2012/07/04

خالد الحجر: واقعنا أمر بكثير من قصة «الشوق»
خالد الحجر: واقعنا أمر بكثير من قصة «الشوق»

خمس الحواس - دار الإعلام العربية

مخرج يحمل بداخله رؤية خاصة، فهو تارة يأخذنا إلى عالم المشاعر والأحاسيس حتى يجعلنا نحلق معه بعيداً عن عالمنا، وتارة أخرى يقدم لنا التراجيديا

المأساوية في أبشع صورها، رؤيته الإخراجية حملت مزيجاً من تقنيات الغرب ومهارة العرب.. إنه خالد الحجر الذي أثار فيلمه «الشوق» الكثير من الجدل، بعد

فوزه بجائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. التقيناه عبر السطور التالية، وناقشنا معه رؤيته الإخراجية وأعماله المقبلة، وهذه تفاصيل

الحوار

هل كنت تتوقع حصول فيلمك «الشوق» على جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

لم أكن أتوقع حصول الفيلم على جائزة؛ خاصة وأن لجنة التحكيم كانت مكونة من تسع دول مختلفة وكان من الصعب أن يحوز الفيلم على إعجابهم جميعاً،

ولكنني كنت أشعر بأنني قدمت عملاً مميزاً وأن الفيلم سيحقق شيئاً، وبالفعل حصل على الجائزة رغم وجوده وسط العديد من الأعمال المتميزة التي

نافسته في المهرجان

كمخرج للعمل.. ما الذي جذبك إلى قصته؟

بمجرد أن قرأت ورق الفيلم أعجبني بشدة؛ لأن الموضوع جيد ويتكلم عن فئة الناس المهمشة في المجتمع، بالإضافة إلى أنه يحوي كماً كبيراً من المشاعر والأحاسيس القوية.

كم استغرق تصوير العمل، وما أصعب المشاهد التي قمت بتصويرها؟

استغرقت مدة تصوير الفيلم ستة أسابيع، وكان كل التصوير خارجياً، أما أصعب المشاهد التي قمت بها فكانت في محطة مصر، حيث الزحام الشديد

والتجمهر الذي وجدته أثناء التصوير، ولكن كان هناك تعاون شديد من فريق الإنتاج الذي ساعدني بشدة لإنجاز هذه المهمة واستطعت أن أصور بسلاسة

نقل إحساس الألم

البعض يرى أن الفيلم به مأساوية شديدة انعكست بشكل مباشر على المشاهد، فهل قصدت ذلك؟

بالفعل قصدت ذلك، وبالنسبة للمأساوية التي شعر بها الجمهور أثناء مشاهدة الفيلم فهذا معناه أني نجحت في توصيل الشكل المأساوي إلى المتفرج،

كما نجحت في نقل إحساس الألم إلى الجمهور وهذا نجاح يحسب لي

هل كان حجم المأساة أحد أسباب نجاح الفيلم وحصوله على الجائزة؟

هناك أسباب كثيرة جعلت الفيلم يفوز بالجائزة وأهمها جدية الموضوع الذي يطرحه والسيناريو والديكور والإنتاج والإخراج والإضاءة، فقد قمنا بتحضر للفيلم بطريقة مدروسة فترة طويلة مع اختيار أبطال العمل بعناية شديدة، حيث تم تصوير كل مشاهد الفيلم بـ one shoot وكل تلك العوامل جعلتنا نقتنص الجائزة من بين الدول المشاركة بالمهرجان.

حدثنا عن أسباب ترشيحك لسوسن بدر لدور البطولة رغم وجود نجمات كالممثلة روبي؟

بمجرد أن قرأت السيناريو شعرت أن الفنانة سوسن بدر هي الممثلة الوحيدة القادرة على تجسيد الشخصية، ولهذا رشحتها للدور وكان اختياري صائباً،

والدليل حصولها على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في العمل، وأتذكر أن المنتج ترك لي حرية اختيار باقي أبطال العمل مثل روبي التي تمتلك إحساساً

قوياً ولديها قدرات فنية جيدة وشقيقتها كوكي وأحمد عزمي ومحمد رمضان

ووسط هذه الاختيارات، كان لدي قناعة بأن قصة الفيلم هي البطل الأساسي وليس بالضرورة أن يكون كل أبطال العمل نجوماً، والدليل على ذلك فيلم

«قبلات مسروقة» لم يكن أبطاله نجوماً بل كانوا وجوهاً شابة ومع ذلك حقق الفيلم نجاحاً متميزاً وعمل ضجة، ولهذا فأنا أقوم باختياري لأبطال العمل على

أساس رؤيتي الخاصة لكل فنان منهم ومدى امتلاكه لقدرات فنية تؤهلة لتجسيد الدور

صور مختلفة للشوق

ما الرسالة التي أردت توجيهها للجمهور من خلال «الشوق»؟

كان هدفي في المقام الأول أن أرصد مشاعر وأحاسيس مهمة في المجتمع، حيث حاولت إلقاء الضوء على تفاصيل خاصة بداخلنا وعلى بعض المشاعر

الخاصة المؤلمة التي انعكست من واقع مؤلم، وقدمت صوراً مختلفة للشوق الذي نفتقده في حياتنا، فأنا كمخرج لي رؤية خاصة أحاول تقديمها من خلال

أعمالي ودائماً ما أنقب عن كل ما يعجز اللسان عن قوله، بل أحاول أن أتكلم بصوت إحساسنا الداخلي وأنقر عن أدق مشكلاتنا التي قد نعجز أحياناً عن التحدث عنها.

