2012/07/04

سامي نوفل.. خطوات واثقة نحو القمة
سامي نوفل.. خطوات واثقة نحو القمة


سامي نوفل.. خطوات واثقة نحو القمة

أتمنى أن أصقل أدواتي بوجود النجوم من حولي.

غالبية الذين يدخلون إلى المعهد يطمحون بالوصول إلى نجومية التلفزيون.

المشكلة لا تبدأ من الإدارات بل من الطلاب.

أنا مع المغامرة بالوجوه الجديدة.

أتمنى أن يكون لدينا سينما.

خاص بوسطة - يارا صالح

خلال مشاركته في أول أعماله في الدراما (المودرن) مسلسل "لعنة الطين"، التقيناه.. شاب حمصي، ابن ستة وعشرين ربيعاً، يحمل في قلبه وعقله طموح هذا الجيل وحماسته ورغبته في الوصول، وترك بصمة مهمة في عالم الدراما السورية.. شعاره الأهم أن القمة تتسع للجميع، ولذا فهو يمكنه أن ينجز الكثير، ومن أجل هذا فهو يعمل بلا كلل أو ملل ليكون على قدر المسؤولية..

خطواته الأول في الدراما شقها بنجاح ولكن بتأنٍ ودراسة، فهو يرغب أن يصل ولكن بالطريقة الصحيحة..

نجم الغد، سامي نوفل، كان لبوسطة معه هذا الحوار..


بدايةً، عرفنا عن نفسك..

اسمي سامي نوفل، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية دفعة 2007. بعد التخرج كانت لي تجربتان في الدراما البدوية الأولى في عمل اسمه "سعدون العواجي"، لعبت فيه دور البطولة، والثانية مشاركة بسيطة في مسلسل "فنجان الدم". بعد هذين العملين، في العام الماضي اشتغلت مع الأستاذ نذير عواد في مسلسل اسمه "أعقل المجانين"، هو عبارة عن حلقات لعبت فيه بطولة أربع منها.

أولى مشاركاتي في الدراما المودرن في مسلسل "لعنة الطين"، تأليف سامر رضوان وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، وإنتاج شركة قبنض للإنتاج الفني، كما أنني أشارك في عمل آخر هو "الهروب" مع المخرج ثائر موسى، وأشارك فيه كضيف بدور صغير

حدثنا عن دورك في مسلسل "لعنة الطين"؟

العمل يرصد الواقع السوري في فترة الثمانينيات إلى ما يجري الآن في الساحة، وفيه ألعب في العمل شخصية همّام الطالب في المعهد العالي للعلوم السياسية، وهو يمثل شريحة الشباب الثوري التي كانت موجودة في فترة الثمانينيات، شريحة الشباب أصحاب الرؤية والتوجه السياسي دون الانتماء إلى أيديولوجيا معينة.

يسكن همّام في المدينة الجامعية، بالغرفة 104 مع شخصية عامر وشخصية موفق، عامر الشاب القادم من ريف اللاذقية، ويلعب دوره الفنان مكسيم خليل بكل أناقة وجمال، كما يلعب شخصية موفق النجم طارق صباغ، وأنا شخصياً مرتاح بالعمل معهم كثيراً، وأتمنى أن يكون هناك تجربة ثانية كي أتمكن من صقل أدواتي بوجود هؤلاء النجوم من حولي، وباعتبار أنه أول عمل مودرن بالنسبة لي فأنا أبذل جهدي.

كونه أول عمل مودرن لك، كيف تقيم ما تعلمته في المعهد، وأين هو من العمل الحقيقي على أرض الواقع؟

الذي تعلمناه في المعهد يصب في خانة صقل أدوات الممثل، وفي النهاية كل ممثل له حضور، والمعهد يوفر لك مكاناً وأدوات وصالة وأساتذة وخبراء يدربونك على صقل أدواتك كممثل، أما إذا كنت تعني في سؤالكِ ماذا قدم لي المعهد في التلفزيون، فالأمر يختلف، الممثل يدرس في المعهد التمثيل المسرحي، ولا يوجد في الواقع شيء اسمه التمثيل المسرحي فقط، فالتمثيل هو تمثيل سينما، وأوبرا، وتلفزيون ودوبلاج.. نحن لدينا هذه المواد لكن تحديداً مادة التمثيل أمام الكاميرا مهملة.

