2013/05/29

خمسة أعمال شامية تزين شهر رمضان...الإنتقال من إفقار التاريخ الغني إلى تقديمه ثرياً بالمستجدات
خمسة أعمال شامية تزين شهر رمضان...الإنتقال من إفقار التاريخ الغني إلى تقديمه ثرياً بالمستجدات


وائل العدس – الوطن السورية


تحتل أعمال البيئة الشامية في كل موسم درامي المراكز الأولى وتحظى بمتابعة جماهيرية هي الأكبر بين مجمل المسلسلات لتدر على المنتجين أموالاً طائلة باعتبارها تجارة رابحة ومضمونة. ورغم نجاحها إلا أن تبقى مثار جدل بما حول محتواها وقصصها التي تسرد وتتناول أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.

البعض اعتبر أن هذه الأعمال تشوه تاريخ دمشق الحقيقي والغني فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، في حين كان الصراع الأبرز على دور المرأة وكيفية تصويرها وتوجيه أصابع الاتهام إلا أن هذه الأعمال شوهت صورة المرأة الدمشقية وأظهرتها بأنها مجرد امرأة «ثرثارة» وحياتها مُكرّسة للأحاديث الفارغة، بالإضافة إلى خدمة زوجها.. في حين أظهرها التاريخ بأنها عنصر فاعل في المجتمع بعد أن كانت ناشطة سياسياً وفكرياً واجتماعياً.

وبعدما أطل هذا النوع من الدراما بخمسة أعمال السنة الماضية هي «زمن البرغوت»، «طاحون الشر»، «الأمّيمي»، «حارة الطنابر»، «لعنة قسم»، فإن هذا الموسم سيحافظ على نفس العدد من خلال «ياسمين عتيق» و«قمر شام» و«طاحون الشر2» و«زمن البرغوت2» و«حمام شامي».

«الوطن» تصطحبكم بجولة عن تفاصيل هذه الأعمال التي ستطل عليكم خلال شهر رمضان المبارك:


ياسمين عتيق

يشهد «ياسمين عتيق» أول ظهور لبعض الممثلين في أعمال البيئة الشامية مثل سلاف فواخرجي وغسان مسعود وفادي صبيح، بالإضافة إلى من خاضوا تجارب سابقة مثل منى واصف ومحمد حداقي وروعة ياسين وسلمى المصري وأمارات رزق ومحمد حداقي وعلي كريم، كما أنه التجربة الأولى للمخرج المثنى صبح في هذا المجال.

ويعتبر العمل محطة لانتقال دراما البيئة الشامية من إفقار التاريخ الدمشقي الغني، إلى مرحلة تقديمه كما كان، ثرياً، غنياً ومملوءاً بكل المستجدات، كما يرصد التلون الطائفي والتعايش الإنساني بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ليرصد صيغة اجتماعية كانت سائدة في مرحلة زمنية مهمة من دمشق. يغطي المسلسل مرحلة مهمة وثرية من تاريخ سورية عامة وتاريخ دمشق خاصة، في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تبدأ بحكم الوالي رؤوف باشا على دمشق، مروراً بحكم الوالي علو باشا وسليم باشا وصولاً إلى حملة إبراهيم باشا على دمشق والازدهار الذي سيحل بالبلاد، وكل ذلك يتم سرده ضمن أجواء البيئة الشامية المحببة وعبر حواراتها الحية، ومن خلال حكاية «جورية» المسلمة و«زمرد» المسيحية اللتين ستجمعهما الأقدار في مصادفة غريبة، تسوقهما بعد ذلك الأحداث الشيقة في رحلة طويلة مملوءة بالمغامرات المثيرة تحتضنها حواري الشام بعبقها بين الجامع المعلق وكنيسة باب توما الأثرية.

ويبدو العمل محملاً برائحة الياسمين الدمشقي وبحكايا الحب الرومانسية ممزوجة بنزاعات ومعارك حامية الوطيس، أصحابها.. أصحاب النخوة والشهامة العربية في صراع أزلي بين الخير والشر، ليستمر العمل عبر مجموعة من الأحداث الجريئة والمؤامرات الخفية والمثيرة للدهشة التي سنتعرف عليها للمرة الأولى.

