2012/07/04

«سورية دراما» تعيد ترتيب برمجتها وفق ما يطلبه الجمهور
«سورية دراما» تعيد ترتيب برمجتها وفق ما يطلبه الجمهور

ماهر منصور - السفير

بعد نحو عام ونصف عام من انطلاقتها، تبدو قناة «سورية دراما» كما لو أنها تتجه نحو إعادة تموضع جماهيري، إذا صح التعبير، فتبحث عما يناسب رغبات جمهورها، ولكن هذه المرة، وكما يشير مديرها سعد القاسم في حواره مع «السفير»، لا تقرر عن المشاهد ما يناسبه، أو تكتفي بالانطباعات والآراء التي تصلها حول برامجها، وإنما تستعين بمركز بحوث متخصص، لإجراء استطلاع للرأي حول القناة، في محاولة للخروج بتصور واضح، يتم بموجبه إعادة برمجة المسلسلات وأوقات عرضها.

الاستطلاع الذي يجريه «المركز السوري لبحوث واستطلاع الرأي العام» ابتداء من يوم الجمعة الفائت، يستهدف شريحة عمرية ما بين 14-70 عاماً في 2400 عائلة سورية. يتم لقائهم مباشرة من قبل باحثين مختصين، وسيكون على الفئات المستطلعة الإجابة عن أسئلة استمارة، تسأل عن نوعية المسلسلات (اجتماعية، تاريخية، كوميدية..) التي يرغب بها المشاهد، وعددها وتوقيت عرضها، وعما إذا كان يفضل مشاهدة مسلسلات بالأبيض والأسود.

ويسأل الاستطلاع عن مدى رغبة المشاهد في مسلسلات من النوع المتصل - المنفصل، أو مسلسلات ذات الموضوع الواحد، أو تلك ذات الأجزاء. ويسأل أيضاً عن اسم القمر الذي يتم من خلاله استقبال بث القناة، وعما إذا كان المستطلع يرغب بأن تعلن له «سورية دراما» عن أوقات عرض المسلسلات على قنوات التلفزيون السوري الأخرى، وعما إذا كان يرغب بمشاهدة مسرحيات قديمة وأفلام سينمائية وبرامج. كما يسأل الاستطلاع من لا يتابعون «سوريا دراما» عن أسباب عدم متابعتهم.

ترسم الأجوبة شكلاً للمعايير التي تنوي القناة بموجبها وضع خطتها البرامجية المقبلة. وتبدو القناة الدرامية كما لو أنها ترغب بالمحافظة على الشكل العام البرامجي الذي عرفت به، ولكنها تريد أن تعيد ترتيب برمجته. وقد عكس ذلك برنامج «أنتم وقناة الدراما» الذي بث يوم الجمعة الفائت. أعده وقدمه الزميل نضال زغبور، وشاركه الفنانان مصطفى الخاني وسوزان نجم الدين.

والبرنامج الذي استضاف مجموعة من الفنانين والمخرجين والكتاب والمنتجين والنقاد، بدا مجالاً حيوياً لنقاش صريح ومباشر بين عدد من المعنيين بالدراما ومدير القناة سعد القاسم. فاستمع الأخير الى ما ينتظره ضيوف البرنامج من القناة، وإلى مآخذهم عليها. ورغم أن جزءاً من الحوار خرج عن موضوع البرنامج الرئيسي، إلا أن ما تم مسّ الموضوع كان بمجمله صريحاً وواقعياً، علماً أن مدير القناة حافظ على هدوئه رغم الانتقادات التي وجهت إلى قناته. والسبب، بحسب ما قال لـ«السفير» هو أن يستمع لأكثر عدد ممكن من وجهات النظر، بداعي تطوير القناة.

وعما أثاره بعض ضيوف برنامج «أنتم وقناة الدراما»، ولا سيما المنتجون، حول ضرورة تحول القناة إلى قناة منتجة، برأسمال مستقل يتيح لها شراء عدد من الأعمال الحصرية، يقول القاسم: «في العام الفائت عرضت قنوات التلفزيون السوري جميع الإنتاج الدرامي السوري، 27 مسلسلاً، باستثناء ثلاثة مسلسلات هي «أبواب الغيم»، و«القعقاع» و«ضيعة ضايعة». ولو كنا اخترنا البحث عن العروض الحصرية، لكنا اشترينا ربما بالمبلغ الإجمالي الذي دفعناه عملين حصريين فقط. ولكن مصلحتي تقتضي أخذ كل المسلسلات ودعم الإنتاج الدرامي».

وعن منافسة الفضائيات الأخرى، يوضح القاسم: «المحطات الأخرى تنافس عبر مسلسلين سوريين أو ثلاثة، بينما نعرض نحن كامل المسلسلات السورية، على نحو يبدو فيه رمضان أحد مواسم العرض الدرامي السوري. ولكنه ليس الموسم الوحيد، وما نسعى إليه هو أن نوصل الى الجمهور، أكبر عدد ممكن من المسلسلات على مدار العام».

حتى اليوم تغلب صفة قناة مسلسلات على «سورية دراما»، ويبرز من بين برامجها القليلة «أخبار الفن»، الذي يتميز بفريق عمله الشاب ومشرفيه المختصين ونشاطه الملحوظ في تغطية النشاط الدرامي السوري. وتحضر القناة اليوم لعدد من البرامج المتخصصة. بما يشكل تكاملاً لمهمتها في دعم الإنتاج الدرامي.

من المبكر الحكم على توجهات «سورية دراما» الجديدة. ولكن نسجل عدداً من الملاحظات، منها توجه الاستطلاع إلى الجمهور السوري فقط، كما لو أنها قناة أرضية، فيما كان على القناة أن تتجاوز الحدود في الوقوف على رغبات الجمهور. ورغم وجود الاستطلاع على شبكة الإنترنيت، إلا أن تكليف متابعته من قبل مراكز استطلاع في بلدان الخليج والمغرب العربي وبلدان الاغتراب، من شأنه تحقيق دقة أكبر في النتائج. كما يؤخذ على الجهات المستطلعة عدم توجهها في استطلاع آخر الى صناع الدراما والمختصين فيها، وملاقاة نتائجه مع نتائج استطلاع الجمهور، للخروج برؤية واحدة جماهيرية - ونخبوية في آن معاً.

يذكر أن القناة تعرض اليوم ثمانية مسلسلات يعود إنتاجها إلى فترات مختلفة من السنوات العشرين الأخيرة وهي: الأخوة (الجزء الثاني)، زمن العار، هوى بحري، على طول الأيام، سيرة الحب، لورانس العرب، شهرزاد الحكاية الأخيرة، وشجرة النارنج (مترجماً إلى الفرنسية).