2012/07/04

«ديو المشاهير» يعاكس برامج الهواة.. ويهدف إلى مساعدة الجمعيات الخيرية
«ديو المشاهير» يعاكس برامج الهواة.. ويهدف إلى مساعدة الجمعيات الخيرية

كارولين عاكوم - الشرق الأوسط

منافسة غنائية بين مشاهير عرب قد تكون فرصة لانطلاقتهم في عالم الغناء

يسير برنامج «ديو المشاهير» الذي تبثه المحطة اللبنانية للإرسال (LBCI) بعكس تيار برامج الهواة الفنية التي تعتمدها المحطات اللبنانية والعربية لإطلاق فنانين يخطون خطواتهم الأولى في عالم الغناء والشهرة. الفكرة التي وإن اعتمدت في سياقها العام على المنافسة بين المشتركين للوصول إلى المرحلة النهائية والفوز بالجائزة المادية، إلا أنها هذه المرة تبتعد عن تلفزيون الواقع وتوظف المنافسة والغناء لصالح الجمعيات الإنسانية والخيرية وليس بهدف الشهرة كما هي العادة في البرامج الأخرى، وذلك نظرا إلى أنها تحصل بين مشاهير عرب تم اختيارهم من ميادين مختلفة، بين الإعلام وتصميم الأزياء والتمثيل والرياضة والطبخ.. لا يتمتعون بأي خبرة في عالم الغناء.

لكن هذا الوضع لا يعني عدم استفادة هؤلاء المشتركين من «نجومية إضافية» أو من فرصة للإطلالة على الجمهور بعد غياب كما هو الحال مع الإعلامية اللبنانية يمنى شري، أو ربما قد تشكل مناسبة لإعلان احترافهم، لا سيما أن بعضهم، وبشكل خاص الممثلة اللبنانية نادين الراسي وملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا ومقدم البرامج والممثل المصري أمير كرارة، الذين لا يزالون مستمرين في «مسيرتهم الغنائية» في البرنامج، يثبتون تميزا مقارنة مع زملائهم، وهذا ما لفت إليه أعضاء لجنة الحكم في تقويمهم لأداء المشتركين خلال حفلات «البرايم» الأسبوعية.

وفي حين لم ترفض كل من صوايا والراسي فكرة احتراف الغناء بشكل عام، وقالت الراسي ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ الحلقة الأولى للبرنامج بدأت أتلقى عروضا للغناء، ويمكنني القول إنه إلى الآن لم أتخذ هذا القرار، لكن، الله وأعلم». وقالت صوايا التي سبق لها أن أعلنت حبها للغناء «كل شيء معقول»، أجاب أمير كرارة عن السؤال بالنفي القاطع.

مع العلم بأن المشتركين الثمانية الذين بدأوا في مشوار «ديو المشاهير» صاروا خمسة بعد خروج ثلاثة منهم بناء على تصويت لجنة الحكم والجمهور، وهم مصمم الأزياء المصري محمد داغر الذي حصل على مبلغ 2500 دولار أميركي وقدمها إلى المستشفى المصري 57357 لمعالجة الأطفال المرضى بالسرطان، ثم لحق به الشيف اللبناني رمزي الشويري الذي حصل على مبلغ قدره 5000 دولار وقدمها إلى قسم «مرض التوحد» في مؤسسة الكفاءات اللبنانية وفي الأسبوع الثالث خرجت الإعلامية يمنى شري التي قدمت جائزتها الـ7500 دولار أميركي إلى مؤسسة «كفى عنف واستغلال» اللبنانية التي تعمل على مناهضة العنف الذي تتعرض له النساء في لبنان.

لكن من جهة أخرى، يبدو أن التحدي الذاتي هو سيد الموقف في إطلالات المشاهير الغنائية للحفاظ على «صورتهم» أمام الجمهور، لا سيما أنهم يؤدون الأغنيات مع محترفين، وهذا ما بدا واضحا من مواقف هؤلاء ولا سيما في الكواليس، إذ يبقى للمسرح رهبته، إضافة إلى إصرار هؤلاء على تقديم الأفضل وعدم الفشل، وهذا ما تعبر عنه نادين الراسي التي تقول في هذا الإطار: «طبعا لهذه التجربة رهبتها، لا سيما أنني لم أعتد يوما على القدوم على أي عمل وأنا لست واثقة كل الثقة من قدراتي».

كذلك، فإن عدم طموح المشتركين للوصول إلى الشهرة التي يملكونها لم يمنع التنافس المحموم بين هؤلاء لإثبات كل منهم قدراته الغنائية والتميز عن الآخرين. وإذا كان مألوفا رؤية بعض المشاهير على خشبة المسرح ولا سيما الإعلاميين منهم، فكان لافتا ظهور آخرين بصورة مختلفة عن تلك التي اعتدنا عليها، وأبرز هؤلاء كان الشيف رمزي الشويري الذي اعتاد تقديم وصفات الأطباق يطل في «ديو المشاهير» بزيه التقليدي «المخصص للطبخ» ليؤدي أغنيات إلى جانب الفنانين اللبناني ملحم زين والإماراتي نبيل شعيل، والأمر نفسه انسحب على المدرب الرياضي جورج عساف الذي رغم اعترافه بعدم إتقانه اللغة العربية بشكل جيد فإن «روحه الرياضية» لم تنعكس على المنافسة في الغناء، وبدا ذلك واضحا من خلال «المشاحنات» الكلامية التي جرت بينه وبين أحد أعضاء لجنة الحكم الصحافية اللبنانية جمانة حداد التي وجهت إليه ملاحظات عدة وصوتت ضده، حتى أن الوضع تفاقم بشكل واضح وامتدت المعارك إلى عضوي اللجنة الآخرين الملحن روميو لحود والمخرج والمؤلف الموسيقي مروان منصور الرحباني، فنصحهم عساف بضرورة زيارة معالج نفسي لأنهم يتهمونه دائما بأنه يبدو «متشنجا» وغير مرتاح في حين أكد أنه، ولا سيما في الحلقة الأخيرة كان مرتاحا أكثر من كل الحلقات التي مرت، وكان مصرا على متابعة المشوار في سبيل الحصول على المبلغ المادي كي يقدمه إلى ثلاث فتيات توفي والدهن باكرا.

وقبل الوصول إلى الأسبوع الأخير يبدو أن الأسابيع المقبلة ستشهد منافسة شديدة بين الراسي وصوايا وكرارة، إضافة إلى الممثلة السورية جيني أسبر والمدرب الرياضي جورج عساف، رغم أن أداء عساف وأسبر يبدو «متواضعا»، وبالتالي فإن المعطيات على المسرح «تنبئ» عن احتمال فوز الراسي أو صوايا أو كرارة بالجائزة المادية الكبرى التي سيقدمها هؤلاء إلى المؤسسة الخيرية التي يجهدون أنفسهم فنيا لدعمها ماديا إضافة إلى ما قد يمكن أن يصدر عنهم من قرارات مستقبلية ولا سيما تلك المتعلقة بإضافة الغناء إلى مسيرتهم في عالم الشهرة.