2012/07/04

	دور الإعلام وصناعة الرأي العام في الأزمات الدبلوماسية الشعبية
دور الإعلام وصناعة الرأي العام في الأزمات الدبلوماسية الشعبية

محمود هاشم الكحيل – الوطن السورية

صدر هذا الكتاب عن دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر لمؤلفه الدكتور إبراهيم فواز الجباوي تحت عنوان (الإعلام والرأي العام أثناء الأزمات) في خضم ندرة الدراسات العلمية حول الموضوع وحول هذا الكتاب وما يحتويه من معلومات أقف مستعرضاً لأهم ما فيها متجاوزاً القضايا التاريخية والتنظيرية.

- مفهوم الإعلام وتطور وسائله وتأثيره في المجتمعات والنظرية الانتقالية: تحت هذا العنوان، يأخذ الكتاب القارئ والمهتم والدارسين وكل المعنيين إلى تعريف للإعلام على أنه نشاط إنساني لأنه فكرة ومشاركة وإقناع عن طريق بث المعومات والحقائق والأخبار والأرقام والإحصائيات، وهنا يبرز عنوان آخر مرادف لكلمة الإعلام وهو الاتصال الجماهيري مع وضوح الفرق بين الإعلام الذي يفترض فيه الموضوعية والحياد وبين الدعاية التي تتبع أسلوب الإغراء والإثارة وتحريك العواطف.

- ضرورات وأهمية الإعلام في المجتمعات والتخطيط والتنمية: الإعلام يفترض فيه مواكبة الثقافة والحضارة القائمة والارتقاء بمستوى الرأي العام بيئياً وحضارياً وبناء المعارف وتجسيد التعقيدات.

أهمية وسائل الإعلام لكونه ثورة رابعة لأنه مرتبط بالتطورات العلمية والتكنولوجية المسهمة في توسيع الآفاق وبناء العواطف وشد الجمهور، مع المقارنة بين تأثير التلفزيون والمدرسة والجامعة ببعديه، وتوسيع مجالات الحياة والبعد الاقتصادي لأن أي تدفق إعلامي سيجعل من الناس قادرين على فعل الكثير.

مراحل ممارسة وسائل الإعلام

تعتبر العملية التنموية الإعلامية عبر مراحلها، من التخطيط والتنفيذ والدخول الميداني والمراقبة وتصحيح المسارات، هي إحدى أدوات التقدم الوطني الذي يجب أن يصل سياسياً إلى صياغة هوية ثقافية جامعة تحفظ سيادة الدولة واستقرارها إضافة إلى سحر التكنولوجيا الفاعل في الوحدة الوطنية على المستوى الرمزي.

التخطيط الإعلامي وضروراته

إنه أمر مطلوب ولاسيما في حل المشكلات كتلافي خطر الأزمات لأنه من غير المجدي ترك الأمور للتجربة أو الخطأ أو الارتجال وعليه فالتخطيط من المرتكزات الأساسية للعملية الإعلامية.

- هندسة الإعلام لإيجاد سياسة إعلامية متكاملة.

- التطور التكنولوجي وأثره في وسائل الإعلام – عولمة- غزو إعلامي- الإنترنت.

أدى التطور التكنولوجي في وسائل الإعلام إلى تغيير كبير في أدوار المؤسسات الإعلامية وخلق آفاق سلوكية جديدة وظهور مصطلحات غريبة شكلت غزواً ثقافياً للمجتمعات.

العولمة والإعلام

حلم العولمة هو عالم بلا حدود، ومحصلة نهائية لعملية تحول تاريخية مستمرة في المجتمع الدولي وهي أداة من أدوات السيطرة، والوجه الآخر للمال والسلطة والسلوك والاستهلاك ولقد تسللت العولمة الإعلامية إلينا بتطور متسارع حيث أصبحنا ضحايا وسائل إعلام المعاصرة ولاسيما التلفزيون الذي يقوم بدور متعاظم في صياغة تصوراتنا عن القيم والأفكار والأشخاص والأشياء وأي قرار لم يعد خافياً على الإعلام. وعندما تستحكم الأزمات يتجه الناس للإعلام ليتعرفوا على ما يدور ويجري والإعلام بعد 11 أيلول 2001 طرأت عليه أمور كثيرة منها الإعلام للدول الصناعية حيث اعتبر إعلاماً مركزياً موجهاً وأن الارتباط بين التكنولوجيا والعولمة تحصيل حاصل من أجل تحقيق التقدم وهذا يتبعه للقطب الأقوى وهنا تبرز أهمية معالجة هذا الاندماج، وللحقيقة فإن بعض الإعلام أصبح أداة بطش بالعقول وتجريدها من كل ما يحفظ لها مقوماتها وهنا يتضح وجها الإعلام الأول تعسفي بيد القوي والآخر نضالي بيد الشعوب المستضعفة.

