2013/07/05

دراما 2013..شجاعة الإنتاج بانتظار استحقاق التميز
دراما 2013..شجاعة الإنتاج بانتظار استحقاق التميز

 خاص بوسطة_ماهر منصور

 

بانتظار حسابات البيدر، يمكن أن نقول إن حسابات حقل الدراما السورية، جاءت ضمن معدلها المعتاد منذ سنوات، ولعلها الأفضل بين الأعوام الثلاثة الأخيرة.

 

نتكلم هنا عن الكم، أما على صعيد النصوص ومستوى التنفيذ وأداء الممثلين والرؤى الإخراجية، ففي ذلك الكثير مما نتوجس خيفة منه، لكن لا حسم بشيء إلا بعد العرض، إذ أن لا رهان على أحد، إلا بالحدود الدنيا، هكذا علمتنا التجارب السابقة مع الدراما السورية، كثير من المفاجآت التي لا نتوقعها، وكثير من الخيبات التي تأتينا من حيث نطمئن..ذلك ليس قانوناً تخضع لها الدراما السورية كل عام بالطبع، لكنه حدث وقد يحدث، فليبقى الحكم النهائي رهن العرض.

 

ثمانية وعشرون عملاً، هي حصيلة الموسم الدرامي 2013، صورت في خمسة بلدان عربية هي لبنان والأردن والجزائر وأبو ظبي بالإضافة إلى سورية، ورغم أنها لم تدرج كلها في العرض الرمضاني، إلا أنها تجاوزت بعددها، ما يمكن أن نسميه بتحد الوجود، ولو قيس الأمر بالإنتاج الدرامي المصري الذي تراجع إلى النصف هذا العام، وقارنا الظرف الأمني في البلدين وشروط العمل فيهما، لاعتبرنا ما حققته الدراما السورية هذا العام إنجازاً تاريخياً، مع العلم أن ثمانية أعمال فقط صورت خارج سورية، أي أن عشرين عملاً تم تنفيذهم في الشرط الإنتاجي الأصعب، بعبارة أدق تم تنفيذهم تحت النار، وعلى صفيح ساخن.

 

لا نجافي الحقيقة ونقول إن الأزمة السورية لم تلق بظلالها ثقيلة على الإنتاج الدرامي السوري، فالظروف الإنتاجية الصعبة التي لم تنجو من تداعيات الأزمة، اقتصادياً وأمنياًُ، فرضت إشكالاً إنتاجية ميزت دراما 2013 السورية: ثلاثيات وخماسيات، وحلقات منفصلة، وحلقات النصف ساعة وحلقات الدقائق العشرة... وذلك للخروج بأقل خسائر ممكنة، ما دام التوقف عن التصوير واحد من الاحتمالات الكبرى في أي لحظة.

 

تداعيات الأزمة أيضاً، حددت مواصفات معينة للنصوص التي يمكن إنتاجها في سورية أو حتى خارجها، ومن النصوص ما اقتضى إصرار صناعها على إنجازها هذا العام، إجراء تغيير جوهري في بنيتها وبيئتها، كما حدث مع مسلسل "حبة حلب" الذي اضطر لتغيير ثوبه الحلبي، واستبداله بثوب دمشقي بما يتناسب وتصويره في دمشق، بعد تعثر تصويره أمنياً في حلب.

 

رهان الدراما السورية الدائم على التصاقها بـ "الآن" و"هنا"، لم تغادره هذا الموسم أيضاً، رغم ما تكلمنا عنه من ظروف إنتاجية صعبة قيدت نصوصها، إلا أن الدراما السورية قاربت الأزمة السورية، فاختارت الغوص في تفاصيل هذه الأخيرة في مسلسل "الولادة من الخاصرة 3- منبر الموتى"، بينما اختارت ثلاثة مسلسلات التطرق لانعكاسات الأزمة اقتصادياً واجتماعياً على المواطن السوري، والتقاط انعكاساتها على روح الناس، بعيداً عن الاصطفاف مع طرف دون آخر، وهو ما سنتابعه في مسلسلات "سنعود بعد قليل" و"تحت سماء الوطن" و"حائرات".

 

بقي أن نذكر أن عدد المسلسلات السورية الكوميدية بلغ (11) مسلسلاً، يضاف إلى القائمة إنتاج أول دراما تلفزيونية تستند على الخيال العلمي في "العبور"، وعدد من المسلسلات التي تعتمد "البيئة" بطلاً في أحداثها، وكان من الممكن أن نقول إنه العام 2013 عام التنوع الدرامي، أيضاً، لو أن الدراما السورية أنتجت عملاً تاريخياً، لكنها لم تفعل واكتفت بمقاربة تاريخية معاصرة تمتد من العام 1948 وصولا إلى العام 2001 في مسلسل "حدث في دمشق" فضلاً عما يتم تسويقه من احترام للشرط التاريخي في عمل "ياسمين عتيق" الذي تدور أحداثه في ثلاثينات القرن التاسع عشر، الجزء الثاني من مسلسل "زمن البرغوت" الذي تبدأ أحداثه سنة 1917 وتستمر إلى عام 1926.

 

تلك هي حسابات حقل الدراما السورية 2013، تأتي مبشرة في البيانات الصحافية وفي تصريحات أصحابها، ولننتظر حسابات البيدر، وما خاب من انتظر بروح المتشائل.

[email protected]