2012/07/04

سميرة المسالمة: لم أُستدع للتحقيق.. وباقية في «تشرين»
سميرة المسالمة: لم أُستدع للتحقيق.. وباقية في «تشرين»

فاتن قبيسي - السفير

تؤكد سميرة المسالمة التي تم إقالتها من منصبها كرئيسة تحرير جريدة «تشرين» السورية السبت الماضي، عقب حديث أدلت به الى قناة «الجزيرة»، أنها تبلغت قرار الإقالة من قبل وزارة الإعلام. وتنفي في حديث لـ«السفير» ما تردد بأنه تم استدعاؤها للتحقيق معها. وتقول: «لم أزر أي جهة أمنية في حياتي، حتى عند تعييني. وأستغرب ما نشرته الصحيفة بهذا الصدد. وما حصل هو أنه تحدث معي هاتفياُ أحد كبار الضباط، بعيد المقابلة التلفزيونية، وناقشني في ما قلته، ومن حقه أن ينزعج لأنني حملته المسؤولية».

وتضيف: في صباح اليوم التالي، قال لي معاون وزير الإعلام: «ببالغ الأسف، أنا مضطر لإبلاغك بإنهاء تكليفك من رئاسة التحرير». فقلت له: «مش مشكلة، توقعت ذلك من مبارح، بعد اتصال اللواء بي».

وردأ على سؤال تقول: «أصرّ على ما قلته، بأن حفظ الأمن وأرواح الناس هو مسؤولية قوات الأمن».

وكانت المسالمة قد صرحت عبر «الجزيرة» انه «إذا كان عناصر قوات الأمن قد خالفوا التعليمات الرئاسية بعدم إطلاق النار، فيجب أن يحاسبوا. وإذا كان هناك طرف ثالث، وأنا أتبنى وجوده، فعلى قوات الأمن ايضاً أن تلقي القبض على هذه العصابات وتقدمها للمحاسبة».

هل كنت تتوقعين أن هذا الحديث التلفزيوني سيتسبب بإقالتك من منصبك؟ ترد المسالمة على السؤال بقولها: «لم أتوقع شيئاً. انا إعلامية في النهاية. ولا أفرط بمصداقيتي. وكلامي لا يسيء لأحد. بل يأخذ حق أهلي، من خلال الدعوة لمحاسبة من يقتلهم، سواء كانوا العصابات أم قوى الأمن.. وأكرر بأن هناك تعليمات رئاسية بعدم إطلاق النار، وأذكرهم دائماً بعدم مخالفتها، لأنها توجب المحاسبة».

ولكن جاء تصريحك التلفزيوني بعيد وقوع قتلى في صفوف قوى الأمن، ما اعتبره البعض إجحافاً بحق هؤلاء. ترد المسالمة بقولها: «سقط ( يوم الجمعة) 13 مواطناً وستة عناصر أمنية. ولذلك أؤمن بوجود طرف ثالث، لأن هناك ضحايا من قوى الأمن. و«إذا كانوا عم بموتوا»، اليست مسؤوليتهم إلقاء القبض على العصابات المسلحة، لحماية الناس، وحماية أنفسهم باعتبارهم جزءا من الناس؟ الأمن هو تشكيلة المجتمع السوري، فهم أخوتي وأقربائي.. ولا أعتقد أنني قلت شيئاً غير صحيح».

البعض يعتبر أسلوب تفاعلك مع الأحداث مرده الى كونك ابنة درعا. ترد المسالمة على هذا التعليق بالقول: «أنا بنت الشعب السوري كله، ولا أعتقد أن من يموت في بانياس لا يمت لي بالصلة ذاتها التي تربطني بأبناء درعا. الأصول هي أن نتعامل مع الأحداث بمنطق. واذا كنا شرعنا المظاهرات المطلبية، فإننا لم نشرعن وجود عناصر مسلحة، تكون سبباً في إزهاق أرواح الناس».

وماذا عن تمايز تصريحك التلفزيوني الأخير عن تصريحاتك السابقة، تجيب المسالمة بالقول: «كنت قلت الكلام ذاته عبر قناتي «ال بي سي»، و«بي بي سي». من الأساس أتبنى فكرة وجود طرف ثالث، يثير الفتنة بين المتظاهرين وقوات الأمن، ويقوم بتوظيف المطالب المحقة لجرها الى أعمال شغب، لضرب حالة الاستقرار في سوريا. وهذا الطرف يحمل عناصره أكثر من جنسية. حتى من انتقد كلامي عبر «بي بي سي» مدعياً انني إبنة عمه، وقال بأنني «كاذبة»، اوضح بأنني لم أقل «بأن درعا هادئة» ليتهمني بالكذب. كيف أقول ذلك وقد سقط فيها 40 قتيلا؟!»

ماذا بعد إقالتك من منصبك؟ ترد على السؤال بالقول: «اُقلت من منصبي، ولم اُقل كوني إعلامية سورية، وما زلت أتقاضى راتبي من مؤسستي (جريدة تشرين). أنا مؤمنة بمشروع الإصلاح السياسي الذي طرحه الرئيس بشار الأسد، وفي مقدمته الإصلاح الإعلامي. ومؤمنة بمتابعة الحوار. وسأتابع حواراتي مع شبابنا من كافة الأطياف السياسية. فهذا المشروع لا يمكن أن يكون لفئة على حساب أخرى