2013/05/29

حضرة الفنان «موظّف» في التلفزيون!
حضرة الفنان «موظّف» في التلفزيون!

ربيع فران – السفير

 

 

 

 

مشاركة النجوم في لجان التحكيم، ليست ظاهرة مستجدة عالمياً. لكنّها تثير أسئلة كثيرة في سياقها العربي، خصوصاً مع تراجع إيرادات الفنانين من سوق الأسطوانات، والحفلات. ويسأل كثيرون من متابعي برامج الهواة، إن صارت علاقة النجوم بالقنوات، أشبه بعلاقة وظيفيّة، خصوصاً مع ما يتردّد عن رواتب ضخمة تدفع بدلاً للجلوس على أحد كراسي لجان التحكيم. يتجّه السؤال في هذه الحالة بديهياً صوب «أم. بي. سي.» التي تنتج ثلاثةً من برامج الهواة الجماهيريّة، وفي مقدمتها «آرابز غوت تالنت»، و«آراب آيدول»، و«ذا فويس». ويكتفي مصدر داخل المحطّة فضّل عدم الكشف عن اسمه، بالقول انّ المبالغ المتداولة على المواقع الالكترونيّة وفي الصحف، غير صحيحة، ولا تصل إلى ملايين الدولارات كما يشاع. وقال: «قيمة العقد لا تتجاوز في حدّها الأقصى نصف مليون دولار». من جهتهم، يتحفّظ معظم النجوم المشاركين في لجان التحكيم عن التصريح في الشأن المادي. وفي هذا الإطار، أشار أحد المقربين من نجم لبناني، الى أنّ العقد الموقّع مع الجهة المنتجة، يمنعه من الخوض في التفاصيل الماديّة.

لكن هل المال هو العامل الوحيد خلف مشاركة النجوم في لجان التحكيم؟ في النسخ الأميركيّة من برامج الهواة مثلاً، يشارك الفنانون ضمن خطّة متكاملة للعمل على صورتهم، ويكون ذلك غالباً بإيعاز من شركات الإنتاج العملاقة. فما يقود بريتني سبيرز أو جنيفر لوبيز إلى لجان التحكيم، هو خطّة متكاملة تتوزّع خيوطها بين شركات الإنتاج، وفريق العلاقات العامّة الخاص بالنجم.

تختلف الدوافع في المثال العربي للتجربة. وقد جاءت مشاركة الفنانة نجوى كرم في الموسم الأول من «آرابز غوت تالنت» كركيزة، أو محفّز، لإقناع نجوم آخرين بالمشاركة في لجان التحكيم. حين انطلقت تجربة برنامج «سوبر ستار»، على «تلفزيون المستقبل» بين عامي 2003 و2005، كانت صيغة اللجنة تميل إلى الطابع الأكاديمي. وطوال خمسة مواسم، لم يشارك في اللجنة أي نجم غنائي، بل توالى عليها الموسيقار الياس الرحباني، والملحنان زياد بطرس، وعبد الله القعود، والمطربة فاديا طنب، وتونيا مرعب. يتحدّث الياس الرحباني لـ «السفير» عن استغرابه ما يسمعه عن أرقام بأصفار كثيرة، تدفع لنجوم لجان التحكيم اليوم. «سمعت أنّ عقداً مع فنان تخطّى المليون دولار بكثير». ويضيف الرحباني: «أستغرب أن يتمّ تسريب الأرقام في الإعلام، وأشكّ أن يكون بعض ما ينشر، نوعاً من أنواع التسويق للنجوم».

كانت «أم بي سي» السباقة في اختيار مغنين «صف أول» للمشاركة في لجان التحكيم، من نجوى كرم إلى راغب علامة وأحلام، وصولاً إلى شيرين وكاظم الساهر وعاصي الحلاني وصابر الرباعي. وها هي شركة «إن ميديا» التي أنتجت برنامج «آراب أيدول» في موسمه الأوّل، وتنوي قريباً إعادة إطلاق «اكس فاكتر» من جديد العام 2013 بعدما عرضته «روتانا» عامي 2006 و2007، وضمّت لجان التحكيم حينها، الفنان خالد الشيخ، ونيللي، وميشال الفتردياديس، ثم استعيض عن نيللي بعد الموسم الأول بالفنانة أنوشكا. وبينما لم يعرف من هم النجوم الذين سيجلسون على كراسي «اكسير النجاح 2013»، انطلق البازار المفتوح على ثلاثة أسماء هم أصالة وإليسا وحسين الجسمي.

ويبدو أنّ قناة «الحياة» المصريّة تسير على الدرب نفسه، إذ انّها استقدمت سميرة سعيد وهاني شاكر، الملحن المخضرم حلمي بكر للفوز بمطرب مصري، للمشاركة في برنامج «صوت الحياة». والأكيد أنّ «الحياة» تدفع بدورها أرقاماً ضخمة كـ«مكافآت» للنجوم، كما هي الحال مع «أم. بي. سي.»

مليون دولار لشيرين؟

 

صعقت «أم. بي. سي.» بتسريب شائعات عن قيمة المبلغ الذي تقاضته شيرين مقابل مشاركتها في «ذا فويس». وقيل انّ المبلغ وصل إلى مليون دولار. أوّل المستائين من التسريبات كان صابر الرباعي، وعاصي الحلاني، وكاظم الساهر، خصوصاً أنّ كثرا تساءلوا، إن كان المبلغ الذي قبضته شيرين هو مليون دولار، فما هو الحال مع كاظم الساهر مثلاً؟ وقيل انّ شيرين هي من سربت الخبر إلى الإعلام، لأسباب خاصة. وقيل انّ صاحبة «آه يا ليل» أرادت بعد انفصالها عن زوجها، أن تفجّر قنبلة معنويّة، خصوصاً أن الشائعات حول راتب شيرين، ترافق مع تسريبات عن فخامة الفندق الذي يستضيفها في بيروت، مع العلم بأنّ اختيار الفنادق الفخمة أمر اعتيادي في حالة «أم. بي. سي.» ويتمّ اعتماده مع كلّ الضيوف.