هل سيشارك فيلم «الشوق» في أي مهرجانات أخرى؟

نعم هناك أكثر من مهرجان، ولكننا لم نحصل على موافقة نهائية بعد، وعند حصولنا عليها سأعلن على الفور على المهر

جانات التي سيشارك فيها الفيلم.

ما حقيقة ما تردد عن تدخلك في سيناريو فيلم «الشوق»؟

لست من هواة التدخل في عمل الآخرين، ولو حدث أتدخل بشكل طبيعي مثل أي مخرج من خلال عقد جلسات عمل مع المؤلف قبل بداية العمل لوضع

التفاصيل النهائية لكل شخصية وللاتفاق على طريقة تنفيذ كل ما يخص العمل، ولكنني لا أتدخل كسينارست؛ لأن هذا ليس من صميم عملي ولكني

أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تعاون مشترك بين فريق العمل حتى لا يحدث خلل في الشكل النهائي للعمل؛ نظراً إلى أن هذا الخلل ينعكس بشكل مباشر على نتيجة العمل الفني سواء كان درامياً أو سينمائياً.

في رأيك هل الفيلم ينقل واقعاً حياً يعيشه المصريون، أم كانت هناك مبالغة من العمل؟

الفيلم يمثل جزءاً من الواقع بل الواقع أمر بكثير من الأحداث التي شاهدها الجمهور، فواقعنا به عائلات كثيرة بنفس فقر العائلة التي ألقينا الضوء عليها من

خلال الفيلم، وهناك أبناء كثيرون لم يجدوا رعاية من أسرهم، وهناك أيضاً الأم التي تحمي بناتها بطريقة خاطئة، وهناك الاحتياج الشديد للمال، فعنوان

الفيلم «الشوق» قصدنا به الشوق إلى المال والحب والحنان والعائلة

مع يوسف شاهين

حدث خلط بين تناول الفيلم لمأساة عائلة فقيرة وبين فكرة استعراض الفيلم للعشوائيات، فما تعليقك؟

هذا الخلط حدث؛ لأن عدداً كبيراً من المشاهدين لديهم الاعتقاد بأن الأماكن الفقيرة هي العشوائيات ولكن العشوائيات شيء آخر ويتم تناولها بطريقة

مختلفة أيضاً، أما الفيلم فتناول منطقة فقيرة بالإسكندرية من خلال أسرة تعيش فيها ويعاني أفرادها من الفقر ومشكلات أخرى كثيرة

الكثيرون لا يعرفون بدايتك مع الإخراج والأعمال التي قدمتها لجمهورك؟

بعد تخرجي شاركت كمساعد مخرج مع المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم «وداعا بونابرت»، ثم شاركت معه في ثلاثة أفلام وفيلم قصير بعنوان «أنت

عمري»، ثم سافرت بريطانيا ودرست الإخراج وأخرجت 4 أفلام قصيرة وفيلم طويل بعنوان «غرفة للإيجار» تم عرضه في مهرجان «كان» عام 2002، وبعدها رجعت مصر وأخرجت «حب البنات، مافيش غير كدة، قبلات مسروقة»، وأخيراً «الشوق»

ماذا أضافت لك تجربتك الإخراجية بالخارج؟

أضافت لي الكثير، فقد تعلمت تقديم أعمالي بجدية وإعطاء عملي وقته اللازم، وأيضاً أن يمس العمل الناس ويلمس أدق تفاصيلهم، ولهذا أقوم بدراسة

الورق بشكل جيد وبمنتهى الدقة قبل بداية العمل به، كما أقوم بعمل بروفات لكل فريق العمل قبل بداية التصوير، واكتسبت من دراستي الإخراج بالخارج

مهارة أن يكون هناك تناسق بين كل أقسام العمل وأن أهتم بالكادر الكامل للصور، بالإضافة إلى أن يكون الإحساس الذي يحمله مضمون العمل قوياً، فعندما

أخرج عملاً كوميدياً تنعكس البهجة بشكل مباشر على المشاهد مع كل مشهد، والعكس عندما أقدم تراجيديا يصل هذا الإحساس إلى الجمهور أيضاً، كما

أني تعلمت أنه من أهم مقومات المخرج الناجح أن يمتلك القدرة على إدارة كل عناصر الفيلم حسب رؤيته الخاصة، على الرغم من أن المخرج بالخارج لا

يتدخل في كل تفاصيل العمل ولكن هنا في مصر الوضع مختلف؛ لأن المخرج مضغوط جداً لكونة يباشر كل شيء بنفسه

كيف تنظر إلى حال السينما المصرية في الوقت الراهن؟

هناك أعمال كثيرة قدمت على درجة عالية من التميز، والدليل الجائزة الأخيرة التي حصل عليها فيلم «الشوق» بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسط

أعمال عالية المستوى وفي منافسة قوية بين العديد من دول العالم، وهذه ليست الجائزة الوحيدة التي تحصل مصر عليها فقد حصلت أفلام كثيرة على

جوائز عديدة بمهرجانات خارج مصر، وعلى الرغم من أننا نتعرض إلى فترات يقل فيها عدد الأفلام المتميزة التي يتم إنتاجها، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن

السينما المصرية القديمة لديها تاريخ كبير وضخم من الأعمال العالية الجودة

ما أحب أعمالك إلى قلبك؟

فيلم «أحلام صغيرة» و«أشياء مني» وفيلم «حب البنات» و«غرفة للإيجار» وأخيراً «الشوق».

ما رأيك في أفلام خالد يوسف؟

لا أحب أن أتكلم عن أفلام أحد أصدقائي، فهو صديق قريب جداً إلى قلبي.