2012/07/04

حرية الدراما السورية ستكون أكبر عندما يكون قرارها في يدها
حرية الدراما السورية ستكون أكبر عندما يكون قرارها في يدها


تشرين

ترى المخرجة السورية رشا شربتجي أن عملها الجديد « بنات العيلة» الذي تقوم بتصويره حاليا ً في دمشق وريفها يشبه كاتبته رانيا بيطار ذات الإحساس الجميل فهو «عمل إنساني اجتماعي «لايت» يبعث على الإحساس بالتفاؤل بالحياة والسلام».

المسلسل يتناول متناقضات الحياة بين الفتاة الرومانسية والعقلانية والمطلقة والمتزوجة من رجل ينتمي إلى دين آخر ضمن أحاديث لطيفة بين مجموعة «بنات خالة» يضم القليل من «الميلودراما» بحسب شربتجي التي أكدت في حديث خصت به «تشرين» أن «أي عمل يتناول حياة النساء لا بد من ان يضم ولو القليل من الميلودراما لأن مشاعر النساء فياضة وجياشة ويتعاملن مع الحياة بإحساس أكبر نوعاً ما».

ووفقا ً لـ شربتجي فإن مسلسل «أشواك ناعمة» الذي قدمته مع الكاتبة رانيا بيطار في عام 2006 يتشابه مع عملها الجديد في شيئين فقط هو أن كاتبة العملين هي نفسها وأن المسلسلين ينتميان إلى نوع واحد... اما الفرق فهو واضح... فمسلسل «أشواك ناعمة» تطرق لمشكلات الفتيات في سن المراهقة في حين ان «بنات العيلة» يتطرق لمشكلات المتزوجات اللواتي ربما يقلن (ياليتنا نعود «أشواكاً ناعمة» حيث كانت الحياة أسهل وأجمل).

وفي حين لا تحبذ شربتجي الحديث عن تفاصيل «بنات العيلة» وقصته وتترك ذلك لعرض العمل فإنها تبدي إعجابها بما قرأته من نص الجزء الثاني من مسلسل «الولادة من الخاصرة» والذي أنجز منه الكاتب سامر رضوان حوالي النصف وتقول «ما قرأته إلى الآن مكتوب بطريقة رائعة وممتعة كما الجزء الأول ولاسيما أن الجزء الثاني يفتح خطوطا ً و شخصيات جديدة كما انه يضم انقلابات تراجيدية وتحولات في عدد من الشخصيات تناسب الأحداث التي سيتطرق لها العمل في جزئه الثاني».

العمل سينطلق تصويره على الأغلب مع بداية شهر نيسان المقبل وسيشهد استبعاد عدد من شخصيات جزئه الأول لأسباب تتعلق بتطورات خطوط العمل وانتهاء حكايات هذه الشخصيات مع نهاية الجزء الأول من العمل كما أكد الكاتب سامر رضوان في تصريح خاص لـ «تشرين» رافضا ً الكشف عن هذه الشخصيات... إلا أن المخرجة رشا شربتجي اكتفت بالقول «يوجد عدد من الشخصيات ليس لها حضور إلى الآن في النص, ولا أعرف إن كانت ستظهر في الحلقات المقبلة».

وعلى الرغم من أن شربتجي راضية جداًً وسعيدة بالنتائج التي حققها العمل فإنها ربما لا تكون راضية عن بعض ما قدمته في الجزء الأول, وترجع السبب إلى أنها دائماً وبعد تقديم أي عمل تقول: «ياليتني قمت بهذه الخطوة أو غيّرت في تفاصيل ذاك المشهد»

موضحة أن ذلك هو نوع من تقييم نفسها وعملها حيث إنها لا تكون راضية على نحو مطلق وكامل عما تقدمه وتعزو ذلك إلى عوامل عدة تحكم التصوير ومنها الوقت أو الطقس وغيرهما من العثرات المختلفة مؤكدةً أن «الوقت عدو المخرج» وأن المخرج كلما حصل على وقت أكبر سيبدع أكثر ويدقق في التفاصيل على نحو أكبر».

شربتجي وفي ردها على سؤال عما إذا كان «الولادة من الخاصرة» بجزءيه سيكون بداية لشراكة مستمرة مع الكاتب سامر رضوان قالت: «أتشرف بذلك وقد قلت له مازحة إنني أريد احتكاره».

ورغم أن صاحبة «زمن العار» غير مقتنعة بسياسة الأجزاء في الدراما فإنها تؤكد ان الولادة من الخاصرة يحتمل جزءاً ثانياً بكل قوة «ولاسيما والقول لها» ان هناك شخصيات لم تقفل ويوجد الكثير من المقولات التي لم يقلها العمل في جزئه الأول كما ان العمل ذو بيئة غنية جداً ويناسب المرحلة وتالياً فإن جزءاًَ ثانياً منه سيشكل إضافة مهمة واستمراراً للأحداث وتعاطياً مع أحداث جديدة لا تقل أهمية بل ربما أهم مما تم تقديمه في الجزء الأول».

وفي ظل الحديث عن انفتاح وحرية أكبر وإمكانية انعكاس ذلك على الدراما تجد شربتجي أنه من الممكن الاستفادة من هذه الأجواء في صياغة نصوص درامية أكثر جراة وواقعية ولكن شرط «ألا تكون طروحات لوجهات نظر بقدر ما تكون معالجة للمشكلات النفسية التي نجمت وتنجم عن هذه الأحداث أو على الأقل الإضاءة على بعض المشكلات التي ربما تكون قد ساهمت في تطور هذه الأحداث» حسب تعبيرها.

وتعد شربتجي أن السؤال عن أزمة تسويقية تعانيها الدراما السورية من الأفضل ان يوجه للمنتجين لكنها وبقراءتها للموسم الماضي تقول «الإنتاج كان في مستواه العادي تقريباً رغم انه انخفض قليلا ً ولكن أغلب الأعمال السورية عُرضت على قنوات فضائية عربية سواء خلال شهر رمضان أو بعده».

وتختم شربتجي حديثها بالتأكيد على أن حرية الدراما السورية في التعاطي مع ما يريده صناعها ستكون أكبر عندما يكون قرارها في يدها.. موضحةً: «عندما يكون لدينا عدد من المحطات الفضائية السورية الخاصة وتكون هي العارض الرئيس للأعمال السورية سيكون قرارنا في يدنا لأننا نستطيع أن نضع وجهة نظرنا الخاصة ولن يتدخل بنا منتج لا تعنيه مشكلاتنا أو همومنا أو لديه مقومات للعمل الناجح ربما لا تتفق مع متطلباتنا أو متطلبات المجتمع».