2012/07/04

حسن الإمام ينجو من الاحتراق!. ماذا فعلت هند رستم بعد منتصف الليل في منزل نعمت!!..
حسن الإمام ينجو من الاحتراق!. ماذا فعلت هند رستم بعد منتصف الليل في منزل نعمت!!..

حسن الإمام ينجو من الاحتراق!.

ماذا فعلت هند رستم بعد منتصف الليل في منزل نعمت!!..


أسدل الستار على قصة المخرج حسن الأمام مع الممثلة الراقصة هند رستم فقد زالت العشاوة عن عيني سيد مخرجي الدرام فأدار ظهره لنزواته الخاصة وعاد يحتل مكانته الممتازة بين المخرجين..


ومنذ عامين والوسط الفني لا يرى وجهاً للمخرج حسن الإمام، وكان المعتاد ألا تخلو أية حفلة أو سهرة أو جلسة مرحة منه، هو الشاب الذي يعتبر دلوعة السينمائيين وحامل لواء الظرف والنكتة بينهم..


لقد اختفى حسن الإمام..

لم يعد يرى أمامه غير امرأة اسمها هند رستم..

أنوثتها الصارخة، إباحتها التي ليس لها حد، التجارب التي اكتسبتها، كل هذه الأشياء تسلحت بها في سبيل أن توقع حسن الإمام في شباكها، وتجعله يترك بيته وأطفاله وعمله أيضاً، في سبيل أن يتفرغ لإخراج أفلام لها تقوم هي ببطولتها..

ولنروي أولاً قصة هند رستم..

إنها ثمرة حب محرم قام بين والدها ووالدتها..


وساعة أقبلت على هذه الدنيا رفض والدها أن يعترف بها، خصوصاً وأنه كان قد هجر والدتها، التي لم تكن غير عشيقة له، وتزوج بإحدى قريباته، ومن أجل أن يتفادى إثارة الفضائح اعترف بالابنة، وحملها بعد أن بلغت الثامنة من عمرها إلى بيته حيث جعلها خادمة عند زوجته، وهكذا نشأت الفتاة وترعرعت في المطبخ بين روائح البصل والثوم، وأريج السمن والزيت!.

وملت هند هذه الحياة بعد أن مشت نحو الصبا..


كانت تقف أمام المرآة وتتأمل جسدها الأبيض الممشوق، وشعرها الأشقر الناعم وعينيها التين تقطران شهوة وتقدحان ناراً فتقول في نفسها إنها لم تخلق للمطبخ، وإنها خلقت للعالم الواسع، للدنيا التي تسمع عنها!..

وحملت فساتينها ذات ليلة وفرت من الزقازيق إلى القاهرة في إحدى عربات السكة الحديدية، ولم يكن في جيبها مليم واحد.

وخشيت أن يأتي قاطع التذاكر ويطالبها بأجرة الركوب، فأرادت أن تجرب قوتها كأنثى لأول مرة وجلست فعلاً أمام شاب كان في القطار وتبدو عليه مظاهر الثراء والوجاهة، وطلبت منه سيجارة ثم ابتسمت له، ومن حديث إلى آخر أخبرته بقصتها، ورجته أن يساعدها..


وأخرج الشاب كل ما في جيبه من أوراق مالية ووضعها في جيب هند رستم بعد أن دفع عنها أيضاً ثمن تذكرة القطار...

وتهللت أسارير الفتاة..


فقد نجحت تجربتها الأولى مع الرجل الأول، وأيقنت عندئذ أن بوسعها أن تفعل أشياء كثيرة بواسطة أنوثتها المغرية القوية..


طب الجرة

واستأجرت غرفة صغيرة في أحد أحياء القاهرة، وصارت كل يوم تلبس الفستان الوحيد الذي تملكه بعد أن جعلته على شكل فساتين الديكولتيه وصارت تتردد على نوادي الفن والمقاهي التي يجلس فيها المخرجون والممثلون، إلى أن اصطادها مخرج شاب اسمه حسن رضا، وكان بينها وبينه حكاية غرام طويلة انتهت بأن أنجبت منه طفلة ورفض الاعتراف بها..

ومنذ ذلك الحين لحق بهند رستم المثل القائل: طب الجرة على تمها بتطلع البنت لأمها!.


ما علينا..

إن حكاية هند رستم وحسن رضا، ووقوفهما أمام المحاكم قد لفتت إليها أنظار الوسط السينمائي، ويكفي أن تثير أية فتاة، ولو كانت قبيحة، مشكلة مع أحد المخرجين أو الممثلين حتى تتحول إليها الأنظار ويبدأ اسمها يشتهر!


