2012/07/04

خماسية «تقاطع خطر» تطيح بهيمنة «الحلقات الـ 30»
خماسية «تقاطع خطر» تطيح بهيمنة «الحلقات الـ 30»

  ماهر منصور - البيان «أهل الغرام»، و«ضيعة ضايعة»، وأخيراَ «تقاطع خطر»؛ ثلاثة أعمال تتقاطع عند اسم مخرجها الشاب الليث حجو، ومعها يكسر هذا الأخير طوق العرض الرمضاني، حين نجح في عرض المسلسل الأول على قناة «إم بي سي»، وعرض حلقات «ضيعة ضايعة» أسبوعياً على قناة «أبوظبي» خارج شهر رمضان المبارك. وفي «تقاطع خطر» يتقدم الليث حجو خطوة للأمام حين يطيح بشرط الحلقات الثلاثين، ويقدم مسلسلاً من خمس حلقات، ولسان حاله يقول: إن اختصار بعض الافكار يوصلها بشكل أسرع وافضل، بعيداً عن الإطالة والمماطلة.لاسيما أننا نشاهد نماذج لمسلسلات ب30 حلقة أو جزأين دون أن تقدم اي فكرة؛ بالتالي الموضوع ليس له علاقة بعدد الحلقات.تتناول خماسية «تقاطع خطر»، التي كتبها الفنان رافي وهبي، حكاية مستثمر يبحث عن مكان لبناء مشروع استثماري سياحي، تؤدي به المصادفة إلى قرية نائية، لكن مشروعه هناك في النهاية نتيجة عدم وجود الظروف المناسبة لبنائه، لتغيب القرية مجدداً في الضياع والإهمال بعد أن أخرجها المشروع للضوء. وخلال سير الأحداث تتكشف الكثير من الخفايا والمفاجآت. المكان شريك فعال طبيعة الحكاية اقتضت البحث عن قرية لاتزال الطبيعة تحتضنها دون أن تبدو عليها مظاهر المدنية، ويقول المخرج حجو، إنه بحث مطولاً عن المكان المناسب، ف«المكان شريك فعال وبشكل أساسي بتحريك المشهد، لذلك أعطي وقتاً كافياً لاستطلاع أماكن تضيف للعمل، بعيداً عن استجرار الأماكن بشكل تقليدي وكلاسيكي». والمكان، بالنسبة للمخرج حجو، «جزء أساسي وشريك رئيس في النص وهو الذي يفرز زوايا تصوير وحركة علاقات المجتمع وعلاقات الممثلين مع بعضهم»، وتناغماً مع هذه الرؤية يستخدم حجو في هذا العمل كاميرتين، للمرة الثانية بعد عمله «فنجان الدم». مشيراً إلى أن المكان وفر مناظر جميلة وديكوراً جاهزاً ليس في حاجة إلى أي تعديل، وهذا يريحه أثناء استخدام الكاميرتين عوضاً عن كاميرا واحدة، لكي يستثمر أفضل صورة ممكنة وخصوصاً في المشاهد النهارية، والتي فيها مدى كبير. مشروع جماعي تفاعل المخرج حجو مع الطبيعة لا يقل عن تفاعله مع الممثل، وهو الأمر الذي يأخذه في الحسبان عند اختيار الممثلين، حيث يستطيع أن يقدم للممثل بقدر ما يقدم له، وفي رأي حجو فإن العمل الدرامي التلفزيوني ليس عمل كاتب أو مخرج أو ممثل، بل هو مشروع جماعي يمكن أن يفشل في حال فشل أي عنصر من العناصر الموجودة فيه. دعوة للتحرر الفنان أيمن زيدان يجسد شخصية رجل مستثمر كان متوجهاً إلى منطقة يريد شراء أرض فيها، ولكن يتعرض لحادث على الطريق؛ فيضطر الى دخول هذه القرية التي يعتقد أنها وادعة وآمنة. هذه الانعطافة في الطريق تحرك جملة من الأحداث تكشف حقائق مرعبة أبرزها أن كل هذه العلاقات التي تبدو منسجمة ومتناغمة على السطح هي محكومة بظروف أخرى. ويفجر هذا الرجل علاقات ساكنة في مكان ما ويخرج الى السطح كل مشاكلها الداخلية. عن مشاركته في المسلسل يقول زيدان: أحد أسباب مشاركتي الرئيسة في هذا العمل هو انني من أولئك الذين يدعون للتخلص من هيمنة الثلاثين