2013/05/29

خطوة لمشروع سينمائي شبابي في اللاذقية
خطوة لمشروع سينمائي شبابي في اللاذقية


عاطف عفيف – تشرين

مهرجان «خطوات» الأول للأفلام القصيرة للهواة الشباب شكل علامة فارقة في حياة مدينة اللاذقية والحركة الثقافية فيها, وكذلك في حياة عشاق الفن السابع،

إنه مهرجان «خطوات» السينمائي الأول للأفلام القصيرة للهواة الشباب الذي أقيم مؤخراً في صالة المسرح القومي في اللاذقية, فقد أتاح الفرصة لصناع السينما الشباب لعرض نتاجهم, وفي الوقت نفسه أتاح المجال للجمهور المتعطش للإحساس الجميل بحضور ومشاهدة الأفلام السينمائية والذي لطالما افتقدوه بسبب الافتقار لصالات العرض.

مشروع سينمائي شبابي

عد أغلب الحضور أن المهرجان نجح رغم كل العثرات والأخطاء والتي اعترف بها القائمون على المهرجان وطلبوا من الجميع مسامحتهم عليها، لأن من يخطو خطواته الأولى لا بد وأن يتعثر, فهذا المهرجان كما يقول مجد أحمد مدير المهرجان هو خطوة من خطوات تؤسس لمشروع سينمائي شبابي نشتغل عليه منذ ما يقارب ست سنوات، وهذا المشروع موجه لشريحة الشباب، وهي شريحة مهمة جداً لما تتمتع به من طاقة بشرية متجددة وحيوية، وهذه الشريحة مسلحة بأدوات ومنجزات إبداعية غاية في الأهمية، لكن هذا المنجز الإبداعي مبعثر, فمن خلال جمعية شباب للفنون ومجلس الشباب السوري وبالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة السياحة وشركةMTN» » أطلقنا هذا المهرجان الذي يساعد في جمع منجز الشباب ويؤطر طاقاتهم بالطريقة الصحيحة ويصوب أدواتهم ويطورها ويستفيد من تجاربهم وأخطائهم.

وقال مجد إنه تم تقديم«15» فيلماً للجنة المهرجان التي قامت باختيار «9» أفلام شاركت في المهرجان وفق معايير فنية معينة، وتتناول هذه الأفلام مواضيع وأفكاراً متنوعة اجتماعية وإنسانية وتحكي عن مشكلات الشباب وأوجاعهم، والشرط الأساس لتلك الأفلام أن تكون منتجة حديثاً ولم تعرض سابقاً.

وحرصاً من إدارة المهرجان على الشفافية تم إرسال نسخة من الأفلام من دون أسماء إلى لجنة التحكيم والمؤلفة من المخرج عبد اللطيف عبد الحميد والمخرج جود سعيد والممثلة سلاف فواخرجي، وهناك ثلاث جوائز وزعت على الشكل التالي«50» ألفاً لأفضل فيلم ،«30» ألفاً لأفضل إخراج،و«20» ألفاً لجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

صناع الأفلام.. الشباب


«

تشرين» واكبت كل فعاليات المهرجان والتقت ببعض صناع الأفلام الشباب ومنهم زين العابدين مريشة الذي قدم فيلم «دقائق من شمع» ويحكي عن الواقع الحالي الذي تمر به سورية من خلال شابين يتحاوران ويطرحان حلولاً وآراء بسيطة جداً لكن في النهاية يرون أن هذه الحلول البسيطة ليست مهمة تجاه أن نحب بعضنا البعض في وطننا سورية.  أما قصي العيثمي مؤلف فيلم «ملح» فقال: إن الفيلم من إخراج أدهم أبو الحسن وفكرته أن الملح يضيف ذوقاً حلواً للحياة ولكن في الوقت نفسه له الطعم المالح وهو رمز الطهارة للحياة، مشيراً إلى ضغوط يتعرض لها الناس، البعض يتوقف عندها ولكن آخرين يستمرون، والفرصة التي أتاحها المهرجان تعطي دافعاً كبيراً للعمل أكثر ولتقديم الأفضل في المهرجان القادم. وبدوره الأدهم داؤد مخرج فيلم «فراشة» قال: إن فيلمه  يحكي عن أمل الإنسان في هذه الحياة، لم يعتمد على التقنيات بل على السيناريو، وفريق الفيلم لأول مرة يعمل في التصوير والتمثيل، وأضاف: عملت بعض التجارب لكني رميتها لأني كنت أراها فاشلة, وعندما سمعت بالمهرجان رأيت أن الفرصة جاءت إلينا لنبدأ خطوة مع خطوات المهرجان.

وليد صندقلي مخرج فيلم «سعادة» قال: أريد أن أفعل شيئاً مختلفاً ومغايراً فلدي الفكرة ولدي الإمكانية وجاء المهرجان ليكون المنبر لعرض نتاجنا وأفكارنا ولقد طرحت فكرة «السعادة» والتي نحن بحاجتها بشكل كبير ونبحث عنها والبعض مستعد لدفع أموال طائلة لشرائها..

بين الحياة والموت

ويقول أمين حداد مخرج فيلم «twitch»: اخترت مشكلة المخدرات باعتبار أن لها حضورها القوي بكل دول العالم وتشكل معاناة للكثير من شباب اليوم، ويحكي الفيلم حالة شخص أخذ جرعة زائدة ومر بحالة هلوسات وذكريات متضاربة ووصل إلى مرحلة بين الحياة والموت, ولقد استخدمت في العمل المؤثرات الخاصة وهذه المؤثرات تعد جديدة على العمل السينمائي في سورية وأرى أنها لم تأخذ حقها حتى الآن حتى على المستوى العربي، واعتبر المهرجان أشبه ببرامج اكتشاف المواهب لكن على مستوى محلي وبكلفة منخفضة جداً.

