2013/05/29

«شباب بالعربي».. يتجاوز المألوف شكلاً ومضموناً
«شباب بالعربي».. يتجاوز المألوف شكلاً ومضموناً


بديع منير صنيج – تشرين


يتميز برنامج «شباب بالعربي» الذي تبثه قناة الميادين عند السابعة من مساء كل أحد بصيغة إعلامية غير متكلفة، تخرج من جدران الاستوديو إلى فضاءات متنوعة تتناسب مع موضوع كل حلقة،

ويستتبع ذلك عدم التركيز على الصيغة التقليدية من مقدم للبرنامج وضيوفه، حيث تشعر أن الجميع محاورون، وكلهم يتباحثون في الأمر المطروح على طاولة النقاش، ولاسيما في ظل وجود أكثر من مقدم يدير الندوة ويوجه الأسئلة فيها.

كما أن تلك الصيغة تبتعد عن السطحية التي تتسم بها معظم البرامج التي تتخذ من الشباب عنصراً أساسياً لها، ففي هذا البرنامج لا يتم التعاطي مع الضيوف الشباب باعتبارهم مجرد شريحة ديموغرافية قائمة على أساس عمري، وإنما كرؤية جديدة لها مناخاتها الفكرية الخاصة، وقدرتها على التعبير عن تلك الرؤية بجرأة وحماس واضحين.

تمحورت الحلقة الأخيرة من البرنامج حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وسبل تحقيق ذلك، فضلاً عن مناقشة أوضاع اللاجئين في البلدان المضيفة، وتمت استضافة محاوِرتين إلى جانب المقدمة وأربعة شباب من المخيمات الفلسطينية في لبنان والأردن، وافتتحت الحلقة بسؤال: «كيف يتعامل الفلسطينيون مع حق العودة باعتباره قانونياً إضافة لكونه إنسانياً؟» لتأتي الإجابات مزيجاً من التحليل القانوني السياسي والتبجيل الشعري، فـ «محمد لافي» الفلسطيني الأردني قال: «العودة قضية أكثر منها حقاً ممنوحاً، وهي مرتبطة بالتحرير الكامل لأراضي فلسطين، كما أنها واجب عربي أساس»، في حين ذكر «أحمد سلام» من مخيم البداوي في لبنان أن عائلته ما زالت تحتفظ بالأوراق الضريبية والثبوتية لمنزلهم في صفد، إضافة إلى مفاتيح ذلك البيت، لا لشيء بل لأنها من رائحة الوطن، ولتواصل غزّاويّة الأصل «ابتسام سميري» بقولها: «عندنا زيتون في غزة وأقارب، ومع كل عدوان أشعر بأنني أعاني مع الشجر والبشر».

الحديث عن منعطف أوسلو عام 1993 دفع حلقة «شباب بالعربي» إلى محور جديد حول كيفية تحقيق العودة، لتتعدد وجهات نظر الضيوف: بين من يرى أن أفضل حل هو الحل العسكري، لأن كل سبل التفاوض مع الكيان الصهيوني باءت بالفشل، بما فيها جهود معظم الدول العربية وما سعوا إليه عبر جامعتهم، وبين من يرى أن المشكلة الأساسية التي تقف في وجه هذا الحق هي مشكلة ثقافية، داعياً لإعادة تكريس الثقافة الثورية، وإعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الفلسطينية كونها السبيل الوحيد للتحرير، ما سيخلق، مستقبلاً، جيلاً قادراً على تحقيق حلم العودة، وهناك رأي ثالث دعا إلى محاسبة كل من يمس بالثوابت الوطنية بمن فيهم رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» عندما تخلى ضمنياً في أحد خطاباته عن حق العودة. ونادى هذا الرأي بانتخاب مجلس وطني فلسطيني، وإعداد مناهج جديدة في المدارس تؤكد على عروبة القضية الفلسطينية.

كما تطرقت الحلقة لمشكلات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، فيما يتعلق بحقوقهم الفردية والمدنية، كحق التملك، الإقامة، الضمان الصحي، وغيرها من الحقوق التي يستثنى منها الفلسطينيون في بعض الدول، أي أن هذا البرنامج صبَّ مباشرةً في السياق العام الذي تسعى لتحقيقه قناة «الميادين» فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ إنها وضعت نصب أعينها ـ ومنذ افتتاحها ـ شعار «للعدالة في فلسطين» و«العودة حق».

على صعيد آخر، تميز برنامج «شباب بالعربي» بالفواصل بين محاوره الثلاثة سواء على خلفية أغنية «سارة» لـ«ريم البنا»، أو الفوتومونتاج المتميز على وقع قصيدة «في القدس» للشاعر «تميم البرغوثي» التي يقول فيها: «في القدس رائحة تركز بابلاً والهند في دكان عطار في خان الزيت.. في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن.. في القدس صلينا على الإسفلت.. في القدس مَنْ في القدس إلا أنت.. في القدس رغم تتابع النكبات ريح براءة في الجو.. ريح طفولة.. فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريح بين رصاصتين».