واتخذت الفتاة لنفسها زاوية من زوايا نقابة الممثلين، وراحت تصطاد المخرجين والممثلين والضيوف الشرقيين الباحثين عن اللذة سواء كانوا من الأمراء أو من غير الأمراء..


وظهرت الفتاة في أفلام كثيرة كممثلة ثانوية، ولكنها لم ترض عن أي دور من الأدوار التي مثلتها وكانت تحلم فقط بمخرج اسمه حسن الإمام على اعتبار أنه الوحيد الذي بوسعه أن يجعل منها ممثلة مشهورة..

وجربت مرة أن تقنعه بمواهبها كممثلة وترجوه أن يبرزها في أفلامه في أدوار صغيرة حتى تتدرج منها إلى الأدوار الكبيرة، بيد أنه أشاح بوجهه عنها كما يفعل مع أية (كمبارس) تحلم بأدوار البطولة..


سلاح الشهوة

ولما سدت في وجهها أبواب الدخول إلى أفلام حسن الإمام قررت أن تجرب سلاحها الأخير معه.. سلاح أنوثتها الفتاكة، وسلاح الشهوة الحمراء التي تنبعث من عينيها..


وحسن الإمام على عكس نصف المخرجين السينمائيين، فهو لم يقم علاقة في أي يوم مع أية امرأة، سواء كانت ممثلة أو غير ممثلة، ذلك لأنه زوج سعيد يلذ له أن يستقر في منزله مع شريكة حياته نعمت وولده حسين وابنته زيزي.

إلا أنه مع ذلك لم يقو على مواجهة السلاح الذي أشهرته هند رستم في وجهه، فإذا به ينسى كل شيء ويندفع معها في طريق الملذات، ثم يدفع لها الأجر أدوار بطولة في أفلامه، ودعاية هائلة يثيرها حولها..


ومنذ أن بدأ حسن الإمام عمله كمخرج سينمائي وهو يسمي بطلات أفلامه (نعمت) تيمناً باسم زوجته الطيبة المخلصة، ولكنه في الأفلام التي أخرجها لهند رستم نسي اسم نعمت تماماً، ولم يفكر سوى بهذه المرأة التي كاد يحترق بنار غرامها الملتهب!.

ولم يخسر المخرج الكبير سمعته واسمه واستقراره العائلي فقط، بل خسر أيضاً كل القروش البيضاء التي ادخرها للأيام السوداء، فإن الأفلام التي أخرجها لهند رستم لم تعط نصف تكاليفها، وفوق هذا فإن البطلة نفسها كانت تسبب كثيراً من الأضرار، لأنها لا تعرف كيف تواجه الكاميرا، ولا كيف تمثل،فيضطر المخرج أن يعيد المشهد عدة مرات لها، ويتلف من وراء ذلك كميات من الأفلام الخام!


وبعد أن كانت هند رستم لا تجد في جيبها حتى قروشاً قليلة تركب بها تاكسي أخذت تظهر في الشوارع بسيارة فخمة حمراء تقودها بنفسها، وبعد أن كانت تقضي لياليها في بيوت رفيقاتها أصبحت تتمتع بشقة فاخرة تملكها في إحدى عمارات الزمالك..

وذات ليلة جاءت هند في منتصف الليل إلى منزل حسن الإمام، ودهشت زوجته (نعمت) لهذه الزيارة المفاجئة.. وقبل أن تسألها بادرت هي تقول: أريد أن أقول لك يا سيدتي أن أولاد الحرام يشيعون بأني تزوجت زوجك حسن وأنا أقسم لك بأن هذا الخبر غير صحيح!


وبقيت هند تتكلم ثلاث ساعات ونعمت تسمع، وفي النهاية قامت وفتحت لها الباب، وهزت برأسها تودعها دون أن تقول حتى عبارة: مع السلامة..

إن حسن الإمام قد عاد إلى صوابه، ونجا من الاحتراق..


ومنذ أن أعلن أن علاقته انتهت بهند رستم وعروض العمل تنهال عليه من كل جانب، من كمال الشناوي، من حسين صدقي، من ماري كويني..

لقد أصبح حسن الإمام نظيفاً، وعاد إلى مكانته الأولى ما دام الستار الأسود الذي يحجبه عن الناس قد ارتفع!

مجلة الموعد تشرين الثاني/ 1955