عصام خليل مخرج فيلم «awakening»  قال تهاجم فكرة الفيلم التلفزيون هذا الجهاز الذي دخل كل بيت بالعالم وهو خطير جداً, لأنه أصبح أداة لمسح الدماغ, لذلك الفيلم هو دعوة لإطفاء هذا الجهاز والتفكير وإعمال العقل، ولأول مرة أشتغل بالغرافيك وكنت خائفاً من هذه القصة بسبب أن الغرافيك يحتاج إلى أجهزة وإمكانيات ضخمة غير متاحة.

ويقول زياد شرمك كاتب ومخرج فيلم «صدى الروح»: الفيلم يحاول أن يسلط الضوء على معاناة المسرحيين الذين لديهم إبداعات ومواهب  لكن هذه المواهب تدفن وتندثر بسبب اصطدامها بالبيروقراطية وعقلية الجهات الإدارية, وعلى تلك الجهات صاحبة القرار أن ترى تلك المواهب, والذي يستحق يجب أن يستقطب، بلدنا سورية تضج بالطاقات والمواهب والعبقريات تجب الاستفادة منها.

كما تضمن المهرجان فيلم «حوار» إخراج زياد حمدان وفيلم ««not just an apple إخراج صفوان صفية، وتراوحت مدة الأفلام المذكورة آنفاً ما بين الدقيقة وحتى 15 دقيقة.

خطوة ضرورية


ويقول المخرج جود سعيد: بحثنا في الأفلام المقدمة على ما يبشر بصناع أفلام مستقبليين، قادرين في يوم من الأيام على أن يسردوا للمشاهد حكاية عبر الصورة وأن يقوموا بعمل فني، وبكل شفافية نحن حضرنا الأفلام بشكل مسبق قبل المهرجان، وهذا كان الاتفاق بيننا وبين إدارة المهرجان.

وأشار سعيد إلى أن هذه الخطوة لإقامة مهرجان كهذا ضرورية جداً، و تستأهلها اللاذقية على الرغم من أنها جاءت متأخرة, لكنها تؤسس لاحقاً لخطوات أكبر في هذا المجال، وتكمن أهمية المهرجان في استمراريته لكي يكون بمنزلة المحرض لدى الشباب ليقدموا تجاربهم الخاصة في مجال إنتاج الأفلام السينمائية القصيرة, وأضاف: من خلال مشاهدة الأفلام يمكن القول: إن هناك شيئاً مبشراً فهناك مشاريع لناقلي أجواء سينمائية حقيقيين، وأبدى جود إعجابه بجمهور اللاذقية الذي حضر بكثافة من أول يوم وحتى آخر يوم، وقال: أمام عظمة هذا الجمهور ومحبي ومتابعي السينما حرام بمدينة بمثل أهمية اللاذقية ألا يكون فيها على الأقل 10 صالات عرض سينمائية.

دهب مدفون!


بدورها تقول الممثلة سلاف فواخرجي: هذه الخطوات الأولى والتجارب الأولى للمهرجان مهمة للغاية, ومن المهم أن تدخل مواهب جديدة ودم جديد إلى عالم السينما والفن والإبداع, ولاسيما في هذه الظروف التي تمر على سورية، حيث يجب أن نهتم بشكل مضاعف بهذه الحالات الإبداعية لأننا بحاجة لدعم بعضنا البعض وأن نثبت أننا صلبون وأقوياء أمام كل المحن.

وأكدت فواخرجي أنه عندما نرى مواهب حقيقية يجب أن نقدم لها الدعم الحقيقي لكي تستطيع أن تنفذ أفكارها على أرض الواقع, ومن المهم أن يكون هناك دعم حقيقي من الدولة ومن الشركات لتتبنى هذه المواهب الحقيقية، لدينا مواهب مثل الدهب المدفون، من المهم حقاً أن يعطى هؤلاء الشباب الفرصة لمساعدتهم على إظهار ما يملكونه من مواهب وإبداعات.

كما تضمن المهرجان تكريم السينمائي المخرج محمد إسماعيل الآغا وهو ابن اللاذقية كعربون شكر وامتنان لما قدمه للسينما السورية وقال الآغا في هذه المناسبة: لقد أحسست من خلال هذه الخطوة للمهرجان ومن خلال هؤلاء الشباب المتحمسين أنه مازال هناك أمل «ببكرى», ولوكان هناك بعض الأفلام غير الناجحة لكنها جميلة وفيها جرأة ويجب المتابعة والمثابرة.

وعن الأفلام أشار إلى أن بعضها فيها تقنية إخراجية بحت, وبعضها يحمل فكرة جميلة لكن ينقصها السينما, وأخرى قصيرة جداً ورمزية كان يقصد فيها المخرج شيئاً ما، لكن لم يستطع إيصال الفكرة.

ومن خلال الأفلام هناك حالة تنافسية وهذا من المفروض أن يؤدي إلى حلول إخراجية أفضل في المستقبل.

تتويج

وفي اليوم الأخير للمهرجان جرى ومن خلال حفل خاص تتويج الأفلام الفائزة بالمهرجان والتي أتت على الشكل الآتي: حيث حاز فيلم «twitch» لأمين حداد جائزة أفضل فيلم, وجائزة أفضل إخراج لفيلم «awakening» لعصام خليل, وجائزة لجنة التحكيم لفيلم فراشة لأدهم داؤد، كما حاز فيلما »سعادة« لوليد صندقلي، و»دقائق من شمع» لزين العابدين مريشة اهتمام وتقدير لجنة التحكيم.