وفي الواقع، غالبية الذين يدخلون إلى المعهد، رغم حبهم للتمثيل المسرحي، إلا أنهم يطمحون إلى الوصول إلى نجومية التلفزيون، فلماذا لا نقدم لهم معهد تمثيل تلفزيوني، لأن شرط التمثيل التلفزيوني يختلف عن شرط التمثيل السينمائي تماماً، فما بالك بين المسرح والتلفزيون.

وأنا أكرر القول، هذا مطب لأننا جميعاً، خريجين جدداً وقدماء، وضمناً الذين وصلوا إلى النجومية ونحن نعتز بهم، وقعنا في هذا المطب. مع ذلك أنا لا ألوم المعهد، فالمشكلة لا تبدأ من الإدارات بل من الطلاب، الطالب يجب أن يطالب بهذا الأمر.

بعد التخرج من المعهد، هل تعاني من مشاكل في سوق العمل؟

أحياناً الممثلون الجدد، وأنا من ضمنهم، يرفضون أن يمتحنهم المخرج في عشرة أو عشرين أو ثلاثين مشهداً، وأنا حقيقة مع هذا الكلام، أنا، قلباً وقالباً، مع المغامرة بالوجوه الجديدة، ومسؤول عن كلامي مستقبلاً، أنا مع أن يُعطى الشاب الخريج الجديد فرصةً، لكن أن تكون هذه الفرصة مدروسة، لأنك تتملك أدوات التلفزيون أيضاً بالتدريب، بمعنى كما درست أربع سنوات عن المسرح، عليك أن تتدرب على التلفزيون، وهذا يأتي عن طريق الاستمرارية في تقديم الأعمال على الشاشة، لكن إذا تخرجت من المعهد وقدمت أعمالاً متفرقة يفصل بينها الكثير من الوقت فهذا سيؤدي إلى تكبير الهوّة بين الممثل ونفسه أمام الكاميرا، وبينه وبين زملائه الممثلين الذين سبقوه، وبدؤوا السير في طريق النجومية، وبين الممثل والمتلقي الذي إذا لم يعتد عليك رويداً رويداً فلن تترك بصمة في ذهنه، وهو لن يفعل ذلك من خلال عشرة مشاهد أو عشرين مشهد. يُفترض أن يكون هناك دور مدروس يُعطى بزمن مدروس لممثل، بما يتوافق مع إمكاناته كخريج جديد.

أما بالنسبة للمشاكل، فهناك الكثير لنتحدث عنه، أولاً موضوع التبني، وهذا أمر مٌقلق لشركات الإنتاج لكنه ضرورة للوجوه الجديدة، فمن الصعب أن تبدأ شركة إنتاج مسلسلاً أبطاله جميعاً خريجون جدد، لأنها، في الواقع، لن تجد من يشتري العمل، اللعبة أصبحت لعبة محطات، فلن تكون هناك مقامرة على الأسماء الجديدة، إلا في استثناءات، مثلاً ترشيحي أنا من قبل الأستاذ سامر رضوان لهذه الفرصة في "لعنة الطين"، كذلك موافقة المخرج أحمد أحمد ومساعدته لي، ومن ثم موافقة الشركة المنتجة، هذه فرصة كبيرة، وهي استثناء، على الرغم من أنه أول عمل مودرن أقوم به، لكن تواجدي بجانب نجوم أمثال الموجودين في هذا العمل قد يكون مخيفاً بالنسبة للشركة منتجة وبالنسبة لفريق العمل، لكنني، شخصياً، أشكر جميع الناس الذين أعمل معهم من فنيين وتقنيين وكادر إخراجي وممثلين، جميعهم مريحون جداً، وأنا بصراحة وسعيد جداً بالتعامل معهم.

وهل ترى أنك تخطيت عقبة المرة الأولى؟

بصراحة أنا كلما قرأت نصاً أول ما أشعر به هو الخوف، بعد ذلك أقراً النص وأعطي قراري، الآن وأنا أتحدث إليكم عندي مشهد بعد قيل، ولذا فأنا أشعر ببعض الخوف، وأتمنى أن تستمر هذه الحالة أتمنى معي حتى لو تمكنت من التمثيل، وأجدت امتلاك أدواتي، لأنني أعتقد أنه حالة صحية لشخص في عمري. أنا صادق مع نفسي كثيراً، وأعرف أنني شخص جديد، فأنا بحاجة للدعم وللرعاية، ولدي ثقة بكل من أعمل معهم لأنهم أشخاص جيدون.

