2012/07/04

زواج التلفزيون والإنترنت
زواج التلفزيون والإنترنت

فاديا فهد – دار الحياة

هل طوت وسائل اتصال الإنترنت عصر التلفزيون والصــحــيـــفــة الورقية؟ قبل عشر سنوات لوّح رئيس مجلس إدارة «أل. بي. سي» بيار الضاهر بهاتفه النقّال وقال: هذا هو المستقبل! لكن أحداً لم يكن ليتخيّل آنذاك ان ثورات شبابية ستتكوّن عبر الإنترنت والموبايل، وتنطلق كموجة عالية تضرب أنظمة عربية هنا وهناك، من دون أن يكون للإعلام التقليدي أيُّ دور فيها. لا بل سيُنتقد هذا الإعلام لتقصيره ووقوفه متفرِّجاً، بدلاً من نقل نبض الشارع، فتطرح حول جدواه علامات استفهام كبرى. والسؤال هنا: هل أزاح الإنترنت التلفزيونات العربية عن عروشها، كما فعلت هي سابقاً مع الإعلام الورقي؟ قد يرى بعضهم في هذا مبالغة كبرى، لكن الجمهور الكبير الذي استقطبته «شنكبوت»، أول دراما عربية على الإنترنت فازت بجائزة «إيمي» الدولية للأعمال الرقمية والتي توازي جائزتي «الأوسكار» و «غرامي»، يثبت غير ذلك، بل يفتح شهيّة المتلقّي على نوع آخر من المشاهدة التي يقرّرها بنفسه، ولا تُفرض عليه عنوة تحت شعار «الجمهور عايز كده». وبات ذلك ممكناً مع تقنية «IP tv» التي تدمج التلفزيون بالإنترنت على موجات النطاق العريض Broad Band وتتيح لمتصفح الإنترنت ان يحمّل الأفلام والبرامج والمسلسلات والكليبات التي يحبّ، ليشاهدها حين يشاء على شاشة تلفازه. وجاء إطلاق «Apple TV» بأسعار معقولة خطوة أولى في هذا الاتجاه.

في حرب الخليج الأولى، قلب النقل المباشر الذي قدّمته «CNN» مفهوم الإعلام التقليدي، إذ كنّا نشاهد الحرب مباشرة من كاميرات المراسلين المرافقة للدبابات الأميركية. ولا حاجة للخبر ننتظر صدوره مانشيت في صحيفة اليوم التالي. منذ ذلك الحين، نشطت الصحف في تقديم التحليلات والتحقيقات الخاصّة، في محاولة لإضافة جديد إلى الخبر الذي سبقها التلفزيون الى تقديمه.

في الثورات العربية، سبق خبر الإنترنت التلفزيون بألف مرّة، واتّحد بالهاتف الخليوي كي يقدّم التطورات لحظة بلحظة، نصاً وصورة حيّة حرّة، من دون روتوش ولا رقابة. واليوم جاء دور محطات التلفزة كي تغيّر حالها وتواكب العصر وتقنياته، وتفتح شاشاتها لخيارات أكثر ديموقراطية وتعدّدية، إن لجهة النشرات الإخبارية، أو برامج المنوّعات والمسلسلات. وما فرضُ الرقابة على الإنترنت و«إعادة هيكلته» كما يفاخر بعض الأنظمة، سوى معالجة على طريقة دفن الرأس في التراب!