طبيعة وخصائص الأزمات

الصراع بين الإنسان وعناصر الوسط الطبيعي المحيطية غير متكافئ وهو بالتالي يتعرض لأزمات وكوارث سواء من ضعفه أم من فعل الطبيعة وينجم عن ذلك حوادث مؤسفة وخسائر وتخريب والتصدي لذلك يتم بوسائل متاحة منها دور مؤسسة الشرطة في تحمل مسؤولية الإبعاد أو الإقلال من الأضرار بسبب الكوارث والأزمات.

ومفهوم الأزمة العام هو لحظة حرجة وحاسمة ومفاجئة للدولة والمجتمع ترتبط بالصراع والتناقض في المجتمع.

وللأزمة مفهوم غير شامل عبر تمثلها بالأزمات الفردية والعامة وبنيتها السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والمرتكزة على مفاهيم ثلاثة هي نظرية النظم ومنهج صنع القرار والتفسير الشمولي المتغير للأزمة وهكذا تعددت تعاريف الأزمة من نقطة أو حدث حاسم إلى ظرف انتقالي يتم بعدم التوازن أو خلل مؤسساتي شديد أو نقطة تحول للأفضل أو للأسوأ.

مفهوم الكارثة إنها حدث يسبب دماراً ومعاناة، واصطلاحاً هي حادثة مفجعة أو تحطم موارد مادية أو مشكلات طويلة الأمد وتندمج بمتغيرات منها إصابة للنفس البشرية وتدمير للممتلكات وإرباك للموارد المحلية وتمزق تقنية المجتمع وهي شيء قد يحدث في أي مكان وغالباً ما يكون مفاجئاً.

إدارة الأزمة وفريق التعامل معها

يكون ضمن الحقائق التالية: توافر المعلومات وتجزئة الاختصاصات وتنوع المسؤوليات وفق إدارة الأزمة التنظيمي ويحتاج ذلك إلى مقر إدارة الأزمة وهو غرفة العمليات وموقع الحدث وهو مسرح الأزمة.

وشروط غرفة العمليات تكون في المكان السري، الصعب الاختراق والمجهز بأحدث الوسائل والأدوات، والمناسب سعة وأجهزة والتي تمكن من تحقيق رؤية شاملة ودقيقة للأحداث وتطوراتها لتوسع دائرة الكم المعرفي على حساب تناقص الكم المجهول.

أما موقع الحدث فهو مكان الأزمة وعناصر إدارتها وتحتاج إلى عقل ومنطق بعيد عن العواطف.

ومهارات فريق إدارة الأزمة هو صفاء ذهني وقدرة على صناعة القرار واهتمامات المساهمين والحلفاء والمشاركة في صنع القرار والاتصال الواضح والإجابة الدقيقة والأمانة والقدرة والاستجابة السريعة واستخدام الموارد المتاحة وتحمل ضغوط الوقت والعمل بنظام الفريق بمرونة وتفكير إبداعي ولفريق إدارة الأزمة شروط هي المهارة ورباطة الجأش والطاعة العمياء والوعي والحرص والتضحية بالذات والولاء.

- الإعلام والرأي العام أثناء الأزمات

الرأي العام ظاهرة اجتماعية قديمة نالت الاهتمام والتطور حتى أصبحت علماً له نظرياته وفلسفاته وتقنياته وأساليبه وشروط الرأي العام هي أن يكون رأي الأغلبية وأن تكون الأغلبية مثقفة وواعية وضرورة وجود مشكلة أو قضية وتوافر مناخ من الحرية وللرأي العام مدرستان بورجوازية واشتراكية وأهمية الرأي العام تظهر في الأزمات الكبيرة أو في القضايا ذات الصلة مباشرة بحياة الناس وقواعد الرأي العام في آراء الناس ووجهات نظر متنوعة وأثر في الحياة وحساسية تجاه الأحداث وتأثر بعوامل ثقافية وتربوية وهو ظاهرة فكرية ديناميكية الحركة ونتاج اجتماعي لعملية الاتصال والاتصال المتبادل.