حلقة، لأنها تشكل فسحة للإطالة والثرثرة وتؤثر في سوية الإنتاج العربي عموماً. والخماسية اقتراح لإعادة نهضة وتحسين وضع الدراما السورية، والذي لا أراه مبشرا جداً، إضافة الى أن الانتاج يتعامل بطريقة لافتة مع المشروع. الفنان عمر حجو يلعب شخصية «أبو ثائر»، ولديه ابنة مخطوبة لمنذر ابن أبو شفيق. وعن العمل يقول: الموضوع اللافت لدينا هو فك الخطبة مقابل المشروع، الذي عرضه علينا الممول فؤاد. وهنا يسعى الفلاحون بين بعضهم إلى اقناع الطرفين بفك الخطبة. وأقتنع أنا وأبو شفيق بالفكرة لوجود مصلحة مادية بامتلاكنا أراضي على التلة يمكن أن نبيعها للسيد فؤاد وعندما يفشل المشروع نجد أننا أخطأنا بحق بعض. الفنان جرجس جبارة يؤدي شخصية «أبو شفيق»، وهو أب لشاب يريد أن يخطب فتاة من القرية اسمها نسرين. ونستطيع أن نكتشف شخصية «أبو شفيق» من خلال سير الأحداث. لكن الأهم كما يقول الفنان جبارة هو العمل الذي يشكل بداية لخلق دراما سورية مختلفة تماماً. عبر تقديم خماسيات أو سباعيات تعطي أهمية أكثر للمشاهد وللطرح الذي تقدمه وتعتمد دائماً على التكثيف والطرح الجدي. ويشير الفنان جبارة إلى أنه لم يتعامل مع الدور ككوميديا أو تراجيديا، حتى إنه لا يقدم رسماً للشخصية، بل يعيشها كحياة من لحم ودم ومجريات الاحداث هي التي تحدد شكلها على اعتبار أن الحياة ليست ضحكاً أو تراجيديا بالكامل، بل هي مزيج من الاثنين. أما الفنانة شكران مرتجى فتلعب شخصية جميلة، والتي من المفروض أن تكون هي المجنونة، لكنها العاقلة، على مبدأ خذوا الحكمة من أفواه المجانين. فهي ترى وتعرف كل شيء. وترى مرتجى أن للقصة خصوصية معينة على الرغم من أن حجم الدور ليس كبيراً. فقد لاحظت أثناء قراءتها للعمل أنه مضبوط وفيه حبكة وإثارة واضحة. ويلعب الفنان حسين عباس دور مروان، المشرف على المشروع السياحي، والذي كان السبب في جعل هذه القرية محور الأحداث. في حين يؤدي الفنان جمال العلي شخصية «أبو فاضل» وهو واحد من أهالي القرية. وهو شخص زئبقي يحاول مسايرة الأحداث. ويجسد الفنان قاسم ملحو دور شاهين الميكانيكي، والذي يمنعه ماضي والدته التي هربت مع عشيقها من الاختلاط بأهل القرية. لكن الظروف التي تمر بها القرية والمطامع التي تتكشف في ما بعد تجعل شاهين يقف مع ذاته ليكتشف أن البشر جميعهم خطاؤون وليس من اللائق أن يعيره الجميع بوالدته متناسين الأزمات التي يمرون فيها. بينما يلعب الفنان جهاد الزغبي دور أبو محمد، وهو شخصية ظريفة لديها «كاركتر» مختلف عن الطريقة التقليدية للبس الفلاحين. لديه جرار يعمل عليه، وتشاء الاقدار أن يصطدم بفؤاد المستثمر على الطريق. ويستغل هذه المصادفة ليستفيد من بناء المشروع السياحي ويقنع اهل القرية بذلك. ثم يحاول الضغط عليهم ليفسخ منذر خطبته من نسرين في سبيل مصلحة القرية. وتجسد الفنانة رنا جمول دور فتاة ريفية بسيطة فاتها قطار الزواج، تحلم بعريس يخلصها من شبح العنوسة، التي تعاني منها كثير من الفتيات في هذه القرى، التي يسافر شبابها للعمل. وتشعر بسعادة بالغة حين تخطب أختها الصغرى لأحد الشبان، لكن حين لا يتم الموضوع تتأثر كثيراً، لأنها تعرف معنى العنوسة نتيجة التجربة التي تعيشها.