2012/07/04

حكايات البسطاء في ثلاثين حلقة تلفزيونية "رفة عين" ينطلق من الواقع الاجتماعي ليحقق الابتسامة
حكايات البسطاء في ثلاثين حلقة تلفزيونية "رفة عين" ينطلق من الواقع الاجتماعي ليحقق الابتسامة


نجوى حبوبي – مجلة الشبكة

من خلال استخراج التفاصيل الصغيرة الموجودة ضمن الحياة الشعبية، تتجمع حكايات الناس البسطاء لتشكل ملامح عامة لهذا الجانب من المجتمع، وتصبح مسلسلاً طويلاً مؤلفاً من 30 حلقة يضع ضمن أهدافه وضع ابتسامات واسعة على وجوه الجمهور الرمضاني، وذلك من خلال مسلسل عنوانه "رفة عين"، ويعني الاسم أن كل ما يحدث لا يحتاج إلى وقت طويل، إذ بعد رفة عين سريعة تتكون العلاقات، ويتغير الواقع الاجتماعي.

المسلسل إنتاج شركة "سورية الدولية"، وإخراج المثنى الصبح، إذ يدخل من خلاله مجال الأعمال الخفيفة، أو الكوميدية، لكن مسلسله ليس كوميدياً بقدر ما يعالج مشكلات واسعة، ويظهر وجوهاً إنسانية متعددة.

استمر المخرج المثنى الصبح ما يقارب الثلاثة أشهر في تصوير مسلسله الجديد "رفة عين"، وهو تأليف أمل عرفة وسيناريو وحوار بلال شحادات وأمل عرفة أيضاً، وإنتاج شركة "سورية الدولية" للإنتاج الفني. ومن خلال النفس الساخر المعتاد للفنانة أمل عرفة في أعمالها السابقة، وعلى مبدأ "شر البلية ما يضحك"، وفي خليط يشبه الحياة ويكشف أننا نبكي في لحظات سعادة وفرح ونضحك في لحظات حزن وألم، يأتي مسلسل "رفة عين" الاجتماعي المعاصر ليتحدث في حلقاته الثلاثين عن أولئك المهمشين والمسحوقين الذين يولدون وتولد بدواخلهم أقدارهم التي تسيرهم في حياة غنية بتفاصيل مملوءة بلحظات الدراما الصارخة، وكيف برفة عين واحدة قد تتغير أقدارهم.

ويرصد النص أحلام هؤلاء البسطاء المهمشين من خلال حكاية بطلة العمل "هدية" المولودة في السجن من أب سكير وأم ضعيفة ومغلوب على أمرها، وتتوالى الأحداث لنرى كلاً من "هدية" وشقيقها "مهدي" في صراع مرير مع الحياة لتحقيق واقع أفضل ضمن ظروف حياتية قاهرة، وهما مستمران في رحلة بحث أحدهما عن الآخر، إذ يتوهان كثيراً في دروب الحياة المتعددة، لنرى تحولات "هدية" من سجينة، إلى سارقة، إلى راقصة، ثم سمسارة لطبيب أسنان فاشل، فعاملة تقدم قهوة وشاي في محل تجميل شهير بالبلد، فعاملة سكّر للنساء في الجناح الداخلي، فعاملة أظافر مناكير وبديكير، إلى أن تسوقها الأقدار لتلتقي "أبو نورس" الثري والعطوف على الفقراء والمساكين. وفي خط مواز، وفي متاهة حياتية واحدة، يعرض المسلسل حكاية "مهدي" مع القدر، الذي قضى حياته في لعب القمار، يقامر دائماً على حياته، إذ ينتقل من ميكانيكي في ورشة إلى عدة أعمال أخرى، ويتورّط بالزواج من امرأتين إحداهما حب عمره، والأخرى قدره.

وتقول أمل عرفة عن مسلسلها الجديد: ضمن منظومة من العلاقات المتشعبة والمحيطة بـ"هدية" و"مهدي" في تلك الحارة العشوائية التي شهدت فصول حياتهما، وعبر أسلوب معالجة يأخذ أشكالاً عدة درامية، ويمزج بين الألم والسخرية معاً، تتكوّن أحداث مسلسل "رفة عين". المسلسل اجتماعي واقعي لا يخلو من مسحة ساخرة في بعض محاوره وشخوصه ومشاهده، وهو يتناول مواضيع شبابية تتعلق بأشخاص يقبعون عادة على هامش الاهتمام بهم في هذا المجتمع.

و"رفة عين" بطولة أمل عرفة، سلوم حداد، عبد المنعم عمايري، جهاد سعد، سلمى المصري، ضحى الدبس، روعة ياسين، جلال شموط، ميسون أبو أسعد والعديد من نجوم الدراما السورية.

وتؤدي روعة ياسين في المسلسل دور شخصية "رحاب" التي تعمل في صالون تجميل، وهي رئيسة الموظفات العاملات، ويدها اليمنى ممدودة دائماً لصاحبة الصالون، ورحاب تعيش في بيت واحد مع عوانس متعبات، هموم حياتهن صعبة إلى درجة أن رحاب تنسى نفسها وتتأخر بالزواج، وهنا تتعرف إلى "هدية"، فتعمل عندها في الصالون وتتزوج شقيقها "مهدي"، ويرافق تلك الأحداث الكثير من الظروف المؤلمة والطريفة في الوقت ذاته.

وتؤدي ضحى الدبس دور ربة منزل تعمل على تربية أبنائها حتى يكبروا ويشقوا طريقهم في الحياة، ثم تبدأ مشكلاتهم الاجتماعية والعائلية، ومشكلاتهم بين بعضهم بعضاً، فتكون الأساس المتين لاستيعاب الهموم والمنغصات، وفض الخصامات بينهم، وحل مشكلات أحياناً تكون أكبر من قدرتها على حلها.

وقبل التصوير اتفقت الشركة المنتجة مع المخرج المثنى الصبح والكاتبة أمل عرفة على اختيار اسم جديد للمسلسل ليصبح "رفة عين" بدلاً من "سكر مالح" أو "هدية" كما كان اسمه في البداية، ويعدّ المسلسل ثالث تجربة للفنانة أمل عرفة في مجال التأليف الدرامي بعد تجربتها في مسلسلي "دنيا" و"عشتار".