2012/07/04

شاب يطلب الزواج من سميرة توفيق فتعتذر.. ويُهدِّد..
شاب يطلب الزواج من سميرة توفيق فتعتذر.. ويُهدِّد..

  شاب يطلب الزواج من سميرة توفيق فتعتذر.. ويُهدِّد.. ويلاحقها ويحاول خطف شقيقها الأصغر فينقذه إغماء شقيقته نوال 
  لا شك أن القراء الكرام أصبحوا على معرفة تامة بالفنانة سميرة توفيق فمنهم من استمع إلى صوتها ومنهم من قرأ عنها ومنهم من متع النظر بجمالها وأنوثتها ومنهم من أصبح عاشقاً يرتاد الكباريه كل ليلة ليلفت نظرها ويعلمها بأنه جندي مطيع لرموش عينيها ومنهم من اتخذ من حيط بيتها (مزاراً) يزوره كل صباح ويقبله ثم يسير إلى عمله راضياً لأنه أدى الفريضة وغير ذلك من الناس الذين لهم في العشق سبل وطرق غريبة تصلح لأن تنشر معها قصص ألف ليلة وليلة مثلاُ أو تظهر على شاشة السينما فيضطلع على مناهجها تلاميذ العشق والغرام. ويظهر أن هناك شاباً لم يقدر على أن يضغط على زمام عاطفته فقفز عن طريق العشق بالطرق السليمة ليذهب إلى بيت سميرة ويخبرها بالحرف العريض أنه يحبها ويريدها زوجة له وأنه لن يقبل عذراً منها وإلا فهي معرضة للأخطار كما أنه رفض البوح بنوع الأخطار حتى لا تأخذ سميرة الاحتياطات اللازمة... وزاد على قوله بأن الخطر يزداد عليها إذا ما حاولت إعلام البوليس بالتهديد.. ثم خرج بعد أن أعطاها مهلة 48 ساعة للتفكير ورد الجواب.. والغريب في الأمر أنه رفض إعطاء اسمه وعنوانه وقد لا يصدق البعض هذه القصة الطريفة ولكننا نحن نكتبها وما على القراء الذين لا يصدقون إلا أن يطلبوا رقم التلفون 38838 ويسألوا سميرة أو والدتها أو شقيقتها ولكن بطريقة (جس نبض) لأن الجو لا يزال مكهرباً حتى الآن بعد الحادثة التي ستقرؤون تفاصيلها الآن: في الساعة العاشرة من يوم الاثنين الأسبق طرق باب بيت سميرة شاب مربوع القامة عريض الكتفين حنطي اللون شعره أسود له شارب يشبه شارب كلارك غابيل.. هكذا وصفته نوال شقيقة سميرة التي فتحت الباب وسألته عما يريد أجاب بلهجة تدل على الارتباك: -         مدموزيل سميرة موجودة. -         نعم.. بس نايمة. -         طيب.. بقدر بنتظرها.. -         لكن ما بتصحى قبل ساعتين لأنها بتسهر بالشغل للساعة اثنين. -         معليش.. أنا ما عندي شغل. -         في شي ضروري. -         نعم. -         بقدر اعرفه أنا. -         الأمر هيدا بيتعلق فيها رأساً.. وأدخلته نوال إلى الصالون وأسرعت إلى سميرة توقظها وتقول لها هناك شخصاً يود مقابلتها لمسألة ضرورية فارتبكت سميرة وراحت تفكر في هذا الأمر الضروري الذي أيقظت من أجله.. ترى ماذا يكون؟ ومن؟ ثم ارتدت ملابسها وتوجهت إلى الصالون لتقابل الشاب ويتبادلان السلام.. إنها لا تعرفه ولكنها رأته مرات عديدة.. أين؟.. ومتى لا تتذكر. قالت: أهلاً وسهلاً.. إن شاء الله خير. قال: معلوم خير. -         شو القصة. -         القصة مهمة ولازم احكي معك وحدك. وطلبت سميرة من شقيقتها ووالدتها أن تغادرا الغرفة فكان لها ما أرادت. وابتسم الشاب وقال: -         بدي احكي بس مش عارف كيف! -         احكي.. ما تخاف.. وتطلع الشاب إلى عينيها وراح يتأملها وجال بنظره من رأسها إلى قدميها كأنه أضاع شيئاً ثم لقيه. وكان كلما حاول البدء بالكلام توقف لسانه عن الحركة ويظهر