2012/07/04

خلال ربع ساعة يصدر الجمهور حكمه على جهد أسابيع!
خلال ربع ساعة يصدر الجمهور حكمه على جهد أسابيع!

خلال ربع ساعة يصدر الجمهور حكمه على جهد أسابيع! بقلم ياسين رفاعية عندما يتمتع أحد المشاهدين للتلفزيون برؤية تمثيلية قد لا تتجاوز الربع ساعة، قد لا يخطر بباله أن جهداً عظيماً يبذل من أجل هذه ال(ربع ساعة)!. و قد رافقت إعداد تمثيلية قدمت مساء الجمعة الماضي بعنوان (أبو البنات) للأديب وليد مدفعي. و كان ذلك منذ أكثر من شهرين..أي منذ تسلم مروان شاهين إدارة التلفزيون الفنية. و كانت السيدة قسمت طوزان مخرجة التمثيلية تتردد على مقر جمعية العهد الجديد حيث كانت تقوم البروفات لتختار الوجوه ة الأصوات الصالحة للأدوار.. و استمرت هذه التجارب أكثر من أسبوع.. حتى استقرت الآراء على الوجوه التي قدمت التمثيلية و هي جمانة طه، سامية جزائري، رياض شحرور، هاشم قنوع، محمود جركس، و إبراهيم كردية. و أخذ الممثلون يحفظون أدوارهم.. إذ إن التلقين المسرحي لا يمكن أن يطبق في تمثيليات التلفزيون... إن أقل غلطة يرتكبها الممثل يكلف مالية التلفزيون على الأقل 500 ليرة.. لأن معنى ذلك إتلاف التسجيل و إعادة العمل من جديد.. و بعد مرور أكثر من شهر كامل.. تقرر أن موعد التسجيل يوم الاثنين ما قبل الأخير.. وقالت المخرجة: أعتقد أنني على استعداد لذلك.. و في اليوم التالي.. كان الجميع في مبنى التلفزبون و أخذت المخرجة توزع تعليماتها على موظفي الماكياج.. وخلال نصف ساعة أصبح عمر رياض شحرور حوالي الخمسين و أصبح عمر هاشم قنوع حوالي الأربعين... وهكذا فإن تبديلاً كبيراً طرأ على الممثلين.. عدا جمانة طه.. التي ظلت محتفظة بصورتها الأصلية.. أما سامية جزائري فقد أصبحت ممرضة و كأنها أمضت في المهنة سنين عديدة. و انتقل الجميع فيما بعد إلى الاستديو رقم 1... و هناك جلست المخرجة و جلس مساعدها خلف الآلات الزجاجية الحاجزة للصوت و أخذت تدرب المصورين على اللقطات بينما كان الممثلون يتدربون للمرة الأخيرة على أدوارهم.. و في الساعة الثانية تماماً.. بدأ التسجيل و كانت المخرجة متوثبة الأعصاب تلاحق المصورين واحد اثر واحد كما تراقب الممثلين في الوقت نفسه و تعطي تعليماتها إلى موظفي التسجيل.. و أخذ الممثلون يؤدون أدوارهم ببراعة فائقة... و أكثرهم كان يمثل للمرة الأولى كجمانة طه و سامية جزائري. أما إبراهيم كردية فإنه كان يظهر للمرة الأولى على شاشة التلفزيون و أما رياض شحرور فقد سبق له أن قدم مسرحية.. (وعلى الأرض السلام) التي استمر عرضها ساعة و نصف الساعة في التلفزيون.. و أما هاشم قنوع فله جولات كثيرة في التلفزيون و كذلك محمود جركس. و ظل التسجيل مستمراً حتى الثالثة و النصف و عندما خرج الممثلون من الاستديو كان يبدو عليهم الإرهاق والتعب فهم منذ التاسعة صباحاً بلا طعام و في عمل مستمر.. إلا أنهم كانوا يشعرون أن ثمة عملاً جيداً قد عملوا على أدائه.. و إن الربع ساعة التي ظلوا طوال شهرين يعدون لها.. سوف يتمتع جمهور التلفزيون بمشاهدة أحداثها. تعالج التمثيلية مشكلة اجتماعية لطالما يشكو منها مجتمعنا ألا وهي إنجاب البنات، و البنات فقط، فقد استطاع المؤلف أن يعرض هذه المشكلة داخل إطار كوميدي رائع و خلص إلى نتيجة هي: _إن البنات في هذا العصر أفضل بكثير من الشباب.. فهن أكثر حباً و أكثر احتراماً لذويهن من الشبان.._ مجلة الدنيا 25 كانون الثاني 1963