية الإخراج على أحمد فوزي، وفاضل الجارحي. وهو ما كرره قبلاً في مسلسل «مطلوب رجال» (نفّذ الإخراج سامي الجنا دي وسامر برقاوي). وكان علي صريحاً مع الحاضرين عندما أكد أن هذه النوعية من المسلسلات موجهة إلى الجمهور الكلاسيكي للدراما، أي الجمهور المستعد لمتابعة أدق تفاصيل حياة الأبطال على مدى أربعة أشهر متتالية «وبالتالي فإن الإغراق في التفاصيل هنا ليس عيباً، والمهم أن لا يشعر الجمهور بالملل». وأضاف إن بعض المسلسلات المؤلّفة فقط من ثلاثين حلقة قد لا تجذب المشاهد. ولم يجد حاتم علي حرجاً في التأثر بالدراما التركية، على اعتبار أن ثقافتهم تقترب من الهوى العربي «حتى على المستوى الجغرافي، هم قريبون منّا». لكنه تمنى أن يحدث العكس وتتأثر الدراما التركية بأفكار الفن العربي «ونجد مسلسلاً مقتبساً من عمل درامي عربي مهما كانت جنسيته».
ورغم أن نصّ المسلسل كان جاهزاً قبل انطلاق «ثورة 25 يناير»، إلا أن المشرفين على العمل أكدوا في المؤتمر الصحافي أنّ الثورة ستكون في خلفية الأحداث. وعلمت «الأخبار» أنه جرى تعديل الحلقات العشرين الأخيرة لإدخال بعض التفاصيل المتعلقة بالاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مصر. هكذا سنشاهد بعض رجال الأعمال الفاسدين يدخلون السجن بعد إطاحة النظام الحاكم. وحتى الساعة، تتكتّم الجهة المنتجة ومعها حاتم علي على اسم الممثل الذي سيؤدي دور البطولة، مكتفين بالقول إنّ العمل يدور في السنوات العشر الأخيرة، أي إنه عمل عصري بعيد عن الزمن الذي دارت فيه الرواية الأصلية، كما سنشاهد بعض المشاهد التي تدور في الماضي بطريقة «فلاش باك». وكشف صنّاع المسلسل أنه سيكون مصرياً مئة في المئة، باستثناء مشاركة النجم اللبناني عمار شلق. وأشار حاتم علي إلى أن «المنتقم» يحمل رسالة يجب على كل المجتمعات العربية أن تدركها في المرحلة الحالية، وهي أنّ «الانتقام لا يفيد صاحبه، بل إن قيم التسامح والغفران هي ما يحتاج إليه المجتمع حتى يكمل المسيرة».
من جهته، نفى المنتج فادي ابراهيم أن يكون المسلسل مصنوعاً حصرياً للعرض على قنوات mbc، التي ستحصل طبعاً على حق العرض الأول. وكشف أنّ العمل سيباع لأي محطة تقدّره، وخصوصاً أنّه مناسب جداً للقنوات المصرية. ويشارك في المسلسل أكثر من ثلاثين ممثلاً وممثلة أبرزهم سامح الصريطي، وعمرو يوسف، وأحمد صلاح السعدني، وحورية فرغلي، وإيناس كامل، ووليد فواز، وإيهاب فهمي، وحسام شعبان، وأميرة هاني، فيما كتب السيناريو والحوار هشام هلال وشريف بدر الدين.



قافلة الثورة تسير


رفض حاتم علي الربط بين إشرافه على مسلسل «المنتقم» في القاهرة وتوقّف العجلة الإنتاجية في الدراما السورية بسبب الوضع السياسي الحرج. وقال المخرج السوري إنه مهتم «بهذه النوعية من المسلسلات منذ فترة طويلة»، مؤكداً أنه رفض فكرة الانخراط في أي عمل درامي يتناول الثورة السورية «لأنها لا تزال مستمرة ولا يمكن الإبداع أن يتكلم عن حدث سياسي بهذا الحجم من دون أن يكتمل».
يذكر أن قطاع الإنتاج الدرامي في سوريا يواجه مشاكل حقيقية حالياً تماماً كما يحصل في مصر، في ظل تردّد شركات الإنتاج إزاء المغامرة في أيّ مشروع فني.