2013/05/29

سخرية كوميدية بامتياز..!
سخرية كوميدية بامتياز..!


رمضان ابراهيم – الثورة

السخرية الكوميدية إن صح التعبير لها أهلها وناسها ولا يستطيع أي فنان أو مقدّم برامج تلفزيونية أو إذاعية أن يتبناها ويلتزم بتقديمها لأنها قد تنقلب عليه وبدلاً من أن تقربه من الجمهور المتابع تبعده عنه أميالاً وأميالاً

وهنا لا بد من الاشارة إلى أن مقدم البرنامج المدعو هشام حداد قد اتكأ على متابعيه في برنامجه المعروف lol ذلك البرنامج الذي كان يعتبر النكتة الجنسية هي المدخل للضحك وبالتالي إلى قلوب المشاهد والمتابع على الرغم من كل الانتقادات التي تلقاها.‏

عبر القنوات اللبنانية تعددت البرامج وتنوعت الأخبار والطرق وباتت تلك البرامج كأنها حلقات اشتباك واتهامات تارة بسرقة فكرة البرنامج وتارة بسرقة الديكور وتارة بسرقة طريقة التقديم وقد يكون البرنامج بالفعل مستنسخ من نسخة أجنبية ومعرّب على طريقتهم وهنا لا نجدهم يجرؤون على أن يعترفوا بأنهم لطشوا البرنامج !‏

يأتي برنامج حرتقجي الذي تعرضه قناة otv اللبنانية لينضم إلى سابقيه من البرنامج التي كانت فكرتها غربية الهوى واليد واللسان وفكرة البرامج التي تقوم على الكوميديا الناقدة الساخرة والتي تسمي الأشياء بأسمائها دون أن تأخذ بعين الاعتبار ميوله السياسية أو الجهة التي ينتمي اليها. وكل حدث على الساحة اللبنانية خاصة والعربية عامة قد يكون مادة دسمهةعلى مائدة هشام حداد وفريق برنامجه الذي يضم إضافة إلى هشام شقيقه ماهر حداد والممثلة ليال ضو.‏

يرافق حرتقجية البرنامج فرقة اندريه بو زيد Arabic fusion band ومهمة هذه الفرقة تحويل الأغاني الهابطة إلى أغنيات طربية ويغنيها بعد أن يكون قد استفاد من لحن أغنية قديمة غالباً ما تكون على لحن أغنية من أغنيات العمالقة، وفي كل حلقة يؤلف الفريق ويغني أغنية نقدية ساخرة كتلك التي كانت بعنوان / حكمونا الأتراك /.. هذا الغزو التركي من خلال الكوميديا التي علينا أن نتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة وعزم لما فيه من تخريب للأجيال من خلال الأفكار المنافية لعاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا ولا داعي لأن أعدد تلك الحالات التي وللأسف بات قسم من أبنائنا يتناقلونها ويتساءلون عن الخطأ في تقليدها وخاصة ما يتعلق بالعلاقات بين الشاب والفتاة والحالات الجنسية التي لا مانع من أن ترافق تلك العلاقة - من وجهة نظرهم - ولست بصدد الحديث عن هكذا مسلسلات تافهة !!‏

هشام حداد الذي يعد ويقدّم البرنامج نجده وقد تقمّص شخصية المنكِّت في برنامج lolولا فارق هنا بين الجنس والسياسة فكلاهما له وقعه على المتلقي ومربحٌ يدرّ عليه عيوناً جائعة وآذاناً متيقِّظة وقهقهات من الضحك وقد برر سبب عودته إلى تقديم هكذا برامج بالقول: الشعب اللبناني يحب الحياة والضحك والتسلية عبر التلفزيون ثم أضاف: هالمرة مش عم نكّت عالفاضي ورغم ذلك لم تتغير مقادير الطبخة كثيراً !‏

لا يغيب / مقدمو البرامج في OTV /عن الشاشة كثيراُ، فإذا لم يطلّوا في برامج لهم يتناوب زملاؤهم على استضافتهم في برامجهم وهكذا تكون أهلية بمحلية كما فعل حداد في إحدى الحلقات عندما استضاف زميلته في التنكيت أرزة الشدياق وكلنا يتذكرها في برنامج lolليحلّق برأي البعض.. لكن القدر لم يخذله فوضع في طريقه شقيقه ماهر والمحرتقة الغائبة منذ مدّة ليال ضو.‏

العبارات والجمل في البرنامج جاهزة لدى مقدم البرنامج ولا يحتاج إلى قواميس أو كثير عناء للبحث عنها فهي تعتمد في كثير من الأحيان على اللعب على الألفاظ ك ( حديث الولد بدلاً من حديث البلد- للحشر بدلاً من للنشر.. الخ). إذا كان هشام حداد قد استثمر النكات الهابطة في برنامجه السابق lol وحقق ما حقق فهل ستزيد من رصيده الجماهيري الأغنيات الهابطة في البرنامج الذي نتحدث عنه؟!.‏