بعكس كل الأعمال الشامية السابقة، ستكون المرأة العاملة حاضرة في المجتمع عوضاً عن المرأة المكبوتة في المنزل بين أربعة جدران، كما يحضر الدور التجاري للمرأة، وكذلك الدور التعليمي والثقافي، والسعي إلى محاربة الأمية والتخلف.

وسيظهر المجتمع الدمشقي كما هو، وليس كما كان يظهر في العادة، مجتمعاً مغلقاً وسيرى الجمهور الحالة الثقافية في دمشق، وسيرى المرأة الدمشقية عاملة وتاجرة ومثقفة ومحاربة للجهل وللأمية، بل سيراها الجمهور تواجه زعماء وأغوات من أجل لقمة الناس.

وبعكس طرحها في باقي المسلسلات من ولادة وطلاق وحمل وزواج وعنوسة، يتسم بحالة نسائية لم تشهدها باقي أعمال البيئة الشامية من قبل، لتكون النساء المحرك الأساسي في النص. كما سيكون التوثيق موجوداً بالإضافة إلى بعض القصص المفترضة والخيالية، ليكون العمل خارجاً عن النمط المعتاد الذي كنا نراه بعيداً عن الفانتازيا الشامية ونافذة حقيقية على دمشق الواقعية في زمن غابر.

العمل من تأليف رضوان الشبلي وإنتاج سما الفن وإخراج المثنى صبح.


قمر شام

خاض مروان بركات أولى تجاربه في أعمال البيئة الشامية أيضاً من خلال «قمر شام» للكاتب محمد خير الحلبي.

يرصد العمل تفاصيل حكاية إنسانية تحاول أن تخلو من المبالغات والتهويمات التي قد تتسرب إلى هذا النوع من الأعمال، وهي حكاية ليس لها ما يربطها بالماضي بالمعنى الزمني فهي ليست تأريخاً أو توثيقاً، إنما مجرد حكاية افتراضية تقترح حياة خاصة».

ويتحدث أيضاً عن قصص اجتماعية وإنسانية مبتعداً عن قصص الثوار والمخفر، ليكون متميزاً عن الأعمال البيئية الأخرى من ناحية الصورة والإخراج وعدد كبير من الممثلين المشاركين به حيث يصل العدد إلى أكثر من 200 شخصية.

ويضم العمل نخبة من الفنانين السوريين منهم: منى واصف، رفيق سبيعي، بسام كوسا، عبد الرحمن آل رشي، فايز قزق، هبة نور، ديمة قندلفت، جلال شموط، أحمد الأحمد، علاء القاسم، قاسم ملحو، سليم كلاس، علي كرّيم، علي سكر، رشا إبراهيم، طارق مرعشلي وآخرون.


زمن البرغوت

يضم «زمن البرغوت» في جزئه الثاني عدداً كبيراً من نجوم الدراما السورية منهم: فاديا خطاب، هدى شعراوي، فايز قزق، عدنان أبو الشامات، هبة نور، مرح جبر، قمر خلف، شادي مقرش، أمانة والي، لينا حوارنة، مهيار خضور، سعد مينة، عامر سبيعي، نزار أبو حجر، عبد الفتاح مزين، صالح الحايك، سليم صبري، جهاد سعد، وعلي كرّيم وآخرون.

يلقي هذا الجزء الضوء على الفترة التالية للتي تحدث عنها الجزء الأول، فيتناول الفترة الممتدة من خروج العثمانيين عام 1918 ودخول الملك فيصل لدمشق، إلى العام 1926 حين دخول الاحتلال الفرنسي ومقاومة الأهالي وتصديهم له، وخوض السوريين لمعركة ميسلون المشهورة، وقيام الثورة السورية الكبرى وقتذاك، وذلك من خلال حارة دمشقية اسمها «عياش» التابعة للحي الدمشقي الشهير.

ويرصد العمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك المرحلة من خلال مجموعة من الحكايات المشوقة على خلفية الأحداث التاريخية.

