2012/07/04

حيــص بيــص المتابعــــــة التلفزيونيـــــــة !!
حيــص بيــص المتابعــــــة التلفزيونيـــــــة !!


رمضان إبراهيم - الثورة

هكذا اعتدنا على شهر رمضان المبارك من كل عام.. يحمل إلينا هذا العام سلة مليئة بالمسلسلات والمسابقات

ونقع في حيص بيص المتابعة فلا الوقت الذي نملكه يسعفنا ولا أرقام الهواتف التي تظهر على الشاشات تنصاع لتوتراتنا وضغطنا المتواصل على الأزرار في سبيل الفوز بسيارة أو شقة أو رحلة سياحية حتى ولو كانت إلى بلاد الدلوعة لميس وابن جارتنا مهند!!‏

مسلسلات.. مسلسلات. جميعها تعرض في بداية السهرة ويعاد عرضها قبيل منتصف الليل ونستيقظ صباحاً لمتابعة بعض الأحداث التي لم نستطع السهر لالتقاط خيوطها. فيما يستريح جهاز الهاتف من الضغط المتواصل على أزراره بعد أن نلفظ يأسنا من الرد.‏

الدراما في سورية تطورت وقطعت أشواطاً كبيرة وهذا لا يحتاج إلى برهان ودليل قاطع وباتت في مرتبة العالمية لكن وفي غفلة من الزمن جاءتنا بعض الرياح من مكان ما محملة بقليل من فقاعات الصابون وغطت وهج هذه الدراما بقليل من فقاعات الهواء وظنّ الآخرون أنهم باتوا يشاركوننا أسرّتنا وألبستنا وحتى أحذيتنا.لكن وعند التماس هلال هذا الشهر كانت تلك الفقاعات تلفظ خواءها وتجف دون أن تترك أيّ أثر.‏

في رمضان هذا العام أطل علينا ممثلونا الذين في لحظة معينة جعلونا نقف قاب قوسين أو أدنى من فقدان الثقة بهم وعدم تذكّر وجوههم لولا مواقف بعضهم من الأحداث الأخيرة التي شهدتها وتشهدها سورية !!.. ممثلونا الذين بات بعضهم مجرد ناطق رسمي باللهجة العامية تحت وطأة الدبلجة للمسلسلات الآتية إلينا كما ذكرت من بلاد ابن جارتنا مهند.‏

في الحقيقة لدينا بعض المسلسلات المعروفة فكرتها من خلال جزئها الأول أو الثاني.. أو.. الذي تابعناه في رمضان الماضي أو الذي سبقه دون أن تحمل لنا أي شيء جديد فيها، فالفكرة باتت معروفة وإضافة بعض الحركات العبثية والأصوات التي تدعو للضحك وبعض المواقف الكوميدية لن يقدم للعمل أي جديد.‏

الأعمال التاريخية قليلة قياساً بعدد المسلسلات التي تعرض. لكن ما استرعى انتباهي في زحمة هذه الأعمال هو مسلسل الخربة لأكثر من سبب: أول هذه الأسباب هي عودة الفنان القدير دريد لحام إلى أخذ الأدوار التي تذكرنا بوجه مميز ودائم الحضور ويملك ماض كبير في عالم التمثيل الدرامي لكن من المعيب ألا يحفل الحاضر وحتى المستقبل بأدوار له.. وثاني هذه الأسباب هو عودة الفنان الكبير رشيد عسّاف إلى حضن الدراما السورية بعد أن باتت بلاد الله الواسعة داراً له.‏

مسلسل الخربة للكاتب ممدوح حمادة هو عمل جديد ويذكر أن الكاتب المذكور هو الذي كتب من قبل مسلسل ضيعة ضايعة ورصد حياة شريحة معينة من أبناء الساحل ربما على مبدأ توم وجيري، حيث أسعد وجودة والمقالب التي يقومان بها فيما بينهما أو مع المختار أو مع «رجال الحكومة» يقدم لنا هذا العام مسلسل الخربة الذي يرصد لنا أيضاً حياة شريحة ثانية من نسيج المجتمع السوري في المنطقة الجنوبية لكن دون أن يخرج كثيراً عن «ضيعة ضايعة» باستثناء أن أسعد وجودة قد تحولا إلى عائلتين على رأسهما رشيد عساف ودريد لحام. لكن ما استرعى انتباهي هنا أيضاً التركيز على الجهل والبلادة والعبثية الزائدة والمفتعلة أحياناً في تصرفات الممثلين!!‏

النقلة النوعية الجديدة أيضاً في الإنتاج الدرامي هذا الموسم لاحظتها في قناة المنار التي تبث مسلسل «الغالبون «وهو من إخراج المخرج السوري الكبير باسل الخطيب ويشارك فيه عدد كبير من نجوم الدراما في لبنان وسورية وفلسطين والمسلسل كما هو واضح من خلال الإخراج والديكور والتقنية العالية مشغول عليه بشكل كبير ليحاكي قصص البطولة والتضحية في جنوب لبنان إبّان الاجتياح الإسرائيلي له 1982- 1985 وأعتقد أنه سيكون نسخة مطورة عن مسلسل (زمن الأوغاد) الذي عرض قبل سنوات ولن يكون باستطاعته الخروج من عباءته لجهة التركيز على الهوية الوطنية للمجتمع اللبناني- وبالأخص الجنوبي- الذي استطاع أن يسحق أسطورة الجيش الذي لا يقهر ويحقق الانتصار تلو الانتصار في زمن باتت الانتصارات العربية شبه غائبة.‏

ما آمله أن يكون تأثير المسلسلات التي دخلت خلسة إلى شاشاتنا ذات يوم قليل ومحدود وأن ينتهي سواء من خلال الاستخدام المفرط للأنواع الحديثة للسيارات أم بعض الأجهزة الالكترونية أم ترويج السياحة في بلدهم من خلال المناظر التي يتم التركيز عليها أم من خلال تسويغ فكرة لعينة كانت تدور في معظم تلك الأعمال حولها سواء في الحب الممنوع أم في الحب المسموح أم في الحب الحرام..وأعتقد ان من تابع هكذا مسلسلات يعي ما أقول.. (وفهمكم كفاية)!!‏