أساليب قياس الرأي العام

عبر توافر المتطلبات التالية:

- وسائل إعلام فاعلة مع وجود أحزاب ومنظمات وجمهور واسع وإبراز الاختلاف بين الرأي العام والرأي الاجتماعي.

- استطلاع الرأي العام يتم بالاستفتاء والتحليل والملاحظة وقياس الرأي العام بالأزمات يكون عبر المقابلات مع الجمهور أو مسح أو قياس لمدى فعاليته مع الأزمة وإعداد استمارة تقييم للآراء ومسح كيفية التعامل مع وسائل الإعلام وتخصيص خطوط ساخنة لآراء الجمهور والرقابة وضوابط التعبير.

- أهمية تغير اتجاهات الرأي العام في الأزمات وجوهر ذلك يكون عبر الحوار وهو حق إنساني شامل مع حق الاجتماع والمناقشة والحصول على المعلومة والثقافة والاختيار والخصوصيات ورصد أهم ملامح التطورات المنهجية الحديثة للرأي العام التي تجدد الاستراتيجيات للأزمة دون الوقوع بالخطأ ويتم تقييم ذلك بالإجابة عن التساؤلات التالية: هل هنالك من مشكلة؟ ماذا حدث في نهاية المطاف ومدى تأثير ما حدث في سمعة المنظمة؟ وهل يؤثر في امتداد وتوسع الأزمة؟ وكيف يتم الإعداد للسيناريوهات الأسوأ؟ وكيف ترى الجماهير الأزمة من الخارج؟

أهمية التخطيط الإعلامي في مواجهة الأزمات

إنه التخطيط المعد والمدروس الذي يقسم ويشتت العناصر المسببة وغير الجيدة يساعد في استفحال الأزمات وهو تخطيط فاشل عشوائي.

السياسات الإعلامية في الأزمات ومفهوم الأزمة الإعلامية

تكمن إدارة الأزمات في صميم السياسات الإعلامية المختلفة وتشمل جوانب الحياة العامة كافة بما فيها مفهوم الأمن وعلاقته بالأزمات وصعوبة تعريف الأمن نتيجة الغموض والخصوصية واختلاف الموقع العلمي وانعدام وحدة المفاهيم، ومن هنا برز الارتباط الوثيق بين الأمن والأزمات ومنها الأزمة الأمنية والتي هي خلل مفاجئ أو حالة توتر تؤثر في الكيان.

الأزمة الإعلامية تستدعي تحقيق الأمن الإعلامي عبر إيجاد قدر من الصناعات الإعلامية وتقديم خطاب إعلامي عربي متطور ومقنع مع تعاون عربي عربي مثمر.

الإعلام الحر: هو الانطلاق بحرية في الرأي والكلام والتعبير وهذا يحتاج إلى تطبيق دستوري فاعل للكلمة الحرة وقد سادت مجموعة من الأفكار المضللة للمفاهيم والرأي منها الرأي والرأي الآخر- حرية الإعلام وميثاق الشرف الإعلامي- الصحافة الحرة...) والناس هنا لا يدرون ما وراء هذه الأكمة من كذب وزيف وخداع... ونصل إلى حقيقة مفادها أن الحرية في وسائل الإعلام الغربية هي حرية البعد الواحد أي أن تقول كل شيء في اتجاه واحد محدد وغير مسموح لك التكلم بحرية في مجالات محرمة.

التحيز الإعلامي بأشكال متعددة منها تفضيل وجهة نظر معينة مع أدلة صحتها أو عرض الحقائق المقصودة دون بيان أو وجهة النظر الأخرى أو استخدام لغة معينة تؤدي إلى تكوين الحقائق.

الوعي الأمني: هو أساس كل عملية فكرية تربط الإنسان بالعالم الخارجي وهو إدراك عميق لقيمة الأمن، والتوعية الأمنية تستمد أهميتها من أهمية الأمن في حياة الشعوب واتساع نطاق الأمن الشامل ودور المجتمع في توفير الأمن وحمايته وخطوة الجهل بأهمية الأمن وحيويته ودور الأجهزة الأمنية والتوعية القائمة على قاعدتين الأولى تنمية الوعي للحماية الذاتية ضد الجريمة والثانية الإسهام في مكافحة الجريمة التي تصب في مصلحة المواطن.