يشمل هذا الجزء تغييرات في الفنانين الذين حلوا بدلاء عن فنانين آخرين، أبرزها تأدية سليم صبري لدور «المختار أبو وضاح» بدلاً من أيمن زيدان، في حين سيتفقد الجزء الثاني كلاً من عبد الهادي الصباغ وقيس الشيخ نجيب ورضوان عقيلي وشادي زيدان ومحمد حداقي، ويحل عوضاً عنهم جهاد سعد وسعد مينة وفائق عرقسوسي وعلاء قاسم ورامز الأسود. على صعيد الفنانات يأتي حضور قمر خلف بدلاً من أمل بوشوشة، كما حلت نجلاء خمري بدلاً من ليليا الأطرش، وحنان حبال بدلاً من غادة بشور، وهبة نور بدلاً من صفاء سلطان، وضحى الدبس عوضاً عن صباح الجزائري.


حمام شامي

يعتبر «حمّام شامي» المسلسل الشامي الأول الذي يصور خارج أسوار دمشق، وهو من إخراج مؤمن الملا وتأليف كمال مرّة وإنتاج شركة الأدهم.

العمل من بطولة: سليم صبري، مها المصري، عبد الهادي الصباغ، ديما بياعة، زهير رمضان، ديمة الجندي، وفيق الزعيم، أحمد الأحمد، أيمن عبد السلام، مصطفى الخاني، علي كريّم، رامز الأسود وآخرين

ركبت الشركة المنتجة حارة شامية وحمّاماً شعبياً في إمارة أبو ظبي، بالإضافة إلى بعض الديكورات التي تنقل الصورة الحقيقية للبيئة المذكورة.

المسلسل كوميدي اجتماعي يعود بنا إلى ستينيات القرن الماضي، وتدور أحداثه في موقع واحد هو «حمّام شعبي»، حيث نتعرف إلى العديد من الشخصيات، منها صاحب الحمام وزوجته و«المكيّس» والحلاق والمختار ورئيس المخفر و«الداية» والخاطبة والطبيبة.

وتنبع الكوميديا في العمل من المواقف والحكايات الطريفة في كل حلقة. ولكل حلقة عنوان مختلف عن الأخرى. ومن خلال الكوميديا الطريفة، يعالج العمل الكثير من القضايا كالكرم والحسد، والانتقام، والحب، والفراق.

فكرة العمل مستوحاة من الخيال الدمشقي العتيق، وتفاصيلها استمدت من الواقع، وعندما نمزج بين الواقع والخيال، يأتي الإبداع الإنساني، فكيف إذا كان هذا الإبداع يحاكي الشام التي بات كل عربي يعرف خبايا بيئتها الجميلة من خلال الأعمال التي تناولتها في سنوات مضت؟.

لا يدّعي المسلسل التوثيق لكنه يؤكد استحضار بيئة الشام الحقيقية والواقعية في هذا النص بمراعاة خصوصيات كثيرة لدراما هذه البيئة مع التعمد على تجنب بعض الفواصل التي تجعل الفكرة هنا تكون مشابهة لسابقة تم تقديمها في مسلسل بيئي شامي آخر.. في المسلسل حكايات مختلفة وجديدة عما قدمت سابقاً في أعمال بيئة شامية، اعتمدت على (الكركترات) الشعبية والأنماط المألوفة لدى الجميع والتي تمثل ذاكرة البيئة الشعبية لدى العامة من الناس.

طاحون الشر


يعود «طاحون الشر» للظهور في جزء جديد يتناول فترة الاحتلال الفرنسي لسورية، وجسدت واصف فيه دور الدّاية التي تعرف سر الطفل «زيدو» الذي وُلِدَ في القبر، وعلى أثر ذلك تخرج من الحارة، ثم تعود إليها بعد ثلاثين عاماً من الغياب بعد مقتل كل من زوجها وابنتها.

كتب النص مروان قاووق ويخرجه ناجي طعمي ومن أبطاله: بساّم كوسا، منى واصف، صباح الجزائري، وفيق الزعيم، محمد خير الجرّاح، أمانة والي، ونزار أبو حجر، أسعد فضة، وفاء موصللي، سلمى المصري، خالد القيش، وكندة حنّا وآخرين.

أما أبرز تطورات الجزء الثاني فسيكون دخول عائلة «أبو ناصر آبوق» على خط الأحداث، كما تظهر على الساحة «حارة الشمّاعين» التي يسكن فيها «أبو سعيد الجوّاخ»، وتربطه مجموعة أحداث بأهالي «حارة الكبّادة.