أن سميرة بالإضافة إلى ذكائها المفرط وقد مر عليها حكايات غرام وشكاوي عشاق ملوعين محرومين، عرفت أن المتكلم لا بد أنه عاشق ولهان ولا بد أنه سيحكي قصته ولكنها لم تكن تدري أنه متهور إلى هذا الحد.. قالت له: -         الظاهر إنك بتحب. -         معك حق.. مظبوط.. -         مين هالسعيدة الحظ. -         أنت.. إيه والله أنت. -         لكن أول مرة بحكي معك وبتحكي معي. -    غلطانة يا سميرة.. يا مدموزيل سميرة (عفواً) أنا من زمان بدي احكيلك بس الظروف ما ساعدتني.. وأنا قصدي شريف ما بحب اضحك على بنات الناس.. أنا مستعد إني أتزوجك! فتعجبت سميرة وقالت: ..أنا! -    والله العظيم أنت.. وحياة بيي وأمي أنت.. أرجوكي تفهميني أنا مستعد كون خادمك طول عمري.. أنا حبيتك من أول مرة شفتك وبعدين صرت اشتري مجلة السينما والعجائب تا حتى شوف صورك وأقرأ أخبارك.. أنا شاب آدمي مش أزعر.. عاقل كثير.. شغيل.. عنا بيت ملك بالأشرفية أنا وأخواتي ثلاث شباب وخياتي ثلاث بنات.. -         وانت قلتلهم لأهلك بدك تتزوجني؟ -         لا -         ليش؟ وكيف بدك تتجوز من غير ما تقلهم. -         أنا دايماً بحب أعمل شغلي على الهدوء. -    لكن أنا بحب يكون بعرسي ناس كتير ويعرفوا كل العالم وتكتب كل الجرائد والمجلات ويكون عرس ما صار منه بالدني هيدا أول شرط لي. -         يعني موافقة على الزواج؟ -         مش تا حتى أعرف اسمك وبعدين اسأل عنك وعن العمارة اللي عندكم وبعدين بدي استشير أهلي وأقربائي والجيران. -    لا.. لا.. أرجوك ما بريد حدا يعرف إلا بعد ما توافقي ثانياً أنا بدي أتزوج بدون خطبة لأن أولاد الحرام كتار يمكن يفسدوني عليكي وهيدا مش معقول ويمكن يفسدوكي عليي ويعرفوا الناس انك مخطوبي لي وبعدين نفسخ الخطبة وبتحصل المشاكل والخناقات وأنا صحيح عاقل كتير كتير لكن عقلاتي ما بيتحملوني وقت اللي بزعل. -         شو بتقصد. -    والله بقصد انك تقبلي تتزوجيني لأني بحبك أكتر ما بيتصور عقل البشر وصار لي سنة وأنا عم بتعذب وكل يوم بلف حوالي البيت مية مرة بالنهار وبالليل ما بقدر نام وبقول بدي احكي ثم بخجل وبالآخر ما عاد فيي أتحمل صرت خايف على عقلي يضيع مني فقلت اتكل على الله واضرب هالحجر بالجوزة وجيت تا حتى قلك بس من عاداتي إني ما روح لمطرح وارجع فاضي.. -         شو بتقصد؟ يعني بدك تاخدني معك هلق. -         ما فيش مانع إذا كنتي بتريدي وإذا لا بتحضري نفسك لبكرة أو بعده حسب ما بتأمري. -         وإذا كان ما بدي اتجوز. -         هيدا مش معقول.. مش ممكن.. يعني لازم انتحر. -         أنت حر. -    مبين كتير قاسية.. على كل حال طالما المسألة ما بتهمك أنا بتركك 48 ساعة تفتكري وبعدين بحاكيكي بالتلفون إذا قبلت بتكوني قبلت وإذا لا فلكل حادث حديث.. خدي بالك كويس أنا كتير منيح وكتير مش منيح وما تزعلي مني بعدين شو بيصير. -         طيب.. الزواج بيجي بالقوة؟! -    أنا ما جايي بالقوة. بالأول عم بحكي معك على مهل وبكل هدوء لكن بعدين أنا حر مثل ما أنت حرة. وهلأ بخاطرك وافتكري منيح بكل اللي قلته والإنذار 48 ساعة. وخرج الشاب بسرعة ونزل على السلم يسابق الريح ثم اختفى وراء البيوت. ودخلت والدة سميرة وشقيقتها ليجدان سميرة في شبه ذهول ثم أخبرتهما القصة. وفي المساء جاء شقيقا سميرة وهما مانويل (المصارع) وشارل (روميو الحي) وعلما بالحادثة فجن جنونهما لما علما أن شاباً هدد شقيقتيهما وأين؟.. في عرينهما.. وأصبحا ثائرين لا يفارقان البيت لحظة واحدة فإذا ما خرج مانويل يبقى شارل وإذا ما خرج شارل يبقى مانويل وهكذا.. وبعد مضي ال 48 ساعة وبالضبط رن جرس التلفون في بيت سميرة فحملت السماعة لترد: -         ألو.. مين؟ -    أنا الشاب اللي حكي معك بخصوص الزواج وال 48 ساعة إنذار خلصو.. شو النتيجة.. على كل حال أنا مبسوط لأنك ما حكيتي للبوليس ولا حدا عرف وهيدا دليل على انك بلشت تحبيني. -    شوف يا أستاذ.. أنا بنت عندي عائلة طويلة عريضة مجبورة فيها فلازم اشتغل يعني مش بفكري الزواج بالوقت الحاضر وأول ما بفكر إني أتزوج ببعت وراك.. -         شو؟ أنا هالكلام ما بقبض منه بتحبي تتزوجيني اليوم أهلاً وسهلاً ما بتحبي أما بعرف شغلي .. ويظهر أن سميرة لا تريد أن تخلق المشاكل لشقيقيها فحاولت (بلفه) بالطريقة الناعمة لكنه أصر على التهديد وإذا بشقيقها مانويل يعلم أن التهديد صادر عن الشاب المرشح للزواج فأخذ السماعة من شقيقته وقال له: -         شوف يا أستاذ إذا كنت بعد بتحكي بالتلفون وبتجيب هالسيري ما تلوم إلا نفسك أنا أختي ما بدها تتزوج فاهم يما لا.. -         انت مالك دخل بالمسألة أنا عم بحكي مع أختك. -         أنا اللي إلي دخل.. على كل حال إذا كان بفكرك شي وين بلاقيك تا حتى نتصافى. -         أنا رب المراجل والقبضايات وما حدا بيتجرأ يحكيلي هيك حكي إنما رح سامحك لأنك يمكن تصير ابن عمي أخو زوجتي. -         فشر اقبل واحد متلك يكون صهري. -         ليش انت يتعرفني. -         ما بعرفك لكن حكياتك دلوني عليك. -         اعمل معروف أعطيني أختك تا حتى أتفاهم معها. -         أختي ما يتعرف تتفاهم معك أنا اللي بعرف بتفاهم. -         عم قلك أعطيني أختك. -         عم قلك إذا جبت هالسيري تاني مرة بقتلك. -         أنت بتقتل جردون بتقتل حرباية إنما مش قد المراجل. -         أنا ميه متلك بقتلهم أنا.. -         على كل حال أما بعرف شغلي (وقفل الخط). ومنذ ثلاثة أيام نزلت نوال شقيقة سميرة مع شقيقها الصغير جورج من الطابق الثاني ليشتريا بن وسكر من المحل فوقفت نوال إلى مدخل باب العمارة وأوعزت لشقيقها بأن يدخل المحل ويأتي بالأغراض.. ويظهر أن الشاب كان متربصاً لتنفيذ مؤامرة خطرة فما أن شاهد (جورج) يكرج على الطريق حتى هجم عليه وحمله وأسرع بالهرب... وبهذه الأثناء كانت نوال قد شاهدت الشاب يهجم على شقيقها فأطلقت الصرخات ووقعت على الأرض مغمى عليها فتنبه الجيران وأسرع قسم منهم لإغاثتها والقسم الآخر لحق بالخاطف الذي ما إن شاهد نفسه تحت الخطر حتى ترك (جورج) وأطلق ساقيه للريح. وصحت نوال لتقول جورج خيي.. حبيبي.. عيوني.. وين؟ فيجيبها أنا هون يا أختي ما تخافي.. وبعد الحادث أخذت الاحتياطات اللازمة لإحباط مؤامرة (مجنون سميرة). والظاهر أن الشاب يشاهد الأفلام الإجرامية فحاول خطف شقيق سميرة يبقيه كرهينة ليرغمها على الزواج منه. ولا نعلم ماذا سيحدث لمجنون سميرة أو بالأحرى ما هي المؤامرة الجديدة التي سيقوم بها وإلى العدد القادم. مجلة السينما والعجائب 1956.