حدثنا عن تجربتك مع الأستاذ نذير عواد في مسلسل "سعدون العواجي"..

العمل بدوي، من إنتاج شركة الريف، إخراج الأستاذ نذير عواد، وتأليف محمد اليساري، وبطولة النجوم رشيد عساف، فاروق الجمعات، عبير عيسى، خالد الجزاع، داود جلاجل، سهير عودة من الأردن، وهو عمل مشترك سوري أردني. هنا كنت أيضاً الوحيد المتخرج حديثاً بين مجموعة من النجوم، وكان الجو مريحاً جداً، الأستاذ نذير من أول مشهد شعر بأنني كنت أشعر بالخوف، فقال لي: "أنت تلعب دور بطولة، وأريدك أن تنتبه جيداً، وأن لا تشعر بالخوف". وعندما كنت أخطئ كنت أخجل من طلب الإعادة فكان يشجعني ويطلب هو مني أن أعيد، وهكذا مرت أول تجربة، وقد كنت مرتاحاً فيها كثيراً.

وكيف تعاملت مع اللهجة البدوية في العمل؟

أولاً عملت كثيراً على النص، وجلست مطولاً مع خبير اللهجة الذي كان معنا في العمل، وكنت أستشيره بكل ما يخص اللهجة، بالإضافة إلى أن النجوم الذين عملت معهم هم من أصحاب الباع الطويل في الدراما البدوية، وقد ساعدوني كثيراً، والحمد لله، أنا شخصياً أتمنى أن يعطيني الله القوة لأكون مقبولاً لدى الجمهور في الدراما المودرن كما كنت مقبولاً إلى حد ما في أول أعمالي في الدراما البدوية.

ما هي طموحاتك في المستقبل القريب؟

أتمنى أن أحصل على فرصة ثانية تعادل هذه الفرصة، أتمنى أن يتابعني الجمهور بشكل جيد، أتمنى أيضاً التوفيق لكل الخريجين، وهذه حقيقة، ومن كل قلبي، أتمنى أن أرى نفسي مع أصدقائي الخريجين، ممن لم يحظوا بفرصتهم، في أعمال تلفزيونية لأنهم بالتأكيد يرغبون بذلك، لكن الموضوع في يد الكُتاب والمخرجين والمنتجين.

كما أتمنى أن يكون لدينا سينما.

هل تتمنى أن يكون لك تجربة سينمائية قريبة؟

في الحقيقة، لدي تجربة سينمائية قريبة، سأبدأ تصويرها في شهر نيسان/ أبريل القادم مع الأستاذ محمد عبد العزيز في فيلمه الجديد "دمشق.. مع حبي"، وأجسد فيه شخصية مصمم رقص باليه يحضر عرضاً راقصاً للدراويش تقدمه فرقة إيرانية كانت في البلد، فيتولع بفن الميلوية، وينقلب مسار حياته كله بعد ذلك، ويتحول من راقص باليه وكلاسيك وبوب وراب وغيرها، إلى أحد الدراويش الذين يقدمون فن الميلوية. الدور يحمل نقلة جميلة جداً، وتواجدي في الفيلم

سيكون أمام النجوم كبار مثل خالد تاجا ومرح جبر وجهاد سعد ولورا أبو أسعد وبيير داغر ومجموعة من النجوم المميزين. أشعر أنني يمكن أن أقدم شيئاً ما في هذا الفيلم.

كلمتك الأخيرة في هذا اللقاء، ما هي ولمن توجهها؟

أولاً كلمة إلى أهلي، مشتاق كثيراً، لم أزركم منذ زمن لأنني مشغول بالتصوير.

ثانياً كلمة للناس أن يدعوا لنا ويتمنوا لنا الخير، وثالثاً شكراً من أعماق قلبي للأستاذ سامر رضوان، وللأستاذ أحمد إبراهيم أحمد، وأخيراً أحبك سورية وأحبك يا حبيبتي.

وكلمة أخيرة لزوار موقع بوسطة..

أتمنى أن تحضروني، لن أتحدث الكثير عن العمل ولكن باختصار أقول أنه مهم وجميل فتابعوه وتابعوني فيه، وأشكر موقعكم الجميل، وهذه اللفتة الكريمة منكم.

شكراً جزيلاً لك، ونتمنى لك التوفيق..